سعد المجرد.. "لمعلم" وراء القضبان

سعد المجرد مغني مغربي اكتسحت أغانيه الساحة الفنية الشبابية حيث شاهدها مئات الملايين على موقع يوتيوب، وفي مقدمتها أغنية "أنت معلم"، عاش كابوسا مرعبا مع نهاية 2016 بعد اعتقاله في فرنسا بتهمة الاغتصاب.

المولد والنشأة
أبصر سعد المجرد النور في السابع من أبريل/نيسان 1985 في مدينة الرباط لأب مطرب شهير في المغرب اسمه البشير عبده، وأم ممثلة شاركت في مسرحيات ومسلسلات عدة اسمها نزهة الركراكي.

الدراسة والتكوين
درس المجرد في الرباط، وبعد إنهائه المرحلة الثانوية درس بالمعهد العالي للموسيقى، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لإتمام دراسته.

التجربة الفنية
شارك سعد المجرد في برنامج تلفزيون الواقع "سوبر ستار العرب" عام 2007 الذي كان يعرض على شاشة المستقبل اللبنانية، ورغم فشله في نيل المرتبة الأولى في المسابقة، فإنه اكتسب ثقة أهل الفن بسبب قدراته الصوتية المتميزة.

عام 2009 أصدر المجرد أغنية "عزيز وغالي" وكانت عبارة عن أغنية مشتركة مع والده البشير عبده، وبعدها أصدر أغنية بعنوان "واعديني"، ولاحقا أصدر أول ألبوماته بعنوان "ولا عليك".

وبدأ المجرد يحقق شهرة وسط المغرب وخارجه مع توالي إصداره أغانيه على يوتيوب مثل أغنية "أنتي"، و"مال حبيبي مالو".

وفي 2012 سرع المجرد خطواته الفنية بإصداره مجموعة من الأغاني بينها "الميمة" (الأم) و"سالينا سالينا".

وفي 2014 حقق المجرد نجاحا كبيرا بأغنية "أنتي" التي شاهدها الملايين على يوتيوب.

غير أن المجرد سرعان ما اكتسح مجال الساحة الفنية الشبابية العربية بأغنية "أنت معلم" التي أصدرها في مايو/أيار 2015 وحققت نجاحا كبيرا وشاهدها على يوتيوب بعد نحو سنة من إصدارها نحو 430 مليون شخص.

وفي 2016، أصدر المجرد أغنية "غلطانة" التي صورها بطريقة الفيديو كليب، وحققت في شهور قليلة نحو مئة مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.

وأصبح المجرد ضيفا منتظما على الحفلات الموسيقية في المغرب والدول العربية وأوروبا وأميركا، وصار من نجوم الأغنية الشبابية الذين ينظمون جولات فنية في مناطق مختلفة عبر العالم.

تتميز أغاني المجرد بكونها أغاني خفيفة تسيطر عليها المواضيع العاطفية، يتناولها بإيقاع سريع، مركزا فيها على استخدام لغة تختلط فيها الدارجة المغربية مع كلمات بالعربية الفصحى.

النجاح المستمر الذي ما لبث المجرد يحققه بعد صدور أغانيه الواحدة تلو الأخرى، تعرض لانتكاسة بعد اعتقاله في العاصمة الفرنسية باريس يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أياما قليلة قبل إحيائه حفلا كبيرا، بعد بلاغ قدمته فتاة فرنسية تتهمه فيه بالاغتصاب.

وبعد التحقيقات، وجهت السلطات الفرنسية تهمة "الاغتصاب مع ظروف مشددة للجريمة" إلى سعد المجرد، ووضع في الحبس الاحتياطي بسجن فلوري ميروجيس بضاحية باريس الجنوبية.

كما وجهت إلى النجم المغربي أيضا تهمة "العنف العمد مع ظروف مشددة للعقوبة". وفي البداية طالبا محامياه باستئناف قرار الاعتقال.

وكانت مصادر إعلامية قد أكدت أن الملك محمد السادس نصح عائلة الفنان المغربي سعد المجرد الموقوف في باريس بتهمة الاغتصاب بتكليف المحامي الفرنسي الشهير إيريك ديبون موريتي للدفاع عن المغني، مؤكدا أن المصاريف سيتكفل بها.

وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية) نقلا عن سفارة المملكة المغربية في باريس إن الملك محمد السادس "يوصي أسرة سعد المجرد بأن يتولى المحامي إيريك ديبون موريتي الدفاع عن المغني المغربي، ويقرر التكفل بأتعاب الدفاع". وأكدت السفارة لموقع صحيفة لوفيغارو الفرنسية هذا الخبر، الذي تداولته وسائل إعلام غربية عديدة وأيضا مغربية.

المصادر المقربة من المجرد أكدت أن "القضية محبوكة ضده" لاستغلال شهرته الكاسحة، وأنه بريء من تهمة الاغتصاب.

وفي الوقت الذي كان يصارع فيه المجرد التهم الثقيلة الموجهة إليه في فرنسا، قامت فتاة أميركية بتحريك دعوى تعود إلى عام 2010 تتهمه فيها بالتحرش بها، لكن القضاء الأميركي قرر يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2016 حفظ القضية وعدم متابعة المجرد في هذه القضية، بعد أن قامت الفتاة بسحب الدعوى.