أبو نضال.. سياسي فلسطيني نهايته غامضة

سياسي وحركي فلسطيني، انضم إلى حركة فتح بزعامة ياسر عرفات عام 1967 ثم انشق عنها، تنقل بين العديد من العواصم العربية، بقيت تفاصيل نهايته غامضة كما العديد من تفاصيل حياته.

المولد والنشأة
ولد صبري البنا (أبو نضال) يوم 16 مايو/أيار 1937 في مدينة يافا بفلسطين، ينحدر من أسرة غنية تعمل في تجارة الموالح، غادر وهو ابن الـ11 يافا إلى عسقلان أثناء الزحف الصهيوني على فلسطين، ثم إلى غزة وأخيرا إلى نابلس، توفي والده عام 1945، وعاد ليقيم في غزة عام 1948.

الوظائف والمسؤوليات
سافر للعمل في السعودية عام 1958.   

التجربة السياسية
انضم أبو نضال إلى حزب البعث عام 1955 وانخرط في الأنشطة القومية الفلسطينية، ثم كون جماعته الخاصة في أواسط الستينيات، ثم انضم إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بزعامة ياسر عرفات عام 1967 عند عودته إلى الأردن.

تولى أمر الأمن الإقليمي في الأردن في يونيو/حزيران 1968، وأصبح بعدها مندوب فتح في السودان عام 1969، ثم في بغداد عام 1970، وبعد ذلك أيضا رئيس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية هناك.

أقام أبو نضال علاقات وطيدة مع المخابرات العراقية منذ عام 1971 وانضم إلى جماعات الرفض لتشكيل اللجنة السياسية للفلسطينيين في العراق في بداية عام 1974، والتي انتقدت بشدة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونددت بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي جعل أبو نضال يستولي على مرافق حركة فتح في العراق، مما أدى إلى طرده من الحركة وحكم عليه بالإعدام بعد الاشتباه فيه بالتورط في محاولة اغتيال أبو مازن.

انشقت حركة فتح المجلس الثوري بقيادة أبو نضال عن حركة فتح لعدم ارتياحها للأسلوب القيادي الذي اعتبرته غير ثوري بالدرجة الكافية.

اضطر أبو نضال لمغادرة العراق عام 1983 حين طرده صدام حسين في سبيل إصلاح علاقاته مع الولايات المتحدة التي كافأته بعد سنة بالتحديد بإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدولتين.

وانتقل أبو نضال إلى سوريا ولكنه أجبر على غلق معسكراته هناك عام 1986 بضغط من الولايات المتحدة، حيث توجه بعدها إلى بولندا ثم إلى ليبيا في أواخر الثمانينيات.

وبعد حرب الخليج وجد أبو نضال فرصة لكسب ود صدام حسين، واتهم في يناير/كانون الثاني 1991 باغتيال قيادييْ منظمة التحرير الفلسطينية صلاح خلف المعروف بـ"أبو إياد"، وهايل عبد الحميد المعروف بـ"أبو الهول" في تونس.

وفي أبريل/نيسان 1998 تخلصت السلطات الليبية من أبو نضال وسلمته للسلطات الأمنية المصرية، حيث مكث للعلاج من مرض سرطان الدم في القاهرة مقابل ما وصفتها دوائر بأنها صفقة لتنفيذ بعض العمليات ضد بعض الجماعات الإسلامية المصرية المعارضة.

وانتقل بعد أشهر إلى بغداد تحت ضغوط دولية على مصر. حكم عليه بالإعدام غيابيا لاغتيال السكرتير الأول بالسفارة الأردنية في لبنان عام 2001.

الاغتيال
اغتيل أبو نضال في بغداد يوم 19 أغسطس/آب 2002، وأعلنت السلطات العراقية أنها وجدته صريعا في شقته ببغداد وأنه مات منتحرا بعد أن أطلق على نفسه رصاصة واحدة اخترقت فمه وخرجت من مؤخرة رأسه.

وأعلن رئيس جهاز الاستخبارات العراقية طاهر جليل حبوش وقتها أن أبو نضال انتحر بإطلاق رصاصة في فمه قبل أن يقتاده رجال الأمن إلى الاستجواب لدخوله العراق بطريقة غير قانونية وبجواز سفر يمني مزور.

بينما كشفت حركة معارضة عراقية (حركة الوفاق الوطني العراقي) في المنفى أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أصدر قرارا بالتخلص من الزعيم أبو نضال لأنه كان يملك معلومات حيوية.

واتهمت حركة فتح المجلس الثوري بغداد بـ"اغتيال" زعيمها أبو نضال، وجاء في بيان صدر ببيروت في أغسطس/آب 2002 أن "الرواية التي أوردها رئيس المخابرات العراقية غير صحيحة".

وأوضح البيان أن صدام حسين أمر بنقل أبو نضال إلى المستشفى المخصص للمسؤولين العراقيين لمعالجته من مرض السرطان، ولكن بعد شجار عنيف بين صبري البنا ومسؤولي المخابرات العراقية أمر صدام بالتخلص منه.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية