محمد عبد اللطيف دراز.. عالم فصل من الأزهر مرتين

الموسوعة - محمد عبد اللطيف دراّز: أحد كبار علماء الأزهر

أحد كبار علماء الأزهر في مصر، مؤسس جماعة الكفاح الإسلامي، وأحد قادة ثورة 1919 البارزين، قام بنشر الوعي الديني والسياسي بين المصريين في تلك الحقبة. 

المولد والنشأة
ولد محمد عبد اللطيف دراز يوم 7 يونيو/حزيران 1890 في "محلة دياي" مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ بمصر.

الدراسة والتكوين
حفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية، وجوده في الـ14 من عمره، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني، قرأ العلوم الدينية واللغوية على علماء الأزهر، واتصل بالشيخ محمد عبد الله دراز، وعبد العزيز جاويش، وغيرهما من رجال الحركة الوطنية والإصلاحية.

تخرج الشيخ دراز في الأزهر الشريف بتفوق، وحصل على الشهادة العالمية عام 1916 .

الوظائف والمسؤوليات
تولى خلال ثورة 1919 منصب حكمدار القاهرة، إلى جانب عمله قائدا للحرس الوطني الذي أنشأته قيادة الثورة، ولما فشلت الثورة في تحقيق أمانيها الوطنية دخل المعتقل وتحمل الأذى في سبيل المبادئ التي جاهر بها، وفصل من منصبه الديني بالأزهر.

ومع بداية وزارة "توفيق نسيم" يوم ١٤ نوفمبر/تشرين الثاني ١٩٣٤ بدأ شباب الأزهر حركة تطالب بالإصلاح وامتدت الحركة إلى المعاهد الأزهرية في المدن الأخرى، وتصاعدت الحركة حتى يناير/كانون الثاني ١٩٣٥، وفي فبراير/شباط من نفس العام بلغت الحركة ذروتها وتحدد هدفها في عودة محمد مصطفى المراغي إلى مشيخة الأزهر.

وظل الشيخ دراز مفصولا من الأزهر من عام ١٩٣١ حتى أعيد إلى الخدمة مدرسا بكلية اللغة العربية بعد عودة المراغي عام ١٩٣٥ شيخا للأزهر.

وأصبح الشيخ دراز عام ١٩٣٦ وكيلا لمعهد القاهرة الديني فمفتشا للعلوم الشرعية والعربية عام ١٩٣٧.

وفي انتخابات أبريل/نيسان ١٩٣٨ التي أجرتها وزارة محمد محمود الثانية والتي جاءت في أعقاب إقالة حكومة مصطفى النحاس في ٣٠ ديسمبر/كانون الأول ١٩٣٧ رشح الشيخ نفسه في بلدة "شباس الشهداء" ضمن مرشحي الهيئة السعدية والتي انضم إليها لصداقته القوية مع النقراشي باشا، وتولى التفتيش للوعظ والإرشاد عام ١٩٤١.

وفاز بدائرة "شباس الشهداء" وتم تعيينه مديرا للجامع الأزهر في يناير/كانون الثاني ١٩٤٦، واختير عضوا في المجلس الأعلى للأزهر في مارس/آذار ١٩٤٦، وكان الشيخ قد فضل موقعه في الأزهر على موقعه في مجلس النواب، حيث اختار أن يترك مجلس النواب بعد يومين اثنين من استقالة صديقه النقراشي باشا، وتولي إسماعيل صدقي باشا رئاسة الوزارة.

وعلي الرغم من أن السلطة الجديدة بعد ٢٣ يوليو/تموز ١٩٥٢ أصدرت قرارا في أكتوبر/تشرين الأول ١٩٥٢ بتعيينه وكيلا للجامع الأزهر والمعاهد الدينية فإن الشيخ دراز لم يتردد في الرد على جمال عبد الناصر الذي كان قد انتقد الأزهريين ولم يرد عليه أحد.

ودافع الشيخ دراز في حديثه لجمعية الشبان المسلمين عن الأزهر وعن علمائه وشيوخه، واستنكر أن يتعرض أحد بالهجوم على الأزهريين، ثم استقال الشيخ من الخدمة في يناير/كانون الثاني ١٩٥٤.

كما اشتغل بالصحافة، ودبج المقالات في قضايا الدين والسياسة على صفحات جريدتي الشعب واللواء.

التجربة السياسية
قام الشيخ دراز بنشر الوعي الديني والسياسي بين المصريين، وانتسب إلى الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل عام 1907 وكان من أبرز قيادييه.

وقف إلى جانب ثورة 1919، فكان يحرض الناس في المساجد والمنتديات، ويحثهم على الصمود في وجه المحتلين، ويتجول في أحياء النصارى فيطمئنهم على أنفسهم وأموالهم ويخطب في كنائسهم، ويدعو أينما حل إلى الوحدة الوطنية والكفاح ضد المستعمر.

تمثل إصلاحه في دعوته لاستقلال مصر وحرية شعبها، وبث الشعور الوطني بين أبنائها، ومطالبته بالدستور، وإيمانه بأن الدولة العثمانية هي الدرع الواقي للولايات العربية من خطر الاحتلال.

أسهم الشيخ دراز في تأسيس جمعية الشبان المسلمين في مارس/آذار 1927، وكون جماعة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية عام 1954 التي انضمت إليها شخصيات سياسية بارزة، مثل رشيد عالي الكيلاني، وأحمد بن بلة، وأمين الحسيني، وعبد الكريم الخطابي.

وقد فصل شيخ الأزهر الشيخ محمد عبد اللطيف دراز مرتين من المشيخة حين ساند ثورة عرابي 1919، وحين أرسل برقية احتجاج -مع علماء آخرين- إلى ملك بريطانيا 1931 مستنكرا المعاملة غير اللائقة للمجاهد الليبي عمر المختار.

الوفاة
توفي الشيخ دراز في أكتوبر/تشرين الأول 1977 عن عمر يناهز 87 عاما.

المصدر : الجزيرة