الشيخ العمراني.. اغتيال غامض لداعية وسطي بليبيا

الموسوعة - نادر العمراني الأمين العام لهيئة علماء ليبيا وعضوِ مجلس البحوث بدار الإفتاء

داعية وعالم ليبي، عرف بالوسطية في دعوته، شغل منصب والأمين العام لهيئة علماء ليبيا، وعضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية، تعرض للخطف من قبل مجهولين قبل أن تعلن دار الإفتاء خبر مقلته.

المولد والنشأة
ولد الشيخ نادر السنوسي العمراني يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1972 في العاصمة الليبية طرابلس.

الدراسة والتكوين
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الوحدة العربية بطرابلس، وحصل على الشهادة الإعدادية عام 1986، والشهادة الثانوية عام 1989 بتقدير ممتاز.

درس الشيخ العمراني أربع سنوات في كلية الطب بجامعة طرابلس، لكنه تركها وتوجه إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث حصل على شهادة الليسانس من كلية الحديث الشريف وعلومه عام 1997 بتقدير عام ممتاز، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الحديث الشريف وعلومه من قسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1998 بتقدير عام ممتاز.

ونال الشيخ العمراني شهادة الماجستير في الحديث وعلومه من قسم علوم الحديث بكلية الحديث في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 2002 بتقدير ممتاز، وكانت الرسالة بعنوان "قرائن الترجيح في المحفوظ والشاذ وفي زيادة الثقة عند الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري".

وفي عالم 2010 حصل الشيخ العمراني بعد ذلك على شهادة الدكتوراه من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طرابلس

الوظائف والمسؤوليات
درّس الشيخ نادر في عدد من الكليات والأقسام الشرعية في الجامعات الليبية، وعين عام 2006 بدرجة محاضر مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة مصراتة، وعمل منذ 2012 أستاذ مساعدا في قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة طرابلس.

كما درس طلبة الدراسات العليا في عدة جامعات، منها مصراتة وطرابلس.

وإلى جانب عمله في التدريس تولى الشيخ العمراني إدارة فرع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطرابلس عام 2012، ووظيفة الرقابة الشرعية على عدة مؤسسات مالية، منها عضو هيئة الرقابة الشرعية المركزية بمصرف ليبيا المركزي عام 2013.

كما كان الشيخ العمراني عضوا في عدة هيئات شرعية، أبرزها: عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية، والأمين العام لهيئة علماء ليبيا، ونائب رئيس رابطة علماء المغرب العربي، وعضو رابطة علماء المسلمين.

وكان أيضا عضوا في هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، ونائب رئيس لجنة مراجعة القوانين والتشريعات وتعديلها بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية المشكلة من المؤتمر الوطني العام الليبي عام 2015.

الاختطاف
تعرض الشيخ العمراني للخطف من قبل مجهولين في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بمنطقة الهضبة الخضراء أحد أحياء العاصمة طرابلس.

وبحسب دار الإفتاء الليبية -وهي أعلى سلطة دينية في البلادـ فإن مسلحين كانوا على متن سيارتين دون لوحات خطفوا الشيخ من أمام مسجد قريب من بيته عندما كان يستعد لدخول المسجد لأداء صلاة الفجر.

واستنكرت دار الإفتاء في بيان "هذا العمل الإجرامي الخطير على البلد بأسره، باستهداف عالم من خيرة علمائها"، وحملت السلطات والأجهزة الأمنية بطرابلس المسؤولية عن سلامة الشيخ.

وأرجع البيان سبب خطف الشيخ العمراني إلى وسطية دعوته ومنابذته الغلو وأهله، وتمسكه بالحق، واعتبر أن من سماهم الغلاة تربصوا به مستندين إلى فتاوى مضللة من الخارج.

من جهته، استنكر مفتي ليبيا الصادق الغرياني اختطاف الشيخ العمراني، ووصف العملية بالسابقة الخطيرة في ليبيا، حيث "تمتد الأيدي الآثمة لأفذاذ العلماء"، وطالب الغرياني الكتائب الأمنية في طرابلس أن يعلنوا استنكارهم لما حدث للشيخ وأن يتبرؤوا من هذا الفعل.

ويرأس الشيخ الغرياني دار الإفتاء، وهو معارض لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وكذلك للسلطة المنافسة لها في شرق ليبيا.

 المؤلفات
بحوزة الشيخ العمراني العديد من المؤلفات، منها "قرائن الترجيح في المحفوظ والشاذ وفي زيادة الثقة عند ابن حجر من خلال فتح الباري"، و"جهود المحدثين في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم"، و"الأخذ بالقول الضعيف في المعاملات المالية المعاصرة".

الاغتيال
أكدت دار الإفتاء الليبية يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مقتل الشيخ العمراني، وذلك بعد أن خطف قبل أكثر من شهر من ذلك التاريخ من أمام مسجد في العاصمة طرابلس في ظروف غامضة.

وأكدت مصادر أمنية في طرابلس أنه لم يعثر على جثة الشيخ القتيل.

وقالت دار الإفتاء الليبية في بيان لها إنها تلقت "من خلال تواصلها مع الجهات المختصة تأكيدا بمقتل الشيخ العمراني الذي وصفته بـ"الوسطي"، وأضافت أنه بسبب ذلك تربص له "الغلاة".

من جهتها، نفت قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الليبية صلتها بالشخص الذي اعترف بمقتل العمراني، وقالت في بيان لها "إن ما جاء من اعترافات في التسجيل المتناقل على صفحات التواصل الاجتماعي غير صحيح، وإن الشخص الذي ظهر متحدثا ليس من أفراد القوة ولا يمت لها بأي صلة".

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية