سيغولين رويال.. يسارية ابنة يميني متطرف

PARIS, FRANCE - JULY 16: Minister of Ecology, Sustainable Development and Energy of France Segolene Royal arrives for a state dinner for Mexican President Enrique Pena Nieto at the Elysee Palace in Paris, France on July 16, 2015.

سياسية فرنسية اشتراكية التوجه، ترشحت لرئاسة الجمهورية عام 2007، ووصفت بـ"الغزالة التي واجهت الفيلة". انفصلت عن فرانسوا هولاند عام 2005 قبل أن يضمها إلى فريقه الحكومي عام 2014.

المولد والنشأة
ولدت ماري سيغولين رويال في 22 سبتمبر/أيلول 1953 في العاصمة السنغالية دكار، ونشأت في عائلة مكونة من ثمانية أولاد.

عاشت طفولة صعبة مع والدها العسكري اليميني المتشدد، حيث لم يعترف لها ولأخواتها بحقهن في التعليم، بالإضافة لسوء معاملته لوالدتها مما اضطرها لمغادرة المنزل، ورفعها دعوى قضائية على والدها -وهي في التاسعة عشرة- لتطليق أمها ودفع النفقة ومصاريف دراسة أخواتها.

انفصلت عن فرانسوا هولاند عام 2005 بعد أن عاشا معا وأنجبا أربعة أولاد بدون عقد زواج مدة 28 عاما.

الدراسة والتكوين
التحقت رويال عام 1972 بجامعة نانسي شرق فرنسا، وحصلت على الليسانس (البكالوريوس) في العلوم الاقتصادية، ونالت شهادة من معهد الدراسات السياسية بباريس، أهلتها لدخول المعهد الوطني للإدارة -مصنع النخبة السياسية والإدارية الفرنسية- والتخرج في دورة "فولتير" عام 1980. كما حصلت على شهادة في القانون مكنتها من الانخراط في نقابة المحامين في باريس.

الوظائف والمسؤوليات
تولت سيغولين وظائف عديدة، بدأتها في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية مكلفة بمهمة (1982-1988) في عهد الرئيس فرنسوا ميتران.

عينت في الفترة 1992-1993 وزيرة للبيئة في حكومة الرئيس الراحل بيار بيريغوفوا، ثم وزيرة مفوضة للتعليم المدرسي في الفترة 1997-2000 في حكومة ليونيل جوسبان، وبعدها وزيرة للأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين بين 2000- 2002.

وفي فبراير/شباط 2013، شغلت منصب نائبة الرئيس والناطقة الرسمية باسم البنك العمومي للاستثمار، وعينت في أبريل/نيسان 2014 وزيرة للبيئة والتنمية المستدامة والطاقة.

وعلى مستوى المهام الانتدابية، انتخبت في أبريل/نيسان 2004 رئيسة المجلس الإقليمي لمنطقة بواتو شارانت إلى غاية أبريل 2014، وشغلت عام 2008 منصب نائبة رئيس الأممية الاشتراكية.

التوجه الأيديولوجي
تبنت سيغولين التوجه اليساري وانخرطت في الحزب الاشتراكي، غير أنها دافعت عن أطروحات وأفكار محسوبة على اليمين، بفعل تأثير التربية التي تلقتها في الصغر. وصفها خصومها بالمتناقضة، حيث دافعت عن القيم التقليدية كالعائلة، لكنها عاشت مع فرانسوا هولاند 28 عاما وأنجبت معه أربعة أولاد بدون زواج. حاربت الإباحية وخاصة في الإعلام.

التجربة السياسية
دخلت سيغولين رويال عالم السياسية من بوابة الحزب الاشتراكي، حين عملت عام 1981 في فريق الحملة الانتخابية للرئيس الراحل فرانسوا ميتران، ثم اشتغلت مستشارة لشؤون الطفولة والأسرة والشؤون الاجتماعية في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية عام 1982، وهي في التاسعة والعشرين من عمرها.

تمكنت من الحصول على تزكية من ميتران لترشيحها لعضوية الجمعية الوطنية (الغرفة الأولى للبرلمان الفرنسي) باسم الحزب الاشتراكي في دائرة "دو سيفر"  بغرب فرنسا، وحافظت على مقعدها في الدائرة في (1988-1992) و(1993-1997) و(2002-2007).

تولت في حكومة ليونيل جوسبان وزارتي التعليم المدرسي والأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين.
انفتحت شهيتها السياسية على أكبر من المقعد البرلماني والوزارة، فعبرت عام 1995 عن رغبتها في الترشح لرئاسة الجمهورية لكن الحزب رشح ليونيل جوسبان، بعد أن تخلى جاك ديلور عن السباق الرئاسي.

وفيما تراجعت شعبية الحزب الاشتراكي استطاعت رويال الحفاظ على مقعدها في دائرتها عام 2002 والحصول على رئاسة منطقة "بواتو شارنت" عام 2004.

تحقق حلمها عام 2007 ورشحها حزبها للانتخابات الرئاسية ضد نيكولا ساركوزي، لكنها انهزمت في الدور الثاني بحصولها على 46.8% من الأصوات، وفشلت في العام الموالي في المنافسة على زعامة الحزب الاشتراكي.

تواصل مسلسل هزائمها عام 2012 حيث فشلت في أن تصبح زعيمة الاشتراكيين، كما خسرت الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح حزبها للانتخابات الرئاسية في عام 2012، وفشلت كذلك في كسب مقعد في البرلمان.

أعادها رفقيها هولاند إلى الواجهة السياسية بعد تعيينها وزيرة للبيئة والتنمية المستدامة والطاقة في أبريل/نيسان 2014.

قال عنها دانيال برنار (صاحب كتاب "مدام رويال") إنها امرأة تتمتع بحاسة شم استثنائية وبغريزة سياسية. هي لا تبدع شيئا، لكن قوتها أنها تملك أفضل أفكار الآخرين".

المؤلفات
ألفت سيغولين رويال ستة كتب، أبرزها كتاب "الشجاعة.. الفكرة الجميلة" عام 2013.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية