مانغيستو.. جندي إسرائيلي "أسير"

إفرام مانغيستو Avera Mengistu - صورة من الفيس بوك

جندي إسرائيلي، اعترفت بلاده بأنه وقع بالأسر في سبتمبر/أيلول 2014 بعد أن عبر إلى قطاع غزة بنفسه بحرا في حين تشير تقارير إعلامية إلى معاناته من مرض نفسي. بينما امتنعت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن التعليق على الموضوع ككل.

المولد والنشأة
ولد أفرام مانغيستو -وهو من اليهود الأشكيناز- عام 1986، ويسكن عسقلان، أقرب المدن الإسرائيلية لقطاع غزة.

الوظائف والمسؤوليات
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن مانغيستو جندي في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الأسر
بعد أن وافق قاض إسرائيلي بداية يوليو/تموز 2015 على رفع أمر بحظر النشر في القضية، بدأت المعلومات تتكشف تباعا، وبدأ معها تفاعل الشارع الإسرائيلي الغاضب من كتمان الموضوع لمدة تقارب تسعة أشهر.

أولى المعلومات رشحت من وزارة الدفاع الإسرائيلية التي قالت في بيان لها إنه "وفقا لمعلومات استخباراتية موثوقة" فإن الإسرائيلي الإثيوبي "تحتجزه حركة حماس رغم إرادته في غزة".

وأوضح البيان أنه "في يوم 7 سبتمبر/أيلول 2014 اجتاز المواطن الإسرائيلي إفرام مانغيستو الجدار الحدودي إلى قطاع غزة قصدا، وقد اتضح من المعلومات المتوفرة أن مانغيستو محتجز لدى حماس في قطاع غزة".

وأضاف البيان أن "إسرائيل اتصلت بجهات دولية وإقليمية من أجل الاستفسار عن حالته، وطالبت بالإفراج الفوري عنه، وبإعادته إلى البلاد". مؤكدا أن "إسرائيل ستواصل بذل جهودها من أجل إغلاق هذه القضية، وإعادة المواطن إلى أهله".

ووفقا لمصادر أشارت إليها الصحافة العبرية، شوهد مانغيستو للمرة الأخيرة أثناء قفزه فوق السياج الحدودي بالقرب من شاطئ زيكيم جنوب إسرائيل في ليلة 7 سبتمبر، في حين أشارت تقارير إعلامية أخرى إلى أن الجندي يعاني من مرض نفسي.

توالت ردود الفعل من أعلى الجهات في إسرائيل، فقد وصف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين احتجاز مانغيستو في غزة بأنه "قضية مؤلمة للغاية".

من جانبه، كلّف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ضابط الاحتياط في الجيش -ليؤور لوتين- بإدارة ملف الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر لم تحددها أن نتنياهو كلّف لوتين بترؤس طاقم مختص بالتعامل مع "مسألة وجود إسرائيليين في غزة" في إشارة أيضا إلى إسرائيلي آخر مفقود لم يعلن عن اسمه أو تاريخ أسره.

وكانت إسرائيل قد أعلنت سابقا مقتل جنديين في غزة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، وهما شاؤول آرون، وهدار غولدين.

أما على مستوى ردة فعل الشارع الإسرائيلي، فقد قال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن هناك "صدمة" سببها إخفاء السلطات هذه المعلومات منذ سبتمبر/أيلول الماضي، مضيفا أن كون الأسير إثيوبيا زاد من حساسية الأمر حيث إن هناك شعورا لدى ذوي الأسير ومن هم من أصول أفريقية بأن هناك إهمالا مقصودا من الجهات الرسمية.

وعن سبب كشف المعلومات الآن، بين المراسل أن إسرائيل تعاملت مع الموضوع بتكتم سابقا على أمل أن يتم حله من خلال تدخل الوسطاء بما فيهم الصليب الأحمر الدولي، وعندما تأكدت أن حماس لن تقوم بعملية الإفراج، وتحت ضغط من ذوي مانغيستو كشفت عن الأسر.

وقد استاءت عائلة مانغيستو -بحسب وسائل إعلام- من رد فعل الجيش الإسرائيلي، وقالت إنه كان سيبذل جهودا أكبر لاستعادة ابنها لو كان أبيض.

كما صرح أحد أصدقاء الجندي بأن هناك أسئلة عديدة تحتاج للإجابة عنها "إلا أنه تم إبلاغ الأسرة، بأن عليها أن تلزم الصمت".

في الطرف الآخر، لم تصدر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أي تعليق على الموضوع مستندة إلى قاعدة "لا معلومات مجانية". ومن بين التصريحات المعدودة المرتبطة بالقضية، كشف خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحماس- أن إسرائيل طلبت من الحركة، عبر وسيط أوروبي، الإفراج عن جنديين وجثتين لديها منذ العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة صيف عام 2015.

وأضاف أنّ حماس امتنعت عن تقديم أي رد، وأبلغت الوسيط أنها لن تبدأ أي شكل من التفاوض في شأن ما لديها من أسرى إسرائيليين، وبشأن عددهم وأحوالهم، قبل أن تفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم، بعد أن تم الإفراج عنهم بموجب صفقة تبادل "وفاء الأحرار" التي نفذت نهاية عام 2011.

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة 2014 أدى لمقتل أكثر من 2100 فلسطيني وجرح أكثر من عشرة آلاف، وتدمير هائل للمباني والبنية التحتية.

المصدر : الجزيرة + وكالات