محمد العربي المساري

صورة لوزير الإعلام المغربي السابق محمد العربي المساري - الموسوعة

إعلامي وسياسي مغربي تنوعت عطاءاته بين الإبداع الأدبي وكتابة التاريخ السياسي والدبلوماسي للمغرب، والممارسة الصحفية. تولي مسؤوليات كثيرة على رأسها وزارة الاتصال في حكومة التناوب عام 1998، وسفيرا لبلاده في البرازيل، فضلا عن موقعه السياسي قياديا في حزب الاستقلال. توفي عام 2015.

المولد والنشأة
ولد محمد العربي المساري يوم 8 يوليو/تموز 1936 بتطوان، شمال المغرب في ذروة الاحتلال الإسباني للشمال المغربي. تابع دراسته بالمدينة التي كانت حينئذ مهد الصحافة الوطنية. 

الوظائف والمسؤوليات
شغل منصب رئيس ومدير تحرير صحيفة "العلم" الناطقة بلسان حزب الاستقلال عام 1982، ويعد أول نقيب للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بصيغتها الجديدة، بعد انفراد الصحافيين بتدبير شؤونها بدل مديري الجرائد في 1996.

وتولى العربي المساري رئاسة اتحاد كتاب المغرب لثلاث ولايات في 1964 و1969 ثم 1972. كما شغل عضوية المجلس الإداري لمؤسسة الثقافات الثلاث في إشبيلية 2000.

عين وزيرا للإعلام من مارس/آذار 1998 إلى سبتمبر/أيلول 2000. كما عمل سفيرا للمغرب بالبرازيل، وهو رئيس سابق للفريق البرلماني لحزب الاستقلال من 1984 إلى 1992.

التجربة السياسية
بدأ المساري قصته مع الصحافة مبكرا بمدينة تطوان حيث شارك وزير الشؤون الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى في تحرير مجلات حائطية.

وانتقل شغفه الإعلامي إلى مستوى احترافي انطلاقا من 1958 حين التحق بالإذاعة التي عمل بها إلى 1964، تاريخ انضمامه إلى جريدة  "العلم"، الناطقة باسم حزب الاستقلال، التي تدرج فيها من صحفي إلى رئيس تحرير إلى مدير 1982.

وعلى واجهة الإبداع الأدبي والتأليف التاريخي والسياسي، كان محمد العربي المساري من الرواد المؤسسين لاتحاد كتاب المغرب الذي تولى رئاسته لثلاث ولايات شكلت محطات حاسمة لتكريس الوضعية الاعتبارية والرمزية للكاتب المغربي ودور المثقف في المجتمع.

وكان المساري في طليعة النضال من أجل تنظيم الممارسة الإعلامية وحماية حريات وحقوق الصحافيين حيث تولى الأمانة العامة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية عام 1996، في سياق هيكلة جديدة تعزز استقلالية الجسم النقابي وتحيد بها عن الصيغة الأولى التي كانت خلالها أقرب الى هيئة للناشرين.

ومن هذا الموقع تولى مهامّ في منظمات عربية للصحافة، حيث شغل عضوية الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب سنة 1969، ثم نائب رئيس للاتحاد في 1996 حتى 1998.

شارك المساري في مارس/آذار 1998 في حكومة التناوب التوافقي التي قادها الوزير الأول الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي حيث عُين وزيرا للاتصال.

قدم المساري خلال وجوده بالحكومة مشروعا متكاملا لإصلاح قطاع الإعلام في اتجاه التحرير والمهنية، لكن المشروع قوبل -حسب شهادات مقربين منه- بمعارضة ما سمي بـ"جيوب مقاومة الإصلاح" مما جعله يطلب إعفاءه من المهمة، وهو ما تم بشكل غير مباشر في التعديل الحكومي الذي تم في سبتمبر/أيلول 2000.

وكان المساري حاضرا في معظم المحطات المتعلقة بتنظيم المهنة وتشريع القوانين الخاصة بالصحافة.

عُرف المساري بنشاطه المكثف على صعيد بناء الحوار مع المثقفين والساسة الإسبان لتجسير الهوة وتبديد سوء الفهم بين البلدين الجارين على عدة مستويات.

وتولى في هذا الإطار تنسيق فريق المثقفين الإسبان والمغاربة سنة 1978. وفي 1996 أصبح عضوا في لجنة ابن رشد للحوار مع إسبانيا. كما عين عضوا بالمجلس الإداري لمؤسسة الثقافات الثلاث للمتوسط التي يقع مقرها في إشبيلية في سنة 2000، وتم تجديد عضويته بقرار ملكي في 2004.

واختير العربي المساري عضوا بلجنة تحكيم جائزة اليونيسكو لحرية الصحافة "غييرمو كانو" لسنوات 2002 و2003 و2004. كما ترأس لجنة التحكيم للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في 2003، وترأس لجنة جائزة المغرب للآداب بعد ذلك بسنة، وترأس أيضا اللجنة الوطنية لإصلاح قوانين الصحافة والنشر.

ورغم أن المساري كان يكتب بالعربية والإسبانية والبرتغالية فإنه عرف بدفاعه المستميت عن اللغة العربية. ومما كتبه في هذا الشأن "ينزل الوافد على المغرب، فيقطع عدة كيلومترات منذ خروجه من مطار محمد الخامس، لا يرى إلا لافتات إشهارية ليس فيها حرف عربي واحد، وكأنه في مدينة أسترالية. ويحدث ذلك بفعل فاعل. فهناك شركة إعلانات هي التي تنشر هذا التلوث البصري وتصر عليه".

المؤلفات
أصدر المساري مؤلفات مرجعية في التاريخ السياسي للمغرب وخصوصا تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والعلاقات المغربية الإسبانية وقضية الصحراء والتعددية الثقافية. ودأب على نشر مقالات رأي في صحف عربية ودولية من بينها جريدة "الشرق الأوسط" و"الباييس" الإسبانية.

ومن عناوينه المهمة: "معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية"، مع عبد الكريم غلاب، وعبد الجبار السحيمي، و"مع فتح في الأغوار"، و"قضية الأرض في نضالنا السياسي منذ الاستقلال".

وذلك إلى جانب "صباح الخير أيتها الديمقراطية"، و"المغرب وإسبانيا في آخر مواجهة"، و"إسلاميات أدب المهجر"، و"المغرب بأصوات متعددة".

كما ألف أيضا "الإسلام في مؤلفات المفكرين العرب في الأميركتين"، و"الاتصال في المغرب، من الفراغ إلى المقدرة"، و"المغرب بالجمع"، و"المغرب ومحيطه"، و"محمد بن عبد الكريم الخطابي من القبيلة إلى الوطن".

الوفاة
توفي محمد العربي المساري يوم 25 يوليو/تموز 2015 بالرباط. عن عمر ناهز 79 عاما، وذلك بعد معاناة مع المرض.

المصدر : الجزيرة