تورفالد ستولتنبرغ

صورة للزعيم النرويجي - الموسوعة

سياسي ودبلوماسي نرويجي تقلد وظائف مهمة على الصعيدين المحلي والدولي، بينها وزير الخارجية، وكان وراء كتم المعلومات بشكل كلي عن المفاوضات السرية التي رعتها النرويج بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في بداية التسعينيات. 

المولد والنشأة
ولد تورفالد ستولتنبرغ في أوسلو يوم 8 يوليو/تموز عام 1931 لأبوين من جنوب البلاد هما  ثيودور إيميل ستولتنبرغ (1900-1998)، كان ضابطا في الجيش النرويجي برتبة رائد، وإنغابورغ أندرسون (1904-1993).

تزوج من كارين هابيرغ عام 1957 وهو والد ينس ستولتنبرغ أمين عام حلف الأطلسي ورئيس وزراء النرويج السابق. 

ساهم في عملية تنظيم وإنقاذ العديد من اللاجئين المجريين الفارين من غزو الاتحاد السوفياتي السابق لبلادهم عام 1956. 

الدراسة والتكوين
بعد إتمام المرحلة الثانوية في مدارس أوسلو عام 1950 قام ستولتنبرغ بدراسة الحقوق والعلاقات الدولية في كل من ألمانيا والنمسا وسويسرا وفنلندا والولايات المتحدة قبل أن يحصل على شهادة المحاماة من جامعة أوسلو عام 1957. 

التجربة الدبلوماسية
التحق عام 1958 بوزارة الشؤون الخارجية وحصل على وظيفة مؤقتة إلا أن نشاطه المتميز على صعيد العمل الدبلوماسي دفع الوزارة إلى تثبيته في العمل عام 1959. وفي نفس العام أجرى إصلاحات خدمية في القنصليات النرويجية في سان فرانسيسكو ونيجيريا ويوغسلافيا السابقة قبل أن يصبح سفيرا في هذه الدول.

ترأس وزارتي الدفاع ما بين 1979-1981 في عهد حكومة "غرو هارلم برونتلاند"، ثم الخارجية 1987-1989، علما أنه ظل مسؤولا بقسم العلاقات الدولية في الاتحاد العام لنقابات العمال النرويجية طيلة السبعينيات وبداية الثمانينيات.

عين عام 1990 مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين في لأمم المتحدة، إلا أنه عاد أواخر العام نفسه ليترأس الخارجية من جديد، حيث اتضح فيما بعد أنه كان يعمل وسيطا بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

قال في هذا السياق إنه أقام فريق "عمل عائلي" يضم ستة أعضاء مقربين لتولي الاتصالات والإشراف على مفاوضات سرية كانت تدور بين فلسطينيين وإسرائيليين في أماكن متعددة من النرويج، للتوصل إلى حل في الشرق الأوسط.

وأضاف بأن بلاده لعبت هذا الدور لبعدها الجغرافي حيث إنها لم تكن تمثل تهديدا لأحد، الأمر الذي مكنها من الحفاظ على سرية المحادثات.

وأقر بعد مرور أكثر من عشرين عاما على توقيع اتفاقيات أوسلو بانسداد أفق الحل وأن إسرائيل هي المسؤولة عن تقويضها من خلال قضم أراضي الفلسطينيين وبناء المزيد من المستوطنات، ودعا لفرض عقوبات دولية عليها.

في عام 2010، أرسل -رفقة 25 من رجال السياسة الأوروبيين البارزين- رسالة إلى زعماء ورؤساء الحكومات بالاتحاد الأوروبي تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل لخرقها القانون الدولي.

بعيدا عن الشرق الأوسط وفي تجربة أخرى، اختارته الأمم المتحدة مبعوثا خاصا للسلام في البلقان خلال الفترة ما بين 1993-1996. 

يعتبر عمله كرئيس للصليب الأحمر النرويجي من عام 1999 حتى 2009 أطول عمل يحظى به مسؤول حكومي على الإطلاق. 

في عام 2003 اختير رئيسا لمجلس إدارة المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية، وهي منظمة دولية مقرها أستوكهولم السويدية تعنى بشؤون تطبيق الديمقراطية، تضم عددا من الدول بينها النرويج وترتبط بالأمم المتحدة. 

تشكلت في عام 2010 لجنة حملت اسم ستولتنبرغ للنظر في مشاكل المخدرات والكيفية التي يجب أن تتبعها الدولة والمجتمع، والقيام بخطوات تسمح باستخدامها تحت إشراف طبي.

وكانت ابنته التي توفيت أواخر 2014 نتيجة مضاعفات الإدمان على المخدرات، قد اقترحت على هيئة خاصة بالمخدرات -زمن حكومة شيل ماغنا بوندفيك اليمينية- إصدار تشريع يسمح باستخدام نبات الحشيش بشكل علني.

أما اللجنة التي يرأسها ستولتنبرغ فطالبت بالترخيص للأطباء في البلاد بمنح رخص علاج الهيروين للمدمنين عليه والكف عن ازدرائهم من جانب المجتمع.

المؤلفات
من مؤلفات ستولتنبرغ كتاب "البوسنة والهرسك ومعالجة النزاعات المستعصية" الذي صدر عام 1995، و"الألف يوم.. وسطاء السلام في البلقان" نشر عام 1996، وكتاب "حديث حول الناس" عام 2001.

وساهم ستولتنبرغ في تحرير مقدمات لمؤلفين آخرين تدور كلها تقريبا حول التعاون والأمن في أوروبا.

المصدر : الجزيرة