ميشال بلاتيني.. بطاقة حمراء من الفيفا

UEFA President Michel Platini speaks during a press conference after a meeting of the European Soccer Federation, UEFA, at a hotel in Glattpark-Zurich, ahead of the FIFA congress, in Zurich, Switzerland, Thursday, May 28, 2015. The FIFA congress with the president's election is scheduled for Friday, May 29, 2015 in Zurich. (Walter Bieri/Keystone via AP)

لاعب كرة قدم فرنسي شهير، بدأ حياته الكروية وعمره أقل من 16 سنة، وقد لعب لفرق أوروبية كبرى بينها يوفينتوس، وشارك في كأس العالم مرات متعددة وتألق فيها، وفاز برفقة المنتخب بكأس الأمم الأوروبية عام 1984. انتخب رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو عضو باللجنة التنفيذية للفيفا. وعوقب عام 2015 بالإيقاف ثماني سنوات عن الأنشطة الرياضية.

المولد والنشأة
ولد ميشال بلاتيني يوم 21 يونيو/حزيران 1955 بمدينة "جوف" في محافظة "موغت إي موزيل" بفرنسا.

التجربة الرياضية
بدأ مساره الرياضي بدوري القسم الثالث ضمن صفوف فريق منطقة "جوف" وأبان منذ اللحظات الأولى عن موهبة لفتت إليه انتباه مسؤولي فريقه عام 1966.

قدم أداء متميزا وعمره 16 سنة في مباراة بين شباب جوف وميتز، وانتبه لأدائه مدرب ميتز الذي سارع للمطالبة بضمه للفريق، لكن إصابة بلاتيني ورحيل مدرب فريق ميتز حالا دون ذلك.

بعد ذلك، عبر فريق ميتز مجددا عن رغبته في ضم بلاتيني إلى صفوفه، لكن الفحوصات الطبية أثبتت ضعفا في التنفس لدى اللاعب الشاب، ما جعل الفريق الطبي يوصي باستبعاده، وطي صفحة انضمامه إلى ميتز نهائيا.

لم تتوقف مسيرة بلاتيني عند هذا الحد، حيث نجح في الانضمام إلى صفوف نادي نانسي في سبتمبر/أيلول 1972، وحقق برفقته سمعة طيبة كلاعب هداف. لكن الموسم الأول مع الفريق انتهى بشكل سيء، حيث أصيب بكسر مزدوج برجله خلال مباراة مع ستراسبورغ.

استمر أداؤه المتميز في الفريق، برغم الإصابات المتتالية التي حرمته من تفجير موهبته، غير أن ذلك لم يمنع مسؤولي منتخب فرنسا للهواة من ضمه يوم 26 سبتمبر/أيلول عام 1973، واستمر تألقه بالفريق إلى حدود مارس/آذار 1974 عندما تعرض لإصابة قاسية.

غادر بلاتيني بعدها إلى فريق نيس، ولم يحضر مباريات نهاية الموسم التي سمحت لفريقه بالصعود قسم الدرجة الثانية بسبب كسر مزدوج بكتفه اليسرى.

وبالقسم الثاني تألق رفقة نيس، وصار هدافه الأول، وتميز بشكل خاص بطريقة تنفيذه للضربات المباشرة.

عند التحاقه بالجيش لأداء واجب الخدمة العسكرية عام 1975 لعب بلاتيني لصالح الفريق العسكري الفرنسي، وخلال المباراة التي جمعت الفريق بنظيره الروماني الشهير وقتها، نجح بلاتيني ورفاقه في تحقيق نتيجة الفوز بأربعة أهداف لصفر، وتعتبر هذه المباراة الانطلاقة الحقيقية لميشال بلاتيني الذي استدعي مباشرة بعدها لتعزيز فريق الديكة بالقسم الأول.

وفي 1976، شارك بلاتيني بالبطولة الأولمبية حيث نجح فريق الديكة في الوصول إلى ربع النهائي، وبعد عودته إلى فرنسا وقع أول عقد احترافي مع فريق نانسي لموسمين. 

خاض بلاتيني رفقة المنتخب مباراة حاسمة يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1977 بملعب حديقة الأمراء ضد نظيره البلغاري في إطار إقصائيات بطولة كأس العالم 1978 بالأرجنتين، حيث نجحت فرنسا في الوصول إلى المونديال بعد انتصارها بثلاثة أهداف لهدف واحد. وجاء هذا التأهل بعد غياب دام 12 عاما عن المنافسة العالمية.

وخلال الاستعدادات لكأس العالم، خاضت فرنسا مباراة ضد إيطاليا يوم 8 فبراير/شباط 1978، وهي المباراة التي تألق فيها بلاتيني بشكل بارز ضد الإيطاليين، وبدا بلاتيني فرصة بالنسبة للفرق الأوروبية العريقة التي دخلت في منافسة محمومة لضمه إلى صفوفها، ومن بينها برشلونة وفالنسيا الإسبانيين وباري سان جيرمان الفرنسي ويوفينتوس وأنتر ميلان الإيطاليين وأرسنال الإنجليزي.

خاض النجم الفرنسي نهائيات كأس العام بالأرجنتين عام 1978 ولم تحقق فرنسا فيها الشيء الكثير حيث أقصيت من الدور الأول.

ونجح المنتخب الفرنسي عام 1981 في التأهل إلى مونديال إسبانيا سنة 1982، وشكلت نهائيات الكأس بإسبانيا منعطفا نوعيا بالنسبة لبلاتيني الذي تميز في نصف النهائي في إشبيلية ضد جمهورية ألمانيا الاتحادية.

فاجأ بلاتيني محبيه وقتها بإعلانه عزمه الالتحاق بيوفينتوس في الموسم الموالي، وقد حصد برفقة السيدة العجوز لقب الدوري مرتين وكأس إيطاليا مرة واحدة، وكأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس وكأس السوبر الأوروبية وكأس أوروبا للأندية البطلة وكأس إنتركونتنينتال.

ساهم برفقة المنتخب في الفوز بكأس الأمم الأوروبية لأول مرة في تاريخه عام 1984.

غير أن مشواره رفقة المنتخب في مونديال 1986 لم يحقق ما كان منتظرا منه، حيث أقصي من دور نصف النهائي أمام ألمانيا الاتحادية التي كانت الأفضل. وتعتبر تلك المباراة من أقوى ذكريات كأس العالم عبر تاريخها.

أعلن ميشال بلاتيني اعتزاله اللعب عام 1987 بعد مشوار كروي طويل ميزته كثرة الإصابات. وبعد اعتزاله تولى قيادة المنتخب الفرنسي من 1989 وحتى 1992، حيث قدم استقالته.

ترأس ملف ترشيح فرنسا لاحتضان نهائيات كأس العالم 1998 برفقة فرناند ساستر، وجاهر بتأييده لجوزيف بلاتر رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

عين عضوا باللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) وعضوا باللجنة التنفيذية للفيفا منذ 2002، قبل أن يعين رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم يوم 26 يناير/كانون الثاني 2007، وأعيد انتخابه لولاية جديدة عام 2011.

وبعد إعلان بلاتير عزمه الترشح لولاية خامسة على رأس الفيفا انتفض ميشال بلاتيني ضده ودعاه للتخلي عن مسعاه، وعبر عن تأييده علنا للأمير علي بن الحسين الذي ترشح منافسا وحيدا لبلاتير ثم انسحب بعد تقدم بلاتير في الدور الأول نهاية مايو/أيار 2015.

ولكن بلاتير لم يهنأ بفوزه الجديد، فقدم استقالته يوم 2 يونيو/حزيران 2015 بسبب قضايا فساد هزت إمبراطورية كرة القدم، واعتقل فيها عدد من قيادييها. وقد أشاد بلاتيني بقرار غريمه بلاتير، ووصفه بالقرار "الصعب والشجاع".

وفي نفس العام لم يتمكن من دخول سياق التنافس على رئاسة الفيفا بعد أن تعرض لعقوبة الإبعاد عن كرة القدم لمدة تسعين يوما.

وفي ديسمبر/كانون الأول، عاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم  كلا من جوزيف بلاتر وميشال بلاتيني، بالإيقاف ثماني سنوات عن الأنشطة الرياضية، على خلفية تهم بالفساد.

وقالت لجنة القيم في الفيفا إنها فرضت أيضا غرامة قدرها خمسون ألف فرانك سويسري (حوالي خمسين ألف دولار أميركي) على بلاتر، وثمانون ألف فرانك على بلاتيني.

الجوائز والأوسمة
حل ميشال بلاتيني عام 1977 ثالثا في ترتيب اللاعبين المرشحين على الكرة الذهبية، وهو ما شكل مفاجأة وقتها.

وفاز بلقب أفضل هداف في البطولة الإيطالية وأحرز الكرة الذهبية لثلاث سنوات متتالية (1983-1984-1985).

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية