محمد ظاهر شاه

Mohammed Zahir Shah - صورة لـ الموسوعة

ملك أفغاني تولى الحكم وعمره 19 عاما. في عهده حلّت بالبلاد أسوأ مجاعة في تاريخها، وفي بداية أمره مكّن للشيوعيين، ثم أقصاهم فانقلبوا عليه، فعاش في المنفى ولم يعد إلا في ظل الاحتلال الأميركي. 

المولد والنشأة
ولد محمد ظاهر شاه في أفغانستان يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 1914، ودخل المدرسة الابتدائية "حبيبة" عام 1920.

الدراسة والتكوين
درس العلوم العسكرية في فرنسا قبل أن يعود إلى أفغانستان ليتولى عدة وزارات في عهد والده الملك محمد نادر شاه. وبعد اغتيال والده عام 1933 أصبح ملكا على أفغانستان وعمره 19 عاما، لكن الحكم الفعلي كان في يد اثنين من أعمامه هما محمد هاشم وشاه محمود اللذان حكما البلاد حكما دكتاتوريا لعدة سنوات.

التجربة السياسية
ظل الملك محمد ظاهر شاه على سدة الحكم أربعين عاما حيث سادت في عهده القيم الغربية وخاصة فيما يتعلق بمسألة تحرير المرأة التي استعان في تنفيذها بصهره وابن عمه محمد داوود الذي عينه رئيسا للوزراء عام 1959.

نشط رئيس الوزراء الجديد في دعم علاقات بلاده مع الاتحاد السوفياتي وتقريب اليساريين من المناصب العليا في الدولة وفي الوقت نفسه ساءت علاقاته بباكستان المجاورة، وبدأ النفوذ السوفياتي يتزايد داخل أفغانستان الأمر الذي أقلق الملك محمد ظاهر شاه وخشي على عرشه فأقصى رئيس الوزراء محمد داوود من منصبه وعين محمد يوسف المعروف بميوله للغرب عوضا عنه.

وفي عهده صدر دستور جديد وأجريت أول انتخابات برلمانية واسعة في أفغانستان في سبتمبر/أيلول 1965 وفقا لذلك الدستور, وحصل الشيوعيون في تلك الانتخابات على أربعة مقاعد فقط من أصل 216 مقعدا يتكون منها البرلمان.

في أواخر عهده اندلعت مظاهرات طلابية عارمة احتجاجا على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، إذ عرفت أفغانستان واحدة من أسوأ المجاعات في تاريخها امتدت بين 1970 و1972 وأدت إلى موت عشرات الآلاف من السكان.

وتزعم حزب الشعب الشيوعي -الذي تأسس عام 1965- تلك المظاهرات، وقد حاول الملك السيطرة على الأوضاع فقام بتغيير رئيس الوزراء ثلاث مرات في تلك الفترة لكن الأمور كانت قد خرجت من سيطرته.

وفي 17 يوليو/تموز 1973 وأثناء زيارة الملك محمد ظاهر شاه إلى أوروبا، قاد ابن عمه وصهره ورئيس وزرائه السابق محمد داوود انقلابا عسكريا سلميا استولى فيه على الحكم بمساعدة حلفائه السابقين من حزب الشعب وأعلن إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية.

ورغم إبعاد ظاهر شاه إلى إيطاليا إلا أنه ظل حاضرا في الأزمة الأفغانية من خلال بعض أحزاب المجاهدين المعتدلة مثل الجبهة الوطنية الإسلامية بزعامة سيد أحمد جيلاني الذي كان يطالب دائما بعودة الملك إلى أفغانستان.

أعلن الملك من منفاه تأييده للتدخل العسكري الأميركي "المحدود والمؤقت" في أفغانستان وأعرب عن استعداده للتعاون مع القوات الأجنبية شريطة أن يتم ذلك من قبل دولة تضمن للشعب الأفغاني حريته.

وفي أبريل/ نيسان 2002 عاد ظاهر شاه إلى أفغانستان -وهي خاضعة للهيمنة الأميركية- بعد سنوات من الإقامة في المنفى, فترأس المجلس العشائري لبلاده "لويا جيرغا"، وسكن في قصره القديم في كابل.

الوفاة
توفي محمد ظاهر شاه في 23 يوليو/ تموز 2007 بكابل.

المصدر : الجزيرة