أبو تريكة.. لاعب على قائمة "إرهاب" السيسي

Al-Ahli's Mohammede AbuTrika attends against Bayern Munich's during their friendly soccer match in Doha January 7, 2012.
محمد أبو تريكة لاعب كرة قدم مصري، بدأ حياته مع نادي الترسانة وحقق نجوميته ضمن النادي الأهلي. عرف بأسلوب لعبه النظيف، وبتضامنه مع غزة وضحايا مجزرة بورسعيد، ونال شهرة عربية وأفريقية واسعة بعد فوزه رفقة المنتخب بألقاب قارية.

 

المولد والنشأة
ولد محمد أبو تريكة يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة.

الدراسة والتكوين
تخرج بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة القاهرة.

المسار الكروي
عرف أبو تريكة بشغفه بكرة القدم منذ سنين عمره الأولى، حيث شارك في كثير من الدوريات الرمضانية مع أبناء منطقته، ولفت الانتباه إليه كطفل موهوب يتلاعب بإتقان بالكرة المستديرة.

بدأت حياته الكروية رسميا وعمره 12 سنة عندما التحق بنادي الترسانة فئة الشباب، وظل يلعب في صفوفه لست سنوات كاملة حتى التحق بالفريق الأول، وبات من أكثر اللاعبين المميزين ضمن الفريق وضمن الدوري المصري، ما لفت إليه أنظار الأندية الكبرى ومنها النادي الأهلي، أحد أعرق الفرق الرياضية المصرية.

وعند انضمام أبو تريكة للأهلي في موسم 2003-2004، ظهر تألقه داخل الملعب، وانسجم مع زملائه وسجل عددا من الأهداف كان أهمها ضد فريق الزمالك، المنافس التاريخي للأهلي.

وجاء انتقاله إلى الفريق الأحمر غريبا، حيث إن مسؤولي النادي كان يعتزمون عقد صفقة انتقال مع لاعب وسط اسمه مصطفى الشرقاوي، لكن حينما ذهبوا لمتابعته في إحدى المباريات أصيب اللاعب بتمزق فتم تغييره، لتبقى الطريق مفتوحة أمام أبو تريكة الذي لم يفارقه القميص رقم 22 حتى اعتزاله.

فاز أبو تريكة مع النادي الأحمر بأول بطولة دوري في موسم 2004-2005، وبدأت سلسلة احتكار الأهلي للبطولة المحلية لسبع سنوات متواصلة، تألق فيها اللاعب الذي أطلق عليه محبوه عدة ألقاب بينها أمير القلوب.

انضم إلى المنتخب الوطني لمصر عام 2004 وكرس برفقته نجوميته من خلال تسجيله لأهداف حاسمة مكنت المنتخب من الفوز ببطولة أمم أفريقيا عامي 2006 و2008.

وبفضل ذلك ذاع صيته في القارة الأفريقية كلاعب متميز يخشاه المدافعون وحراس المرمى.

لم يكن سحر أبو تريكة الكروي هو وحده ما يجذب إليه قلوب الأهلاويين، بل إن أسلوب لعبه النظيف، وسلوكه المتميز مع الجميع داخل وخارج الملعب، مكنه من احتلال مكانة متميزة ليس فقط داخل النادي الأهلي، بل داخل مصر كلها. 

ولم تتوقف سمعة أبو تريكة عند هذا الحد، بل إن نجاحه رفقة الأهلي في البطولات الأفريقية وكأس العالم للقارات عام 2009، لفت إليه أنظار الأفارقة والمختصين في الكرة العالمية. وبسبب العراقيل النظامية التي تقف أمام كل من يريد الاحتراف بأوروبا، لم يستطع صاحب الرقم 22 أن يظهر موهبته للعالم ضمن الدوريات العالمية التي تسلط عليها الأضواء.

لكن ما ميزه وكرس سمعته ومكانته في قلوب العرب هو تضامنه على أرض الملعب مع قطاع غزة المحاصر الذي يعاني من عدوان الاحتلال الإسرائيلي، حيث أظهر على قميصه شعارا للتضامن مع غزة بعد تسجيله هدفا في إحدى المباريات، وهو الحدث الذي سلطت عليه وسائل الإعلام الأضواء، وأثار إعجاب سكان القطاع المحاصَر.

وعند وقوع مذبحة بورسيعد في حق مشجعي الأهلي عام 2012 ومقتل أكثر من سبعين شخصا، عبر أبو تريكة عن تضامنه الكامل مع الضحايا وأهاليهم، فيما طالبت الأسر والعائلات بفتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤولين عن المجزرة، ومحاسبتهم.

وقال أبو تريكة وقتها عبر حسابه بتويتر "72 شهيدا، علمتونا الوفاء فأصبحتم رمزا للكيان"، وأضاف "رحمة الله عليكم وأسكنكم فسيح جناته، أنتم في القلوب والعقول".

وبحسب موقع الفيفا على الإنترنت فإن أبو تريكة سجل خلال مشواره الكروي نحو 106 أهداف خلال مشاركته مع نادييْ الترسانة والأهلي، وحوالي 38 هدفا مع المنتخب في مائة مباراة دولية، و32 هدفا بقميص النادي الأهلي في البطولات الأفريقية، ولعل أهمها هدفه في مرمى نادي الصفاقسي التونسي في الوقت بدل الضائع في إياب دوري أبطال أفريقيا عام 2006 فقاد بذلك فريقه للتتويج. 

 

وخلال خوض المنتخب المصري تصفيات كأس العالم، سجل أبو تريكة 15 هدفا ليصبح بذلك الهداف التاريخي للمنتخب في التصفيات.

سجل 13 هدفا خلال مباريات الكلاسيكو المصري بين الأهلي والزمالك، وخاض عشر مباريات ضمن منافسات كأس العالم للأندية، كما فاز لخمس مرات بدوري أبطال أفريقيا سنوات 2005
و2006 و2008 و2012 و2013.

وتُوج مع المنتخب ببطولتي كأس الأمم الأفريقية عام 2006 بالقاهرة، وعام 2008 بغانا عندما سجل الهدف التاريخي ضد الكاميرون.

احترف أبو تريكة على سبيل الإعارة ولفترة قصيرة في نادي بني ياس الإماراتي، واعتزل اللعب نهاية 2013.

وفي مايو/أيار 2015 قررت لجنة حصر وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين التحفظ على شركة "أصحاب تورز" للسياحة التي يساهم فيها أبو تريكة بتهمة الانتماء إلى الجماعة بالإضافة إلى التحفظ على باقي أمواله وممتلكاته.

وقد أثار القرار موجة غضب داخل مصر وخارجها، وتقدم أبو تريكة بتظلم ضد قرار اللجنة، لكنها رفضته بدعوى أنه لم يقدم دليلا على عدم تورط شركته السياحية في "تمويل أعمال إرهابية".

كما تقدم بتظلم ثان ضم إليه وثائق تثبت أن الشركة السياحية تعاني وضعا ماليا سيئا "ما يحول دون قدرتها على تمويل عمليات إرهابية". ونقلت وسائل إعلام مصرية عن أبو تريكة قوله إنه فكر مرارا في إغلاق تلك الشركة بسبب تدهور أوضاعها المالية لكنه كان يتراجع عن ذلك حفاظا على مصدر عيش من يشتغل بها.

أوصى أبو تريكة بداية العام 2016 بأن يدفن معه قميص تعاطفه مع غزة الذي ارتداه خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية 2008 التي احتضنتها غانا.

وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2017، أدرجت محكمة جنايات القاهرة نجم الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة ضمن قوائم المنظمات والشخصيات "الإرهابية" رغم أنه لم يخضع لتحقيقات قضائية حسبما أفاد محاميه.

وتتهم السلطات أبو تريكة بالمساهمة في تمويل جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، التي صنفتها القاهرة في نهاية العام 2013 "منظمة إرهابية".

وبحسب قانون لمكافحة الإرهاب أقرته السلطات المصرية في 2015، تفرض على الأشخاص المدرجين على قوائم الإرهاب عقوبات تشمل منعهم من مغادرة البلاد، ومصادرة جوازات سفرهم وتجميد أصولهم المالية.

الجوائز والأوسمة
توج أبو تريكة بلقب أفضل لاعب محترف داخل القارة الأفريقية عاميْ 2008 و2012.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية