محمد ولد أحظانا

الشاعر الموريتاني محمدُّ ولد أحظانا - الموسوعة

كاتب وأكاديمي موريتاني، جمع بين التعليمين الأصلي والعصري، ومارس الكتابة الأدبية دارسا وناقدا، واهتم بالبحث والتأليف في القضايا والإشكالات الفكرية في الثقافة العربية الإسلامية.

المولد والنشأة
ولد محمد ولد أحظانا يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1958 في بوتلميت جنوب غربي موريتانيا.

الدراسة والتكوين
بدأ رحلته الدراسية في الكتاتيب الأهلية، ثم التحق بالتعليم النظامي فحصل على شهادة الكفاءة للتدريس في التعليم الابتدائي من مدرسة المعلمين بنواكشوط عام 1979، ثم نال شهادة الثانوية العامة في الأدب العربي سنة 1982 في نواكشوط.

وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بالمدرسة العليا للتعليم فحصل فيها على شهادة البكالوريوس في الفلسفة، ثم على الماجستير من جامعة شنقيط العصرية (جامعة خاصة)، وشهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من كلية بن مسيك للآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني في المغرب.

الوظائف والمسؤوليات
بدأ ولد أحظانا مساره الوظيفي مدرسا في التعليم الابتدائي فمستشارا تربويا في عام 1980، ثم أصبح أستاذا في التعليم الثانوي خلال 1989-1993، ومستشارا لرئيس جامعة نواكشوط مكلفا بالإعلام، قبل أن ينتقل إلى المدرسة العليا للتعليم في نواكشوط أستاذا باحثا فيها.

وفي 2005-2015 عمل مستشارا مكلفا بالثقافة والفنون في وزارة الثقافة، ومارس التدريس بالجامعة منذ 2009 إلى جانب تلك المسؤولية، وكان رئيسا وعضوا في مجالس العديد من المؤسسات والهيئات العلمية والثقافية، مثل المكتب الموريتاني للمتاحف، وجامعة نواكشوط، وجامعة العلوم الإسلامية في مدينة العيون.

التجربة الأدبية
مارس ولد أحظانا الكتابة الأدبية دارسا وناقدا وباحثا، فكتب عدة روايات وبحوثا، ودراسات، مستفيدا في ذلك من تخصصه الفلسفي، وقراءاته الفكرية، ومعرفته بالتراث الشعبي الموريتاني والعربي الإسلامي.

وكان إلى جانب وظائفه الرسمية مهموما بالقضايا الفكرية في الثقافتين العربية والإسلامية، وساعده مساره الوظيفي في البقاء على صلة باهتماماته تلك، فخلال عمله في وزارة الثقافة أصبح عضو اللجنة الدائمة للثقافة العربية.

كما أسس مجلة "الموكب الثقافي" وتولى رئاسة تحريرها، وأصدر مجلة "رسالة الجامعة"، واختير أمينا عاما لمنتدى الفكر والحوار في نواكشوط، وعضوا في المجلس العلمي للمكتبة الوطنية في موريتانيا، ولجنة تحكيم الكتاب المغاربي، ولجنة تأليف موسوعة الثقافة الشعبية الموريتانية، كما انتخب عضوا في المجلس الأعلى لاتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، وكان عضوا استحقاقيا في اتحاد الأدباء والكتاب العرب.

ورغم أنه عُرف باحثا ودارسا للثقافة العربية الإسلامية في خصائصها التراثية وإشكالاتها المعاصرة، وأسئلة الحداثة والعلاقة بالآخر، فإن انشغاله الأكبر كان بالثقافة الشعبية الموريتانية، بأدبها وموسيقاها وتراثها الشفاهي.

ويعود ذلك -وفقا لحديث أجراه مع الجزيرة نت- إلى أنها "ثقافة غنية، تتميز بخصوبة الأسطورة والأبعاد اللامتناهية للمخيلة الشعبية، وهي تراث مروي فيه الكثير مما يغري بالبحث".

وإلى جانب هذا المنحى في تجربته، يبرز انشغال آخر يتعلق بإشكالية الثقافة العربية الإسلامية في علاقتها بالآخر، وهو ما يعزوه إلى اهتمامه بما يسميه "العلاقة بين بنيات اللغة وبنيات الرؤية"، أي العلاقة بين اللغة العربية والمحتوى الإسلامي.

المؤلفات
أصدر العديد من الكتب والدراسات، من بينها "معقول اللامعقول في الوعي الجمعي العربي"، و"الإسلام والحضارات الأخرى: تصادم أم حوار"، و"التشاكل في الوعي الثقافي العربي من خلال الحكاية الشعبية"، وكتاب بعنوان "مقالة في الفعل العربي: قراءة أصلية في العلاقة بين نسق الخطاب الإسلامي والمنطق الضمني للغة العربية".

كما نشر العديد من الكتب والدراسات حول الثقافة الشعبية الموريتانية، من بينها: "الحسانية: القوم واللسان والثقافة"، و"المتخيل في الحكاية الحسانية: دراسة لسانية أنثروبولوجية رمزية"، و"الموسيقى الموريتانية: الشكل والمصطلح والوظيفة"، و"شعر الحسانية والنفس الملحمي"، إضافة إلى روايات أدبية وكتب أخرى في النقد الأدبي.

الجوائز والأوسمة
حصل محمد ولد أحظانا على جوائز وأوسمة من أهمها: جائزة شنقيط للآداب والفنون (أعلى جائزة في موريتانيا) مرتين، ووسام الشرف الوطني من الدرجة الأولى، وجائزة سعاد الصباح للإبداع العربي في الدراسات الإنسانية.

المصدر : الجزيرة