يوليا تيموشينكو

epa04142929 (FILE) A file picture dated 11 March 2010 shows former Ukrainian Prime minister and opposition leader Yulia Tymoshenko speaking during a press conference in Kiev, Ukraine. Ukraine's former premier Yulia Tymoshenko on 27 March 2014 confirms she will run for president in elections on 25 May. EPA/SERGEY DOLZHENKO

زعيمة سياسية أوكرانية، لمع نجمها في سياسة بلدها حتى لقبت "أميرة الثورة البرتقالية". تقلبت بين مناصب الحكم وغياهب السجون، وصنفتها "فوربس" 2005 ضمن المائة امرأة الأقوى تأثيرا في العالم.

المولد والنشأة
ولدت يوليا تيموشينكو يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1960 في مدينة دنبربتروفسك الصناعية شرقي أوكرانيا، لأسرة أبوها لاتفي وأمها أوكرانية.

الدراسة والتكوين
أكملت تيموشينكو تعليمها الثانوي سنة 1979، والتحقت بكلية الاقتصاد في جامعة دنبربتروفسك حيث تخرجت عام 1984.

الوظائف والمسؤوليات
بدأت حياتها العملية خبيرة اقتصاد في أحد المصانع العملاقة‏ شرقي أوكرانيا، ثم مديرة لعدد من الشركات التي لها علاقة بقطاع الطاقة‏.

وجاءت النقلة الكبيرة في حياتها مع إنشاء مؤسستها الخاصة لتجارة المنتجات النفطية في عام 1990، التي سرعان ما قفزت إلى صدارة المؤسسات النفطية الكبرى في أوكرانيا مع منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وصارت مؤسستها تزود القطاع الصناعي الأوكراني بالغاز فأثـْرت من هذه الصناعة حتى صارت تلقب "أميرة الغاز".

نالت عضوية البرلمان الأوكراني سنة 1996، وأصبحت في 1998 رئيسة للجنة الميزانية داخل البرلمان فأشرفت على سياسات ضبط الميزانية والإصلاح الضريبي.

التجربة السياسية
موازاة مع التطورات التي شهدتها روسيا المجاورة باندفاع الأثرياء الجدد إلى الساحة السياسية، سعت تيموشينكو إلى تبوؤ مواقع مماثلة في أوكرانيا، فبدأت بالترشح لعضوية البرلمان ففازت بها 1996، وأعقبت ذلك بتشكيل تحالفها الانتخابي "غرومادا" (التجمع) الذي سرعان ما تركته لتشكل حزبها "باتكيفشينا" (الوطن).

دخلت تيموشينكو الحكومة وزيرة ثم نائبة لرئيسها فيكتور يوشينكو في عهد الرئيس السابق ليونيد كوتشيما سنة 1999، ودفعت سياستها -التي جلبت لها خلافات عميقة مع رجال الأعمال- الرئيس كوتشيما إلى إقالتها في يناير/كانون الثاني 2001.

وشهدت تلك الفترة بداية متاعبها القانونية، إذ دخلت السجن العمومي في كييف يوم 13 فبراير/شباط 2001 بتهم تتعلق بالفساد والتهرب الضريبي ورشا وتزوير وثائق لاستيراد‏ ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز الروسي‏، ولم تمكث في السجن طويلا فغادرته يوم 27 مارس/آذار 2001.

انضمت تيموشينكو -التي توصف بأنها "ذات مهارات خطابية متميزة"- سنة 2004 إلى فيكتور يوشينكو في زعامة "الثورة البرتقالية" السلمية التي أدت إلى إبطال فوز فيكتور يانوكوفيتش بالانتخابات الرئاسية بسبب "التزوير". واحتلت بسبب دورها ذلك المرتبة الثالثة في القائمة التي أعدتها مجلة "فوربس" الأميركية في يوليو/تموز 2005 للمائة امرأة الأقوى تأثيرا في العالم.

حكمت المحكمة العليا الأوكرانية حينها بتزوير الانتخابات، مما أدى إلى وصول "التحالف البرتقالي" إلى سدة السلطة ببرنامجه السياسي الموالي للغرب والمعادي لروسيا.

عينها يوشينكو -الذي تولى رئاسة الجمهورية- رئيسة للحكومة في 24 يناير/كانون الثاني 2005، لكنه أقالها في 8 سبتمبر/أيلول بسبب خلافات حول سياسة الخصخصة، ثم عادت إلى المنصب في 18 ديسمبر/كانون الأول 2007 واستمرت فيه حتى سحب البرلمان الثقة من حكومتها في الثالث من مارس/آذار 2010، إثر هزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس يوشينكو.

خرجت تيموشنكو من السلطة بعد هزيمتها الانتخابية، لكنها كانت أول امرأة تنجح في الوصول إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا. ورغم وصفها الانتخابات الرئاسية بأنها كانت "مزورة"، فإن المراقبين الدوليين حكموا بنزاهتها.

وقفت تيموشنكو مجددا أمام المحكمة بعد أن اعتبر القضاء الأوكراني أن الفترة التي تولت فيها قيادة الحكومة شهدت الكثير من التلاعب واستغلال النفوذ والمخالفات المالية، ومنها إهدار المال العام والتفريط في المصالح الوطنية.

صدر الحكم عليها في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011 بالسجن مدة سبعة أعوام، ومنعها من ممارسة العمل في أي من المؤسسات الحكومية ثلاثة أعوام أخرى بعد قضاء مدة العقوبة.

واستند الحكم إلى تهامها باستغلال مراكزها الوظيفية وموافقتها على توقيع عقود شراء الغاز الروسي بأسعار مبالغ فيها عام 2009 دون الرجوع إلى الحكومة، وهو ما ألحق أضرارا بالدولة تقدر قيمتها بما يزيد على مائتيْ مليون دولار حسب منطوق الحكم الصادر ضدها، والذي قالت هي إنه استند إلى "تهم كاذبة لفقها الشخص الذي ساعدت في إقصائه من منصبه 2004".

لقيت تيموشينكو تضامنا واسعا عقب دخولها السجن من مناصريها والحكومات الغربية بدعوى "تسييس" الحكم القضائي الصادر بحقها، وقضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في أبريل/نيسان 2013 بأن المدة التي مكثتها في الاعتقال قبل محاكمتها كانت "تعسفية وغير قانونية"، لكنها لم تتعرض لشرعية الحكم الذي صدر ضدها والمتعلق بصفقة الغاز الروسية.

أطلق سراحها يوم 22 فبراير/شباط 2014 إثر تصويت البرلمان على تعديل قانون العقوبات، استجابة للاتفاق الذي أبرمه الرئيس يانوكوفيتش مع المعارَضة الأوكرانية برعاية أوروبية يوم 21 من الشهر نفسه، وفي 28 منه أغلقت المحكمة ملف قضية الغاز المسجونة بسببها.

وأعلنت تيموشينكو -التي اشتكى محاموها كثيرا من أن نظام يانوكوفيتش يسعى لإبقائها في السجن إلى الأبد- بعد إطلاق سراحها أن "الدكتاتورية قد سقطت".

شاركت تيموشينكو في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 25 مايو/أيار 2014 لكنها خسرت الرهان بفارق كبير لصالح منافسها بيترو بوروشينكو، وأقرت بالهزيمة أمامه قائلة -في بيان مقتضب- إن "العملية الانتخابية كانت نزيهة".

المصدر : الجزيرة