كارلا ديل بونتي

Switzerland's Carla del Ponte, member of the Commission of Inquiry on Syria, informs to the media during press conference, after the presentation of last report of the Commission of Inquiry on the Syrian Arab Republic at the Human Rights Session, at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, Tuesday, March 17, 2015. (AP Photo/Keystone,Salvatore Di Nolfi)

قاضية سويسرية شهيرة، ومفوضة للجنة الأمم المتحدة للتحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في سوريا. اشتهرت هذه القاضية خلال عملها مدعية عامة لمحكمة الجزاء الدولية في التحقيق بجرائم الحرب والتطهير العرقي في يوغسلافيا السابقة ثم في رواندا، وكذلك في محاكمة الرئيس اليوغسلافي الراحل سلوبودان ميلوسوفتش.

المولد والنشأة
ولدت كارلا ديل بونتي في 9 فبراير/شباط 1947 في بيجناسكو بمقاطعة تيسيين السويسرية. وهي تتقن أربع لغات: الألمانية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية.

الدراسة والتكوين
درست القانون الدولي بجامعة جنيف السويسرية وفي إنجلترا حيث حصلت عام 1972 على الماجستير في القانون العام.

الوظائف والمسؤوليات
عملت بعد تخرجها في مكتب للمحاماة في لوغانو. وفي عام 1975 أسست مكتبا للمحاماة خاصا بها، كما تولت عدة مهام ضمن المحكمة الجنائية الدولية. وعينت سفيرة لسويسرا لدى الأرجنتين خلال الفترة ما بين 2008 و2011.

بعد تعيينها عام 1981 محامية عامة لمقاطعة تيسيين، أطلق على القاضية السويسرية لقب "كارلا الطاعون" بسبب شهرتها بمواجهاتها القوية للمافيا وجرائم غسل الأموال وتهريب الأسلحة والجرائم الاقتصادية.

في عام 1989، نجت من محاولة اغتيال دبرتها المافيا الإيطالية لقتلها بتفجير منزلها الصيفي بمدينة باليرمو، وصارت القاضية السويسرية منذ ذاك الحين لا تتحرك إلا في عربة مصفحة وبصحبة حراسة مشددة.

وفي عام 1994، عُيِّنت محامية عامة لسويسرا وتخصصت في قضايا غسل الأموال ومكافحة الفساد، وبرز ضمن القضايا التي عملت فيها التحقيق في فساد محيط بدائرة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، وتحقيق في قضية مماثلة تتعلق بشقيق الرئيس المكسيكي السابق سيليانس.

وأثناء عملها في بلدها تعرضت القاضية السويسرية لانتقادات بشأن تعاملها مع وسائل الإعلام، واتهمت بمراقبة هواتف رؤساء تحرير الصحف.

عيَّنتها الأمم المتحدة مدعية عامة للتحقيق في جرائم الحرب والتطهير العرقي في يوغسلافيا السابقة وفي رواندا عام 1999.

وبعد أربع سنوات، جرى تعديل لتشكيل المحكمة الدولية تخلت بمقتضاه ديل بونتي عن التحقيق في جرائم رواندا، وبقيت مدعية للتحقيق في جرائم حرب البلقان بسبب رفض الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان جمعها بين التحقيق في القضيتين.

وفي عام 2007 استقالت ديل بونتي من عملها بالمحكمة الدولية بعد ثماني سنوات من العمل الذي حققت فيه مع 91 شخصا من بين 161 تمَّ جلبهم للمحكمة.

وخلال عملها في محكمة الجزاء الدولية في لاهاي، جلبت كارلا ديل بونتي أشخاصا عديدين متهمين بجرائم حرب في البلقان من أبرزهم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفتش الذي توفي عام 2006 أثناء محاكمته.

وفي كتابها الصادر بالإيطالية بعنوان "الصيد وأنا وجرائم الحرب"، اعتبرتْ أن التأخير في إلقاء القبض علي بطلي مجازر التطهير العرقي ضد المسلمين في البوسنة رادوفان كراديتش وراتكو ملاديتش يمثل بقعة سوداء في تحقيقات الأمم المتحدة. وأرجعت هذا التأخير إلى عدم جدية صربيا في اعتقال كراديتش وملاديتش.

وقد اعتقل كراديتش في يوليو/تموز 2008، أما ملاديتش فاعتقل في مايو/أيار 2011.

واعتبر الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها الصرب في مدينة سربرنيتشا البوسنية عام 1995 كإبادة عرقية، بأنه أبرز إنجازات ديل بونتي التي وصفت موت الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفتش أثناء محاكمته بالهزيمة.

المصدر : الجزيرة