سيرغي كورولوف

سيرغي كرولوف - sergei korlev - الموسوعة

عالم فضاء روسي، برع في مجال الصواريخ والتكنولوجيا الصاروخية الفضائية، فوضع بلاده في مصاف الدول العظمى علميا بإشرافه على إرسال أول إنسان إلى الفضاء الخارجي.

المولد والنشأة
ولد سيرغي كورولوف يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1907 في مدينة جيتومير بروسيا. كان والده مدرسا، وتخلت عنه والدته وهو ابن ثلاث سنوات فانتقل للعيش في بيت جده.

الدراسة والتكوين
التحق بالدروس التحضيرية في عام 1917 بمدينة أوديسا الواقعة على شاطئ البحر الأسود، ودرس في مدرسة العمل كما استفاد من معارف جده في مجال الهندسة، وأظهر في وقت مبكر ميولا نحو تكنولوجيا الطيران.

دخل عام 1922 معهد البناء وأمضى الكثير من الوقت في الحلقات العلمية والدورات المتخصصة.

تعرف على العاملين في مجموعة الطيران بأوديسا ووضع -وهو في سن 17- تصميم طائرة بدون محرك، ثم التحق عام 1924 بقسم الطيران في المعهد الصناعي بكييف (أوكرانيا)، ومنه انتقل إلى معهد التكنولوجيا العالي في 1926.

الوظائف والمسؤوليات
عُين في 1933 نائبا لمدير معهد الطيران العلمي، ثم تولى عام 1943 منصب كبير مصممي مجموعة الطائرات النفاثة، ثم شغل نفس المنصب عام 1946 في مكتب التصميمات الصاروخية الخاص الذي كان يعمل على إعداد تصميمات لصواريخ بالستية بعيدة المدى.

التجربة العلمية
ذاع صيت كورولوف في المعهد الصناعي بكييف باعتباره مصمما للطيران بعد أن وضع مشروع تصميم لطائرة من طراز "أس ك 4″، وفي 1931 شكل مجموعة لدراسة الظاهرة النفاثة التي تحولت لاحقا إلى مركز علمي حكومي في مجال تصنيع الأجسام الطائرة.

أجرى في هذا المعهد تجربة إطلاق صاروخ مجنح عام 1936. ووضع مشروع تصنيع صواريخ بالستية وصواريخ تعمل بالوقود الصلب عام 1938.

أدت خلافاته مع رؤسائه في المعهد حول سبل تطوير التكنولوجيا الصاروخية إلى استقالته من منصبه، ويُعتقد أن قدراته الإبداعية وولعه بالعلوم التكنولوجية كانت سببا في "تلفيق التهم" له في العهد الستاليني فدخل السجن في فبراير/شباط 1938 بتهمة "التخريب".

حُكم عليه بالسجن عشر سنوات، لكن السلطة السوفياتية أفرجت عنه عام 1944 بناء على أمر من الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين نفسه.

رغم تأكيد روايات كثيرة أنه تعرض أثناء التحقيق لتعذيب شديد على أيدي جلاديه، فإنه واصل العمل في السجن على وضع تصميمات لطائرات وصواريخ مختلفة.

أعد كورولوف مع مجموعة من العلماء مشروع طائرة من طراز "أس 2″ و"توبوليف 2" وصواريخ اعتراضية، فكان هذا الإنجاز كافيا لنقله إلى معتقل خاص في مدينة قازان، حيث واصل العمل على تصميم محركات صواريخ من طراز جديد.

كلفته سلطات بلاده 1946 بوضع تصميم لصاروخ بعيد المدى يصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر فأنجز هذه المهمة عام 1950، ووضع بعد أربعة أعوام تصميما لصاروخ قادر على حمل رأس نووي.

وفي 1957 صم صاروخا عابرا للقارات من طراز "آر-7" يبلغ مداه ثمانية آلاف كيلومتر، لكن إنجازه الأهم والأكبر تمثل في إطلاق قمر صناعي حول الأرض في سابقة هي الأولى من نوعها.

دخل اسمه التاريخ يوم 12 أبريل/نيسان 1960 عندما أشرف على إرسال أول إنسان في رحلة فضائية على متن سفينة فضاء حملت اسم "الشرق"، مكرسا بذلك دخول الإنسانية عصر الفضاء.

وتوالت بعد ذلك إنجازاته، إذ أرسِل بإشرافه طاقم فضاء من ثلاثة رواد -بينهم طبيب- إلى الفضاء الكوني على متن سفينة فضاء حملت اسم "شروق"، فاتحا بذلك الطريق أمام تأهيل الفضاء لخدمة الإنسان.

الجوائز والأوسمة
نال كورولوف عدة أوسمة، منها: وسام بطل الاتحاد السوفياتي، وسام لينين، ميدالية الشرف، جائزة لينين. كما حصل على لقب أكاديمي من أكاديمية العلوم السوفياتية، وسميت عشرات البلدات والشوارع والساحات في المدن الروسية باسمه، ورويت قصة حياته في العديد من الأعمال الأدبية، ووثقت أفلام سينمائية سيرته الذاتية.

الوفاة
توفي سيرغي كورولوف في 14 يناير/كانون الأول 1966 متأثرا بأمراض عدة أصيب بها خلال سنوات المعاناة والاعتقال والسجن.

المصدر : الجزيرة