شارابوفا.. أميرة التنس التي أطاحت بها المنشطات

Tennis star Maria Sharapova speaks to the media announcing a failed drug test after the Australian Open during a press conference in Los Angeles, in this file photo taken March 7, 2016. Sharapova has been suspended as a goodwill ambassador by the United Nations after the former world number one admitted she had tested positive for the banned substance meldonium at this year's Australian Open. Mandatory Credit: Jayne Kamin-Oncea-USA TODAY Sports/Files

ماريا شارابوفا إحدى نجمات كرة التنس العالمية، حققت العديد من الإنجازات والألقاب، واختارتها منظمة الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة. سقطت في اختبار للمنشطات عام 2016 واعترفت بأنها كانت تتناول دواء ادعت أنها لم تكن تعرف أنه ضمن لائحة المواد المحظورة.

المولد والنشأة
ولدت ماريا يورييفنا شارابوفا يوم 19 أبريل/نيسان 1987 في مدينة نياغان (سيبيريا) بروسيا. جاءت هرباً من مدينة "غوميل" القريبة من مفاعل تشيرنوبل النووي، ثم انتقلت مع والدها "انبي يوري" ووالدتها "يلينا" إلى منتجع سوشي، على البحر الأسود حيث بزغت موهبتها الرياضية.

التجربة الرياضية
بدأت شارابوفا ممارسة رياضة التنس الأرضي في مدينة سوتشي الواقعة على شواطئ البحر الأسود. وبالصدفة البحتة لعبت شوطا مع أسطورة التنس التشيكية مارتينا نفروتيلوفا التي كانت تقدم دروسا في التنس بالعاصمة الروسية موسكو.

نصحت نفروتيلوفا والديْ شارابوفا بالانتقال بها إلى أكاديمية التنس الأميركية في "نيكا بولتري" بعد أن شعرت بالطاقات الكامنة لدى هذه الطفلة المبتدئة. واتخذت بعد ذلك من ولاية فلوريدا الأميركية مقرا لإقامتها مع والدها.

بدأت شارابوفا مسيرتها الرياضية عام 2002، وسرعان ما احتلت المرتبة الأولى في بطولة التنس السنوية في ويمبلدون عام 2004 بعد أن هزمت منافستها الأميركية سيرينا وليامز.

وبذلك أصبحت شارابوفا أول روسية تفوز في هذه البطولة التي وضعتها في قائمة أفضل لاعبات التنس في العالم، لكن شارابوفا لم تدرك بعد فوزها أن سيرينا وليامز ستتحول لاحقا إلى صخرة تتحطم عليها أحلامها في الكثير من البطولات.

وفي عام 2005 حققت شارابوفا الكثير من الإنجازات بفوزها في بطولات عالمية بطوكيو والدوحة وبيرمينغهام، لكنها هُزمت أمام وليامز في بطولة أستراليا المفتوحة.

أحرزت شارابوفا عام 2006 فوزا مهما في بطولة إنديان ويلز بعد أن هزمت مواطنتها يلينا ديمينتيفا، وسحقت كافة منافساتها في بطولة سان دييغو.

تحولت شارابوفا إلى نجمة ليس فقط في ملاعب التنس بل وفي الإعلانات الكثيرة، حيث اندفعت شركات الإعلان لاستثمار نجوميتها.

سقطت شارابوفا سقوطا مدويا عام 2007، مما جعل النقاد الرياضيين يُجمعون على أن سيرينا وليامز تحولت مع الأيام إلى عقدة لشارابوفا تجعلها أحيانا تبدو شاردة الذهن وأحيانا أخرى مستسلمة لقدرها.

ولعل هزائمها المتلاحقة أمام الأميركية وليامز جعلت منها صيدا سهل المنال بالنسبة للمنافسات الأخريات، مثل الصربية آنا إيفانوفيتش في بطولة فرنسا 2007.

لكن شارابوفا اختتمت مواسم 2007 بفوز ثمين على بيني شنيدر وحازت النصر في بطولة التنس بسان دييغو. وفي 2008 حلت ضيفة على قطر بعد أن ثأرت من الصربية إيفانوفيتش بفوز ساحق في بطولة أستراليا المفتوحة.

حالت إصابتها في الكتف دون ظهورها في ملاعب التنس من أغسطس/آب 2008 إلى مارس/آذار 2009، إلا أنها استعادت لياقتها في بطولة إنديان ويلز، وعادت بكل قوة خلال بطولة وارسو، ومع ذلك لم تتمكن من الفوز على الأوكرانية ألونا بوندارينكو.

وفي الأعوام اللاحقة تجولت طويلا بين النجاح والفشل والفوز والخسارة، وصنفتها مجلة تايمز في يونيو/حزيران 2011 ضمن أهم ثلاثين بطلة عالمية في تاريخ التنس الأرضي.

اضطرت شارابوفا في 2012 للاعتذار عن المشاركة في عدة بطولات عالمية بسبب إصابتها بعدوى معوية.

وفي عام 2014 هزمت مرة أخرى أمام سيرينا وليامز في بطولة بريسبين، لكنها استعادت المبادرة في يونيو/حزيران من العام نفسه وفازت على سيمونا هليب في بطولة فرنسا المفتوحة.

اعترفت شارابوفا في مارس/آذار 2016 بسقوطها في فخ تناول المنشطات، حيث قالت في مؤتمر صحفي "لقد ارتكبت خطأ كبيرا، لا أريد أن أنهي مسيرتي بهذه الطريقة".

وأضافت أنها كانت تتناول دواء "الميلدونيام" الذي يساعد على سرعة التعافي ويحمي من الإجهاد، وأنها لم تقرأ قائمة المواد المحظورة لعام 2016 التي أرسلتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في ديسمبر/كانون الأول 2015.

وجراء تلك الواقعة، قررت شركة "نايكي" الأميركية للملابس والأدوات الرياضية تعليق تعاملها مع شارابوفا، كما أعلن الاتحاد الدولي للتنس يوم الثلاثاء 15 مارس/آذار 2016 إيقاف ماريا شارابوفا مؤقتا إلى حين حسم القضية نهائيًا.

وجمدت الأمم المتحدة عمل شارابوفا سفيرة للنوايا الحسنة لحين ظهور نتائج التحقيق في قضيتها، وهو العمل الذي تشغله منذ فبراير/شباط 2007.

والميلدونيام عقار يستخدمه مرضى الذبحة الصدرية، لكن الرياضيين يحبونه لأنه يقوي قدرتهم على التحمل، والتعافي بعد بذل جهد كبير. وقد أضيف في بداية 2016 إلى لائحة الأدوية المحظورة، لأن وكالة مكافحة المنشطات الدولية بدأت تراه في كثير من العينات، وتبينت أنه يحسّن الأداء.

وأعلن الاتحاد الدولي للتنس يوم 8 يونيو/حزيران 2016 إيقاف شارابوفا لمدة سنتين بسبب تناولها للمنشطات.

الجوائز والأوسمة
حصلت ماريا شارابوفا على عدة ميداليات، منها ميدالية خدمة الوطن من الدرجتين الأولى والثانية، وفازت بكأس العالم خمسة مرات و63 مرة في بطولة "دبليو تي أي".

حازت شارابوفا كأس الفدرالية الروسية 2008، والجائزة الفضية في الألعاب الأولمبية عام 2012. كما منحتها الأمم المتحدة لقب "سفيرة للنوايا الحسنة" قبل أن تجمد هذا اللقب بعد اعتراف ماريا بتناولها منشطات.

المصدر : الجزيرة