كوستاندينوس كرمنليس

رئيس الوزراء اليوناني الراحل كوستاندينوس كرمنليس - الموسوعة

سياسي يوناني، اتفق مؤيدوه ومعارضوه على أنه كان من أكبر الشخصيات السياسية التي حكمت اليونان وتركت بصمتها في النصف الثاني من القرن العشرين. اتجه باليونان نحو المؤسسات الغربية مثل حلف الناتو والسوق الأوروبية المشتركة. تقرب إلى الدول العربية في حقبة السبعينيات من باب الاقتصاد والاستثمار.

المولد والنشأة
ولد كوستاندينوس كرمنليس يوم 8 مارس/آذار 1907 في منطقة سيريس التابعة لشرق مقدونيا، والتي كانت ما تزال تتبع للدولة العثمانية.

الدراسة والتكوين
أتم كرمنليس دراسته الابتدائية في أثينا، وتخرج عام 1929 من كلية الحقوق بنفس المدينة.

المسؤوليات والوظائف
اشتغل في مهنة المحاماة، وعمل ممثلا لإحدى شركات التأمين قبل أن يدخل عالم السياسة. تولى منصب رئاسة الوزراء 14 عاماً، كما تولى منصب رئيس الجمهورية في فترتي (1980-1985) و (1990-1995). كوفئ عام 1978 بجائزة كارلوماغنو لخدماته السياسية لليونان.

المسار السياسي
انخرط كرمنليس منذ 1935 في الحياة السياسية حيث انتخب نائبا عن دائرة سيريس مرتين عن حزب الشعب اليميني المحافظ. أبعد عن السياسة بسبب الديكتاتورية في اليونان على يد الجنرال إيوانيس ميتاكساس في 1936 وبسبب الاحتلال الألماني.

عاد مجددا إلى عالم السياسة بعد زوال الاحتلال الألماني عام 1946، وظل ينتخب نائباً في البرلمان اليونان لمدة خمسين عاما.

كان له أثر واضح في البنى التحتية لليونان مع توليه وزارة الأشغال العامة ما بين أعوام 1952-1955، حيث أنجز عدة مشروعات هامة غيرت وجه اليونان، كما شجع قطاعات الرياضة وبناء السفن والإنتاج السينمائي.

أوصلته شهرته الإدارية إلى رئاسة وزراء اليونان عام 1955. شكل حزب الوحدة الوطنية الراديكالية الذي فاز في ثلاث جولات انتخابية في أعوام 1956 و1958 و1961، وبقي في الحكم حتى عام 1963 حيث تخلى عن الحكم بسبب خلافاته مع الملك بافلوس.

على صعيد إقليمي، أسهم كوستاندينوس كرمنليس في مفاوضات استقلال قبرص عن الإنكليز عام 1960، وانفتح على دول أوروبا الشرقية ويوغوسلافيا.

اختار الذهاب إلى باريس واعتزال السياسة بإرادته خلال الأعوام 1963-1974 بسبب خلافه مع الملك. خلال هذه الفترة تعمقت الأزمة السياسية في اليونان بين الملك والحكومات التي عينها.

ازدادت الأمور سوءا مع الانقلاب الذي عُرف بديكتاتورية العقداء أو "جونتا" بتاريخ 21 أبريل 1967 واستمر حتى عام 1974 وعرفت اليونان خلاله تضييقاً على الحريات العامة وملاحقات ضارية ونفياً للشيوعيين.

في 24 يوليو/تموز 1974 عاد كرمنليس إلى اليونان بعد انهيار ديكتاتورية العقداء ومطالبة القوى السياسية والشعبية بعودته.

ترأس في البداية حكومة وحدة وطنية. وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول 1974 أنشأ حزب الديمقراطية الجديدة (يمين وسط) وهو أحد حزبين حكما اليونان بعد انهيار الديكتاتورية العسكرية. من أهم قراراته السياسية إعادة ترخيص الحزب الشيوعي اليوناني الذي كان محظورا منذ سنوات طويلة.

آمن كرمنليس بأن موقع اليونان هو في الغرب أولاً. عمل على إلحاقها بجميع المؤسسات الغربية والأوروبية، وكان من المؤمنين بوجوب إنشاء أوروبا قوية ومستقلة. أصبحت اليونان في 9 يوليو/تموز 1961 أول دولة ترتبط بالسوق الأوروبية التي كانت مؤلفة آنذاك من ست دول، ووقع بنفسه على اندماج اليونان في المؤسسات الأوروبية بشكل كامل في 28 مايو/أيار 1979.

خلال سنوات السبعينيات قامت حكومات كرمنليس بعملية تقارب اقتصادي واستثماري مع العالم العربي، حيث انتشرت الشركات اليونانية في دول الخليج العربي وقامت بمشروعات كثيرة.

الوفاة
توفي كوستاندينوس كرمنليس عام 1998 وكان عمره آنذاك 91 عاما.

المصدر : الجزيرة