آيت أحمد.. مقاوم الاستعمار وحكم العسكر بالجزائر

Leader of the Front des Forces Socialistes (FFS-opposition) and one of the last living historic leaders of the start of the Algerian war of independence, Hocine Ait Ahmed greets supporters 31 October 2004. Ait Ahmed announced his return to Algiers after five years abroad to moderate a conference on the Algerian social-political system.

سياسي جزائري، وأحد الوجوه الرئيسية في الحركة الوطنية، ومن أبرز قادة جبهة التحرير الوطني خلال حرب التحرير. اصطدم ببن بلة وحمل عليه السلاح، فسجن وحكم بالإعدام، ثم عُفِي عنه. وصف بأقدم معارض سياسي في الجزائر حيث ظل يطالب برحيل النظام وتأسيس جمهورية ثانية.

المولد والنشأة
ولد حسين آيت أحمد يوم 20 أغسطس/آب 1926 في عين الحمام بولاية تيزي وزو في منطقة القبائل الكبرى لأسرة أمازيغية. ونشأ في أسرة محافظة.

الدراسة والتكوين
تلقى دراسته الثانوية في تيزي وزو، ثم في بن عكنون في الجزائر العاصمة، ثم أكمل دراساته العليا في الحقوق في سويسرا، وحصل على الدكتوراه من جامعة نانسي في فرنسا.

التجربة السياسية
بدأ آيت أحمد النشاط السياسي مبكرا، حيث انضم في سن السادسة عشرة إلى حزب الشعب الجزائري. وكان أحد التسعة المفجرين للثورة الجزائرية، حيث كان مكلفا بالدعاية من مكتب جبهة التحرير الوطني، وأوقف في طائرة عام 1956 ومكث في السجن حتى الاستقلال عام 1962.

ثم أصبح عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وفي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي أعلن عن تشكيلها في القاهرة عام 1958.

اصطدم آيت أحمد بما كان يعتبرها السياسة التسلطية للرئيس الأسبق أحمد بن بلة، ليحمل السلاح ويدخل متخفيا إلى مناطق القبائل حيث أوقف عام 1964 وحكم عليه بالإعدام قبل أن يتمتع بعفو.

انشق عن رفاقه في جبهة التحرير الوطني، وأسس جبهة القوى الاشتراكية في سبتمبر/أيلول 1963 التي قادت ما عرفت بانتفاضة منطقة القبائل التي استمرت عدة أشهر وسقط خلالها مئات القتلى، وقد تبخر اتفاق كان على وشك أن يوقع بينه وبين الرئيس بن بلة بعد أن أطاح قائد أركان الجيش هواري بومدين بنظام بن بلة.

اعتقل عام 1966 وصدر بحقه حكم بالإعدام قبل أن ينجح في القرار والاستقرار في مدينة لوزان السويسرية.

عاد عام 1989 إلى الجزائر في نهاية حكم الحزب الواحد الذي تلاه ما يعرف باسم "الربيع الديمقراطي" وشارك حزبه في انتخابات الولايات في 1990 ومن ثم في الانتخابات النيابية في 1991 التي فازت فيها جبهة الانقاذ الإسلامية قبل أن يلغي الجيش نتائج الانتخابات والعملية الديمقراطية ككل.

هاجم "دا الحسين" -كما يناديه البعض- قرار الإلغاء باعتباره "انقلابا" وطالب بمواصلة العملية الانتخابية.

في يوليو/تموز 1992 اتجه مجددا إلى المنفى بعد أسابيع من اغتيال رفيق دربه الرئيس محمد بوضياف الذي عاد إلى الجزائر من منفاه في المغرب.

وفي 1995 وإبان العشرية السوداء، وقع في روما اتفاق سانت إيجيديو مع أحزاب جزائرية بينها جبهة الإنقاذ الإسلامية لمطالبة الحكومة ببدء مفاوضات لإنهاء موجة العنف التي تضرب حينها البلاد.

كان آيت أحمد من الداعين إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية في المجازر التي شهدتها الجزائر بدءا من 1996، كما دعا إلى التخلص من أزمة الشرعية السياسية التي يعاني منها النظام الجزائري.

وفي 1999 ترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه انسحب رفقة خمسة مرشحين آخرين منددين بـ"التزوير" وتاركين الساحة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

توقف آيت أحمد عن القيام بأي نشاط سياسي في 2012 بعد أن كان لا يتوانى عن مهاجمة الجيش وما يسميه "البوليس السياسي" في بلاده.

وأعلن في 2013 استقالته من رئاسة الحزب معلنا لأعضاء حزبه أنه لا يزال يحتفظ بقناعاته وحماسته كما كانت عليه الحال في بداية نضاله الممتد على سبعين عاما "لكن عليّ أن أقول لكم إن الوقت حان لكي أسلم الراية" للجيل الشاب.

الوفاة
توفي حسين آيت أحمد يوم الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2015 في مستشفى لوزان بسويسرا عن عمر ناهز 89 عاما إثر مرض عضال.

المصدر : الجزيرة + وكالات