حارث سيلاذيتش

برومو "شاهد على العصر"- الدكتور حارث سيلاذيتش ج1

سياسي بوسني شهير، اختير وزيرا للخارجية، ثم رأس حكومة بلاده في أصعب ظرف تاريخي مرت به خلال ما عرف بحرب البوسنة، عندما تسببت هجمات صرب البوسنة المدعومين من طرف صربيا في مقتل وجرح مئات الآلاف، وتشريد نحو مليونين. يتقن العربية، وعمل أستاذا زائرا بجامعات أميركية.  

المولد والنشأة
ولد حارث سيلاذيتش في العاصمة البوسنية سراييفو يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول 1945 لعائلة عِلم ودين حيث كان والده من مؤسسي الكلية الإسلامية وإماماً للمسجد الأكبر في سراييفو.

الدراسة والتكوين
درس سيلاذيتش اللغة العربية في جامعة البيضاء في ليبيا وتخرج منها 1971، كما حصل على الماجستير من نفس الجامعة، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة بريشتينا في كوسوفو عن العلاقات الأميركية البلقانية.

التجربة السياسية
أتيح له خلال إقامته للدراسة في الولايات المتحدة الاطلاع على وثائق كثيرة، ما ساعده على إقامة علاقات متميزة مع السياسيين والأكاديميين الأميركيين.

ساهم سيلاذيتش مع الرئيس علي عزت بيغوفيتش في تأسيس حزب العمل الديمقراطي الذي كان الواجهة الأساسية لمسلمي البوسنة والهرسك بعد تفتت يوغسلافيا.

اختير وزيراً للخارجية بأول حكومة للبوسنة بعد انفصالها عن يوغسلافيا خلال عام 1991-1993 ثم رئيساً للوزراء. عاش كافة تفاصيل حرب البوسنة والبلقان بين عامي 1992 و1995. 

وقد خلفت حرب البوسنة مئات آلاف القتلى والجرحى، وشردت أكثر من مليوني شخص. وتعتبر مجزرة سربرينتشا، التي وقعت في يوليو/تموز 1995، الأسوأ بالقرن العشرين منذ الحرب العالمية الثانية، حيث لقي نحو ثمانية آلاف شخص مصرعهم بعد قصفهم من قِبل قوات صرب البوسنة المدعومة من صربيا.

أنهى اتفاق دايتون حرب البوسنة، وتم التوقيع عليه يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 بين الأطراف المعنية وبينها جمهوريتي البوسنة والهرسك وكرواتيا، برعاية الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

اتفاق دايتون تحدث عن الالتزام بوحدة أراضي البوسنة، وعودة مَن شردتهم الحرب، إلى جانب تقسيم البلاد إلى قسمين أحدهما للمسلمين والكروات بطابع فدرالي، والآخر للصرب. وقد خصص للمسلمين والكروات ثلثا مقاعد البرلمان والباقي للصرب.

بقي سيلاذيتش رئيساً للوزراء حتى يناير/كانون الثاني 1996 حيث استقال وانفصل عن حزب العمل، وأسس حزباً جديداً أطلق عليه اسم "من أجل البوسنة".

غير أن سيلاذيتش عاد وتحالف مع الرئيس بيغوفيتش وأصبح رئيساً مناوباً للوزراء بين عامي 1996 و1999.

عمل بعد ذلك أستاذاً زائراً لعدد من الجامعات الأميركية والأوروبية، وعام 2006 انتخب عضواً بمجلس رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك عن مقعد المسلمين، وبقي في منصبه حتى عام 2010.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية