جون ستيوارت.. إعلامي أميركي بطعم ساخر

FILE - In this Nov. 7, 2014 file photo, Jon Stewart poses in New York. Fresh from “The Daily Show,” Stewart has signed on with HBO in an exclusive four-year production pact. HBO said Tuesday, Nov. 3, 2015, the partnership will start with short-form digital content to be showcased on HBO Now, HBO Go and other platforms. (Photo by Victoria Will/Invision/AP, File)

إعلامي ساخر وممثل وكاتب ومنتج أميركي، اشتهر عالميا من خلال تقديمه البرنامج التلفزيوني اليومي الساخر "ذا دايلي شو" لمدة 16 عاما في شبكة "كوميدي سنترال"، حيث لم يتردد في وصف نفسه بـ"الموظف المزعج".

المولد والنشأة
ولد جوناثان ستيوارت ليبويثز -المعروف بجون ستيوارت- يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1962 في مدينة نيويورك، وهو يهودي الديانة، من أسرة هاجر أجداده فيها إلى الولايات المتحدة من بولندا وأوكرانيا وروسيا البيضاء.

يعتبر ستيوارت الثاني من بين أربعة أخوة، وهو متزوج من تريسي ماك تشين، ولهما طفلان. 

الدراسة والتكوين
نشأ جون ستيورات في منطقة "لورانس فيل" بنيوجرسي، وتابع دراسته الثانوية في "ويليام آند ماري" بفيرجينيا إلى غاية عام 1984، ولاحقا في كوليج "لورانس" حيث تخصص في الكيمياء ثم علم النفس.

بدأ ستيوارت مشواره عام 1986 بتقديم عروض كوميدية فردية، ثم لعب أدوارا في عدة أفلام ومسلسلات تلفزية.

شرع عام 1991 في تقديم برنامجي "جون ستيوارت شو" و"اكتبها وشاهدها" في شبكة "أم تي في"، قبل أن يقدم عام 1999 برنامجه الشهير "ذا دايلي شو" في شبكة "كوميدي سنترال". 

التوجه الفكري
يصف ستيورات نفسه بأنه كانت لدية ميول يسارية "طفيفة" خلال مرحلة شبابه، ويعتبر نفسه "ذا توجه اجتماعي أو مستقل".

عرف بانتقاده الساخر للأوضاع السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، حيث قال عقب مجزرة كنيسة تشارلستون -التي نفذها مواطن أميركي وذهب ضحيتها تسعة مصلين من أصول أفريقية- إن العنصرية ما زالت موجودة في الولايات المتحدة.

بالنسبة لسياسة بلاده الخارجية، وجه انتقادات ساخرة للسياسة الأميركية في العراق واليمن، كما اشتهر ستيوارت أيضا بموقفه الرافض للحرب التي شنها الرئيس السابق جورج بوش الابن ضد العراق عام 2003.

لم يتردد جون ستيوارت في فضح تعامل الجيش الإسرائيلي مع المدنيين الفلسطينيين خلال حربه على غزة صيف عام 2014، وكذا تغطية الإعلام الأميركي المنحازة لإسرائيل خلال تلك الحرب.

وانتقد بسخرية لاذعة يوم 26 يونيو/حزيران 2014 الحكم الذي أصدره القضاء المصري ضد صحفيي شبكة الجزيرة الإعلامية: الأسترالي بيتر غريستي والمصريان محمد فهمي وباهر محمد، قائلا إنهم "جميعهم صحفيون عالميون يحظون باحترام عالمي".

عُرف أيضا بانتقاداته الشديدة لقناتي "فوكس نيوز" و"سي أن أن" الأميركيتين لتغطيتهما "الخيالية" -بحسب قوله- لأحداث بالتيمور في الولايات المتحدة خلال أبريل/نيسان 2015، إضافة إلى سخريته من قنوات الكيبل الإخبارية. 

التجربة المهنية
بدأت انطلاقة برنامج ستيوارت التلفزي الساخر "ذا دايلي شو" في يناير/كانون الثاني 1999، حيث ناقش بسخرية فضيحة مونيكا لوينسكي مع الرئيس السابق بيل كلينتون، ليحظى برنامجه لاحقا بمتابعة أزيد من مليون شخص في الليلة الواحدة لمدة 16 عاما.

تميز بتغطية ساخرة خلال انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة عام 2000، أثناء إعادة فرز الأصوات في ولاية فلوريدا بين جورج بوش الابن وآل غور.

توقف برنامجه بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 تسعة أيام قبل أن يقرر ستيوارت العودة للبث مجددا، بنبرة حزينة وبجدية غير معتادة من قبله، حيث دعا الأميركيين إلى التكاثف والتعاون في ظل تلك الظروف.

دفع تأثير برنامجه داخل أوساط السياسيين الأميركيين رئيسة شبكة "كوميدي سنترال" ميشال جانيليس إلى القول إنه من خلال صوت جون ستيوارت ورؤيته أصبح البرنامج "معيارا ثقافيا لملايين الجماهير، كما أصبح منصة للكوميديا السوداء لا تضاهيها منصة أخرى".

استضاف ستيوارت في برنامجه الرؤساء جيمي كارتر وبيل كلينتون وباراك أوباما، ومشاهير آخرين من الولايات المتحدة والعالم، كما ساهم في تقديم العديد من المذيعين الكوميديين، من بينهم ستيف كاريل، وجون أوليفر، وستيفن كولبيرت.

أعلن ستيوارت يوم 6 أغسطس/آب 2015 توقفه الطوعي عن تقديم برنامجه، دون تحديد الأسباب مكتفيا بالقول إنه "قرر أن يعطي الفرصة لوجه جديد"، حيث خلفه في تقديم البرنامج الصحفي الفكاهي الساخر المقدم تريفور نواه، وهو من جنوب أفريقيا.

أخرج ستيوارت فيلما بعنوان "ماء الزهر" وعرض لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2014، وهو يتمحور حول قصة صحفي إيراني اعتقل في طهران لمدة 118 يوما بتهمة التجسس. 

المؤلفات
أصدر جون ستيوارت عام 1998 مؤلفه الأول "صور عارية لشخصيات مشهورة"، كما شارك عام 2004 في تأليف كتاب "أميركا"، وأصدر عام 2010 كتاب "الأرض".

الجوائز والأوسمة
حاز ستيوارت 18 مرة على جائزة "أيمي أووردز" للإنتاج التلفزيوني، كما توّج مع طاقم برنامجه بجائزة "بيبودي أووردز" على تغطية الانتخابات الرئاسية عامي 2000 و2004.

واحتل أيضا المرتبة الرابعة مناصفة مع ستيفان كولبرت، في استطلاع لمجلة "تايم" الأميركية حول شخصية عام 2000، في حين اختير عام 2005 من قبل المجلة نفسها ضمن قائمة مئة شخصية أكثر تأثيرا خلال السنة.

كما توّج عام 2010 بلقب الشخصية الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة