جوناثان بولارد.. 30 عاما سجنا من أجل إسرائيل

Convicted Israeli spy Jonathan Pollard, who was released from a U.S. federal prison in North Carolina overnight, leaves U.S. District court in the Manhattan borough of New York, November 20, 2015. Pollard was sentenced to life in prison after being convicted in 1987 of passing classified information to Israel while he was working as a US Navy analyst. REUTERS/Mike Segar

أميركي يهودي، محلل للمعلومات الاستخبارية بالبحرية الأميركية، جندته إسرائيل جاسوسا لها للحصول على معلومات اعتقدت أن الإدارة الأميركية لا تطلعها عليها. حكم عليه بالسجن مدى الحياة قبل أن تقرر هيئة العفو المشروط الأميركية الإفراج عنه بعد قضائه ثلاثة عقود في السجن.

المولد والنشأة
ولد جوناثان بولارد يوم 7 أغسطس/آب 1954 بغالفستون بتكساس في الولايات المتحدة الأميركية لأبوين يهوديين.

الدراسة والتكوين
سافر أول مرة لإسرائيل بوصفه طالبا عام 1970 ضمن برنامج علمي مع معهد وايزمن في رحوفوت، ودرس في جامعة ستانفورد للدراسات العليا، كما درس بكلية الحقوق في جامعة تافتس.

الوظائف والمسؤوليات
التحق بولارد يوم 19 سبتمبر/أيلول 1979 بالعمل في أبحاث الذكاء بمركز البحرية الأميركية بقسم مراقبة المعلومات بالقرب من العاصمة واشنطن. كما عمل محللا في شؤون الأنشطة الإرهابية وعدم الاستقرار بشكل رئيسي في أميركا الشمالية والبحر الكاريبي.

المسار
بعد سنوات من عمله، بدأت اتصالاته بالمخابرات الإسرائيلية خاصة بعد لقائه بالعسكري المخضرم في سلاح الجو الإسرائيلي أفيام سيلا، الذي تحدثت معه عن حجب واشنطن المعلومات عن إسرائيل، فتطوع جوناثان للعمل جاسوسا.

وتولى مسؤولون بالسفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة ربط العلاقة معه بشكل مباشر، فنقل لها معلومات وعددا كبيرا من الوثائق تلقى مقابلها أموالا وأداء فواتير سفرياته وزوجته.

وذكرت بعض التقارير الإعلامية أن بولارد برر للمحققين تجسسه بشعوره أن لزملائه مواقف معادية لإسرائيل، وقد مكنته عضويته في وفد أميركي للتعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل من الاطلاع على المعلومات التي يتم تبادلها بين الحليفين.

وبعد ظهور معلومات رجحت نقل بولارد وثائق سرية من مكتبه، فتح معه مسؤولون من البحرية الأميركية والمباحث الفدرالية تحقيقا عام 1985 انتهى باعتقاله يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1985 للاشتباه في التجسس لصالح إسرائيل.

وذكر مراسل صحيفة "جيروزاليم بوست" وولف بلتزر أن بولارد قدم كنزا من المعلومات الاستخباراتية لإسرائيل، بما في ذلك تقارير استطلاع عن مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وأخرى عن العراق، وتقارير عن القدرات الإنتاجية السورية للسلاح الكيميائي، وشحنات السلاح الروسية إلى سوريا وغيرها من الدول العربية.

وذكر تقرير إعلامي أن بولارد تعامل مع مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين كبار، وقدم لهم وثائق سرية حول خصوم إسرائيل، وأنه "عرض معلومات استخبارية مهمة للمخابرات الأميركية وتعرض مصالح السياسة الخارجية للخطر".

حكم عليه عام 1987 بالسجن مدى الحياة لإدانته بتهمة التجسس، وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن بولارد كان الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي صدر في حقه هذا الحكم بتهمة التجسس لصالح حليف، وأشارت إلى أنه المواطن الأميركي الوحيد الذي أدين بجريمة من هذه الجرائم وحكم عليه بالسجن لأكثر من عشر سنوات.

واعتقلت معه زوجته بعدما طلبا اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، لكن طلبهما رفض.

منحته إسرائيل جنسيتها بناء على طلب محاميه عام 1995، ولم يعترف علنا بالتجسس إلا في عام 1998. تعتبره شريحة في إسرائيل والجالية اليهودية الأميركية بطلا قوميا لأنه عبر بعمله عن الولاء لإسرائيل. واعتبرت الحكم الذي صدر في حقه قاسيا.

باءت محاولات رؤساء وزراء إسرائيل للإفراج عنه بالفشل، وعارض مسؤولون أميركيون خاصة بوزارة الدفاع والاستخبارات الأميركية الإفراج عنه، حيث هدد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينيت عام 1998 بالاستقالة إذا وافق الرئيس بيل كلينتون على العفو عن الجاسوس.

تزوج بولارد للمرة الثانية وهو في السجن، وقامت زوجته بحملة في الولايات المتحدة وإسرائيل للإفراج عنه، وفي العام 1996 أضربت عن الطعام لمدة استمرت تسعة عشر يوما للضغط على الحكومة الإسرائيلية لبذل جهود أكبر للإفراج عن زوجها.

وبعد أن قضى ثلاثين عاما في السجن، أمضى الفترة الأخيرة منها في سجن قريب من كارولينا الشمالية، أفرجت السلطات الأميركية عنه يوم الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذلك.

وقال في بيان له إن "شعب إسرائيل يرحب بالإفراج عن جوناثان.. اجتمع أخيرا بعائلته"، مضيفا "كنت أنتظر هذا اليوم ببالغ الصبر بعد أن بُحث الموضوع مرارا مع الرؤساء الأميركيين على مدى سنوات". غير أنه إفراج مقيد لأنه لا يستطيع مغادرة الأراضي الأميركية لخمس سنوات بعدما تم رفض طلب نقله لإسرائيل مقابل تنازله عن الجنسية.

وجاء قرار الإفراج بعد أن قضت هيئة العفو المشروط الأميركية في نهاية يوليو/تموز 2015 بالإفراج عن الجاسوس اليهودي وحددت تاريخه، وبينما ربطت تقارير إعلامية القرار المذكور بالاتفاق النووي مع إيران، نفى مسؤولون أميركيون ذلك.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية