محمد عبد العزيز.. أربعة عقود من زعامة البوليساريو

Secretary General of the Polisario Front and President of the Sahrawi Arab Democratic Republic, Mohamed Abdelaziz during a press conference held in Madrid, Spain on 12 November 2015 on the occasion of the 40th anniversary of the Madrid Accords, a treaty between Spain, Mauritania and Morocco for whom Spain left its presence in Spanish Sahara, that become a region under the control of Morocco, despite the treaty says the territory would be divided between Morocco and Mauritania.

زعيم سياسي صحراوي؛ كان أحد المؤسسين لجبهة بوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، وتدرج في سلم قيادتها حتى أصبح أمينها العام، ثم رئيسا "للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

المولد والنشأة
وُلد محمد عبد العزيز بن خليلي بن محمد سالم الرقيبي يوم 17 أغسطس/آب 1948 في منطقة الساقية الحمراء بالصحراء الغربية، لعائلة صحراوية كان أبوها جنديا في جيش التحرير المغربي الذي قاوم الاستعمار الفرنسي والإسباني، ثم في الجيش المغربي الرسمي بعد الاستقلال.

ولا تزال أسرته تعيش في المغرب حيث يقطن أبوه في مدينة "قصبة تادلة" وسط البلاد، بينما يعمل أحد إخوته طبيبا في الدار البيضاء، والآخر محاميا في أكادير جنوب البلاد. وهو متزوج من خديجة بنت حمدي رئيس بلدية تيندوف وممثلها في البرلمان الجزائري وله ثلاثة أبناء.

الدراسة والتكوين
درس محمد عبد العزيز بمراكش حتى نهاية الثانوية، ثم انتقل إلى الرباط ليواصل دراسته الجامعية التي اقتصرت على سنة واحدة بكلية الطب انتهت في سبتمبر/أيلول 1975. وفي العام نفسه غادر إلى الجزائر حيث تلقى تكوينا عسكريا مع مجموعة من مؤسسي جبهة البوليساريو.

الوظائف والمسؤوليات
كان عبد العزيز من مؤسسي جبهة البوليساريو وانتخب في مكتبها السياسي في مؤتمرها التأسيسي يوم 10 مايو/أيار 1973. وبعد مقتل الأمين العام للجبهة الولي مصطفى السيد الرقيبي إثر هجوم شنته الجبهة على العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم 9 يونيو/حزيران 1976، اختير محمد ولد عبد العزيز خلفا له، وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه أصبح رئيسا "للجمهورية العربية الصحراوية".

التجربة السياسية
ظل عبد العزيز قائدا عسكريا في جبهة البوليساريو حتى انتخابه أمينا عاما لها ورئيسا لمجلس قيادة الثورة فيها خلال المؤتمر الثالث للجبهة المنعقد في أغسطس/آب 1976.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1976 اختير رئيسا للجمهورية الصحراوية في مؤتمر الجبهة الخامس، وظل انتخابه يعاد المرة تلو المرة في هذا المنصب منذ ذلك التاريخ.

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1985 أصبحت "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" تحت قيادته عضوا في منظمة الوحدة الأفريقية مما دفع المغرب إلى الانسحاب من المنظمة، لكن الجبهة نالت اعتراف أكثر من سبعين دولة بها وبجمهوريتها المعلنة من طرف واحد، ثم تقلص هذا العدد بعد ذلك.

وخلال تسعينيات القرن العشرين تغيرت الوضعية السياسية والعسكرية للجبهة بقيادة محمد عبد العزيز لعدة أسباب، من أهمها الأزمة السياسية والأمنية في الجزائر الداعم الإقليمي الأساسي للبوليساريو، وكثرة العائدين من جبهة البوليساريو إلى المغرب.

هذا إضافة إلى ظهور بوادر الصراع داخل صفوف جبهة البوليساريو، حيث يرى بعض المحللين أن أهم العناصر الباقية إلى جانب زعيمها هي من قبيلته "الرقيبات"، بينما تتعرض عناصر القبائل الصحراوية الأخرى للإقصاء والتهميش داخل الجبهة.

وقد تجلى هذا الصراع غير المعلن بين الجناح المسمى "جناح الصقور" الذي يقوده إبراهيم غالي مندوب الجبهة في مدريد والمقرب من عبد العزيز، والجناح "المعتدل" بقيادة عمر منصور الذي يعتبر من أكبر الداعين إلى البحث عن حوار مع المغرب.

ويقول محمد عبد العزيز -في حوار مع الجزيرة نت نـُشر يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2010- عن حصيلة تجربة الجبهة تحت قيادته: "أستطيع التأكيد أنه بعد 35 عاما من المقاومة اتسعت رقعة الوعي، وتعزز الإجماع الوطني الصحراوي الشامل حول أهداف الجبهة، وهذا ما أفشل كل الرهانات التي عمل المغرب عليها بعد قرار وقف إطلاق النار 1991، كما هو الأمر بالنسبة لمغربة الصحراء وتذويب الهوية الوطنية".

وأضاف "سنواصل مقاومتنا المشروعة بالانتفاضة والعمل السياسي والدبلوماسي، ولكننا نحتفظ بحقنا في استعمال المقاومة المسلحة كحق مشروع آخر، وننمي قدراتنا على هذه المقاومة المسلحة إذا فرضت علينا مرة أخرى وإن كنا لا نتمنى أن تفرض علينا، فنحن أقوياء بإرادة شعبنا وأقوياء بتجربتنا القتالية الشجاعة والتاريخية، وإذا فرضت علينا الحرب مرة أخرى فسنخوضها من أجل الدفاع عن أنفسنا وعن حقنا المشروع".

الوفاة
وفي يوم 31 مايو/ أيار 2016 أعلنت جبهة البوليساريو أن أمينها العام محمد عبد العزيز توفي بعد صراع طويل مع المرض.

المصدر : الجزيرة