هجمات باريس.. اعتداء بوجوه مكشوفة

A man looks outside the Carillon cafe with bullets holes on the glasses, in Paris, France, 14 November 2015. At least 120 people have been killed in a series of attacks in Paris on 13 November, according to French officials. Eight assailants were killed, seven when they detonated their explosive belts, and one when he was shot by officers, police said. French President Francois Hollande says that the attacks in Paris were an 'act of war' carried out by the Islamic State extremist group.
جانب من آثار إطلاق النار الذي استهدف أحد المقاهي ضمن هجمات الجمعة السوداء بباريس (الأوروبية)

بوجوه مكشوفة، وبثقة في النفس، وألبسة بسيطة، بحسب شهادات ناجين؛ نفذ سبعة مسلحين ست هجمات متزامنة بباريس الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، كانت الأكثر دموية في تاريخ فرنسا.

التفجيرات وقعت قرب ملعب فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية لباريس، وفي الشرق الباريسي حيث توجد حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الأسبوع على مقربة من ساحة الجمهورية.

كما تعرض مسرح باتاكلان -وسط باريس- لهجوم قتل فيه نحو مئة شخص، بينما تعرّض مركز للتسوق قرب باريس لهجوم أيضا.

ففي مسرح باتاكلان الذي كان يقدم حفلة لموسيقى الروك، اقتحم مسلحون المكان وأطلقوا النار عشوائيا على الحضور، واحتجزوا رهائن ثلاث ساعات تقريبا.

وقال أحد شهود العيان ممن كان في المسرح "سمعت المهاجمين يقولون للرهائن إنها مسؤولية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.. ما كان عليه التدخل في سوريا"، مشيرا إلى أن المهاجمين تكلموا كذلك عن العراق.

وبينما يسابق المحققون الزمن لكشف كل الخيوط المرتبطة بالموضوع، قال المدعي العام في باريس فرانسوا مولان إن المسلحين السبعة الذين نفذوا الهجمات -التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية– قتلوا جميعهم، ستة منهم بأحزمة ناسفة.

وأعلن أن المهاجمين الذين كانوا مجهزين بالنوع نفسه من الأسلحة، ويحملون النوع نفسه من الأحزمة الناسفة، تحركوا في ثلاث مجموعات، لافتا إلى أن جميع المتفجرات المستخدمة في الهجمات تحوي مادة ثاني أكسيد الآزوت، وأنه تم تفجيرها بآلية واحدة.

وذكر مولان أن ثلاثة من المسلحين قتلوا في الهجوم على مسرح باتاكلان، وثلاثة آخرون في التفجير الذي استهدف ملعب فرنسا بضاحية سانت دونيس الباريسية، وواحد في الهجوم على شارع فولتير، مشيرا إلى أن هناك عددا من المشاركين في الهجوم تمكنوا من الفرار.

وأضاف نفس المصدر في بيان صحفي "تم تحديد هوية اثنين آخرين من الإرهابيين الذين قتلوا ليل 13 نوفمبر/تشرين الثاني من خلال بصمات الأصابع"، مشيرا إلى أنهما فرنسيان (20 عاما و31 عاما)كانا يقيمان في بلجيكا، وقد فجرا نفسيهما عند ملعب فرنسا وعند حانة في الدائرة الحادية عشرة في باريس.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود قولهم إن المهاجمين كانوا مكشوفي الوجوه، ويتصرفون بثقة، ويلبسون ثيابا بسيطة، وبدوا كأنهم مدربون.

وبينما تتواصل التحقيقات لتحديد هويات المنفذين، كشف أحد النواب الفرنسيين أن أحد منفذي الهجوم في قاعة باتاكلان يدعى عمر إسماعيل مصطفاي، من مواليد منطقة كوركورون (جنوب شرق باريس)، وهو من أصول شمال أفريقيا، مشيرا إلى أن السلطات اعتقلت والده وشقيقه على ذمة التحقيقات.

وتم التعرف على هوية عمر إسماعيل مصطفاي -وهو فرنسي عمره 29 عاما- من بصمات إصبع مبتور عثر عليه في المكان.

وأكدت السلطات الفرنسية أن مصطفاي صاحب سوابق، وأنه أدين بين عامي 2004 و2010 ثماني مرات بارتكاب جنح، وكان اسمه مدرجا بقائمة الأشخاص الموضوعين تحت المراقبة.

ومع ذلك، شدد المدعي العام على أن مصطفاي "لم يتورط أبدا في أي ملف يتعلق بشبكة أو عصبة أشرار على صلة بتنفيذ عمل إرهابي"، بينما ذكرت صحيفة لوموند أنه سافر إلى سوريا بين خريف عام 2013 وربيع 2014.

في السياق ذاته، نشرت الشرطة الفرنسية في حسابها على تويتر صورة شخص يدعى عبد السلام صلاح وأطلقت عملية للقبض عليه، وأفادت أن طول المشتبه به يبلغ 1.75 سم، وذو عينين بلون بني، مشيرة إلى أنه من مواليد 15 أيلول/ سبتمبر عام 1989 في بلجيكا.

ووصفت المذكرة صلاح بأنه "خطير"، وقالت إنه شقيق أحد المهاجمين وهو من استأجر في بلجيكا إحدى السيارتين المستخدمتين في هجمات باريس. وعثر المحققون الفرنسيون على السيارتين وبداخلهما بنادق من نوع كلاشنيكوف.

وعثر بموقع إحدى الهجمات على جواز سفر سوري قرب جثة مهاجم، وأعلن وزير حماية المواطنين اليوناني نيكوس توسكاس أن صاحب ذلك الجواز دخل أراضي اليونان قبل شهر بوصفه لاجئا.

ولم يتأكد بعد إن كان الجواز هو المعني تحديدا، أم أن شخصا آخر قد انتحل صفة لاجئ سوري واندس وسط اللاجئين، لا سيما مع ازدهار سوق الوثائق السورية للحصول على صفة لاجئ.

كما عثر المحققون على جواز سفر مصري قرب جثة مهاجم آخر، دون أن يتضح المزيد من التفاصيل بشأنه.

وبينما يسعى المحققون لمعرفة ما إذا كان بعض المهاجمين تمكنوا من الاختفاء، أشار مدعي عام باريس إلى أن ثلاثة فرق شاركت على ما يبدو في الاعتداءات.

بلجيكا وصربيا
بالتزامن مع ذلك، اعتقلت السلطات البلجيكية ثلاثة أشخاص في حي مولينيك بالعاصمة بروكسل، بينهم شخص قام بتأجير سيارة وُجدت مركونة أمام مسرح باتاكلان الذي شهد أكثر الهجمات التي هزت باريس دموية، ويعتقد بأن المسلحين استخدموها.

تتبع خيوط القضية وصل إلى صربيا، فقد نشرت صحيفة "بليتش" الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 صورة لجواز سفر رجل يبلغ من العمر 25 عاما واسمه أحمد المحمد، وقالت إن أجهزة أمنية فرنسية طلبت المساعدة من صربيا والتحري في قاعدة بيانات المهاجرين الخاصة بها لأن المبحوث عنه سجل وصوله من قبل السلطات اليونانية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وذكرت مواقع إلكترونية أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس قال إن ثمانية من عناصره قاموا بتنفيذها، ونشر -على منتديات تابعة له- صورتين لشخصين، قال إنهما شاركا في الهجمات التي استهدفت باريس، دون أن يذكر اسميهما ولا جنسيتيهما.

المصدر : الجزيرة + وكالات