شادية.. دلوعة السينما المصرية

صورة للممثلة المصرية شادية Chadia - الموسوعة

ممثلة ومطربة مصرية، قدمت أكثر من 110 أفلام وعشرة مسلسلات إذاعية ونحو خمسمئة أغنية. وصفها النقاد والجمهور بأنها "دلوعة السينما المصرية"، وبعد أربعين سنة من التمثيل والغناء اعتزلت الفن وارتدت الحجاب وكرست حياتها لرعاية الأيتام حتى وفاتها في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

المولد والنشأة
ولدت فاطمة أحمد كمال الدين شاكر (المعروفة بشادية) يوم 8 فبراير/شباط 1931 في منطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين وسط العاصمة المصرية القاهرة، لأب كان مهندسا زراعيا، وأم مصرية من أصل تركي.

الدراسة والتكوين
تلقت شادية مراحل تعليمها الأساسية في الحي الذي نشأت فيه، لكنها بدأت مسيرتها الفنية قبل أن تكمل تعليمها.

التجربة الفنية
بدأت شادية حياتها الفنية عندما وقع بيد والدها إعلان عن مسابقة تنظمها شركة اتحاد الفنانين عام 1947 لاختيار عدد من الوجوه الجديدة للقيام ببطولة الأفلام السينمائية التي ستنتجها الشركة، وكان عمرها في ذلك الوقت 16 عاما، وقد تحمس لها المخرج أحمد بدر خان، وقام حلمي رفلة بتبنيها فنيا، وأطلق عليها الاسم الفني "شادية".

اشتركت شادية بدور صغير في فيلم "أزهار وأشواك"، لكن حلمي رفلة اختارها لتقوم بدور البطولة أمام الفنان محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه وإخراج رفلة وهو "العقل في إجازة"، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، وشاركت معه بعد ذلك في عدة أفلام ناجحة منها "الزوجة السابعة"، و"بنات حواء"، كما مثلت في تسعة أفلام خلال السنوات الثلاث الأولى من عملها.

اختارها الفنان أنور وجدي في عدة أفلام منها "ليلة العيد" 1949، و"ليلة الحناء" 1951، ثم استمرت في أدوارها الخفيفة خصوصا مع النجم كمال الشناوي، والفنان عماد حمدي. ومن أفلام تلك الفترة "حمامة السلام"، و"عدل السماء"، و"الروح والجسد"، و"ساعة لقلبك"، و"ظلمني الناس"، و"أقوى من الحب"، و"ارحم حبي".

وفي عام 1954 صورت فيلم "أنا الحب"، وكان بداية انطلاقتها في عالم الدراما، ثم توالت أعمالها -التي حفرت لها تاريخا في السينما المصرية- من خلال روايات الأديب نجيب محفوظ، مثل أفلام "اللص والكلاب"، و"زقاق المدق"، و"الطريق"، و"ميرامار"، و"شيء من الخوف"، و"نحن لا نزرع الشوك"، إلى أن ختمت مسيرتها الفنية بفيلم "لا تسألني من أنا" مع الفنانة مديحة يسري عام 1984.

جاءت فرصة العمر (كما تقول) في فيلم "المرأة المجهولة" لمحمود ذو الفقار عام 1959، وهو من الأفلام التي أثبتت فيها قدرتها العالية على أداء كافة الأدوار.

النقلة الفنية الأخرى في حياة شادية كانت من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار التي أخرجت طاقاتها الكوميدية، مثل "مراتي مدير عام" 1966، و"كرامة زوجتي" 1967، و"عفريت مراتي" 1968. وقدما أيضا فيلم "أغلى من حياتي" عام 1965، وهو من أفلام الفنان محمود ذو الفقار الرومانسية، وقد مثلا فيه شخصيتيْ "أحمد ومنى" كأشهر عاشقين في السينما المصرية.

كانت أخصب فترات عمل شادية في الخمسينيات (68 فيلما) ثم الستينيات (22 فيلما)، ومن المسلسلات الإذاعية الشهيرة "صابرين"، و"الشك يا حبيبي"، و"نحن لا نزرع الشوك"، ومن أشهر أغانيها الوطنية "يا حبيبتي يا مصر"، و"مصر اليوم في عيد"، و"ادخلوها آمنين".

قدمت شادية للفن أكثر من 110 أفلام وخمسمئة أغنية، ومسرحية واحدة هي "ريا وسكينة"، وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، كما يقول سعد الدين توفيق في كتابه "تاريخ السينما العربية".

ثم اعتزلت التمثيل والغناء وارتدت الحجاب عام 1986، وكرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام، علما بأنها لم ترزق بأولاد.

الوفاة
توفيت الفنانة شادية يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عن 86 عاما بعد معاناة صحية نقلت على أثرها إلى المستشفى. وبحسب التلفزيون المصري، قد دخلت شادية في غيبوبة إثر تعرضها لنزف في الدماغ.

المصدر : الجزيرة