آل باتشينو

LONDON, ENGLAND - MAY 18: Al Pacino attends the UK Premiere of 'Danny Collins' at the Ham Yard Hotel on May 18, 2015 in London, England.

صاحب بصمة خاصة في الأداء التمثيلي، جعلته في قوائم أفضل الممثلين عبر تاريخ السينما، وسطع نجمه في تجسيده شخصية مايكل كورليوني في فيلم "العراب" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وقدم اختيارات متنوعة كرست قدرة هائلة على تقمص الشخصيات والغوص في عوالمها ودوافعها النفسية، وتميز بتمكنه من التعبير الحركي والصوتي والبصري.

الميلاد والنشأة
ولد ألفريدو جيمس باتشينو في 25 أبريل/نيسان 1940 بجزيرة مانهاتن في نيويورك، لأبوين من أصول إيطالية، على غرار دي نيرو وسكورسيزي وكوبولا وغيرهم، ونشأ في وسط فقير حيث كان أبوه سلفاتور بائعا متجولا، وقد دفع الوضع المادي الصعب للعائلة إلى انتقال الصغير للإقامة عند جديه لأمه.

الدراسة والتكوين
اختار آل باتشينو طريقه مبكرا جدا، حيث أراد أن يصبح ممثلا، وتملكه شغف المسرح، وعندما كان عمره 14 عاما التحق بالمعهد العالي لفنون الأداء بمانهاتن، لكنه لم يستطع مجاراة مناهج الدراسة بالنظر إلى افتقاره العدة الثقافية والتعليمية اللازمة.

بعد عامين قرر العودة إلى الصفر، وتعاطى عدة مهن هامشية دون أن يتخلى عن حلمه الأكبر الذي عاد إليه بعد حين؛ فبعد أن فشل في ولوج معهد الممثلين (Actors studio)، تلقى دروسا على يد شارلز لوغتون الذي أصبح أبا روحيا له، ومنحه العديد من أسرار المهنة التي ضحّى من أجلها بكل شيء.

التجربة الفنية
على غرار جل نجوم هوليود، صقل آل باتشينو موهبته التمثيلية على المسرح، ولعله تميز عنهم بطول مسيرته مع أب الفنون الذي تألق فيه وأثار إعجاب الجمهور والنقاد وحصل على عدة جوائز، لكن حلم السينما ظل هاجسه الأكبر.

وقد ساعده نبوغه المسرحي على فتح الأبواب المغلقة لمعهد الممثلين الذي كان قد رفضه سابقا، وهناك التقى عام 1966 رديفه النجم روبيرت دي نيرو وداستن هوفمان، الثلاثي الذي تصدر قائمة نجوم السينما في السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات.

كانت بداية آل باتشينو في الفن السابع مع فيلم "أنا، ناتالي" عام 1969، وبرز أكثر في "رعب في نيدل بارك"، لكن الصعود الكبير إلى القمة تحقق مع دور مايكل كورليوني في ملحمة "العراب" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، خاصة في جزئها الأول سنة 1972، وعمره حينذاك 32 عاما.

ومن الغريب أن آل باتشينو كشف لاحقا أنه كان مترددا بشأن قبول المشاركة في الفيلم لخوفه من ردود فعل الجمهور تجاه دور "الشرير".

تعاون النجم الصاعد لاحقا مع المخرج الكبير سيدني لوميت، حيث شارك معه في عملين مهمين، هما "سيربيكو" (1973) و"عصر يوم قائظ" (1975).

في العمل الأول، حيث يؤدي دور شرطي نزيه، يصطدم بتيارات الفساد التي أحكمت سيطرتها على قطاع الأمن في ولايته، وحاز جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثل، ونال ترشيحاً للأوسكار كذلك. أما في الفيلم الثاني فيظهر في دور شاب فقير يسطو على أحد البنوك فتفشل الخطة وتتطور المسألة إلى أن تحاصره قوات الأمن هو وزميله.

وتوالت الأدوار التي لا تنسى لآل باتشينو، ونظر إليه الجمهور والنقاد بوصفه ندًّا للنجم روبيرت دي نيرو الذي اجتمع معه في الجزء الثاني من "العراب" وكذلك في "هيت" ثم "النظام والقانون". وعدا ذلك، تستحضر الذاكرة السينمائية تألق آل في "معزوفة قتل"، و"فرانكي وجوني"، ودوره المشهود في فيلم "أرق" (إنسومنيا) مع النجم روبين ويليامز.

ولا ينسى عشاق السينما دوره الذي منحه أول أوسكار، في "عطر امرأة" لمارتن بريست، حيث تقمص شخصية عقيد متقاعد في الجيش، فقد بصره، ويقوم طالب في مدرسة برعاية هذا العميد المتقاعد الأعمى الذي يتصف بغضبه وشدته في التعامل التي تخفي حنانا أبويا.

ورغم ثراء سجله الفني، فإن آل باتشينو يعترف بأنه شعر مرات بالعجز عن تحديد الأدوار الناجحة، وهو ما فوّت عليه بطولة أفلام حققت لغيره شهرة كاسحة وفتحت لهم أبواب المجد في هوليود، على غرار "بريتي وومن" و"كرامر ضد كرامر" وغيرهما.

الجوائز والأوسمة
توج آل باتشينو بجوائز غولدن غلوبز عدة مرات، من بينها جائزة أفضل ممثل في "سيربيكو" عام 1974، وفي "عطر امرأة " عام 1993 وفي "ملائكة في أميركا" عام 2004، و"حقيقة جاك" عام 2011. كما توج بالجائزة الشرفية التي تحمل اسم سيسيل ديميل عام 2001.

واحتفى به مهرجان البندقية حين منحه جائزة الأسد الذهبي الشرفية عام 1994. وبعد عدة ترشيحات، حصل آل باتشينو على أوسكار أفضل ممثل عام 1993 عن "عطر امرأة".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية