محمود أحمدي نجاد

سياسي إيراني، ينحدر من أسرة متواضعة، تغلب على قادة بارزين في إيران، وتولى رئاستها في مأموريتين متتاليتين، تمسك بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية، فأثار حفيظة الغرب، وانتهج طريق التشدد في الداخل فأغضب الإصلاحيين.

المولد والنشأة
ولد محمود أحمدي نجاد يوم  28 أكتوبر/تشرين الأول 1956 في قرية أردان الواقعة على بعد 90 كلم من العاصمة طهران وكان ترتيبه الرابع من بين سبعة أطفال لأسرة متواضعة.

 عمل والده مدرسا للقرآن وحرفيا في عدة مهن أبرزها البقالة والحلاقة قبل أن يمتهن الحدادة، وانتقلت أسرته في سنوات عمره الأولى إلى مدينة طهران.

الدراسة والتكوين
تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في العاصمة طهران، ثم التحق بجامعة العلوم والتقنيات حيث درس الهندسة المدنية وحصل منها على ماجستير في العلوم، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية والتخطيط في مجال النقل.

الوظائف والمسؤوليات
بعد حصوله على الماجستير عمل محاضرا بالجامعة ثم أصبح أستاذا بها بعد أن حصل على الدكتوراه وشارك في الحرب العراقية الإيرانية متطوعا في مجال الهندسة القتالية حتى نهايتها عام 1988.

كما تولى عدة مهام من أبرزها ضابط في حرس الثورة (الباسدران) وحاكم لمدينة ماكو، ثم مدينة خوي، ورئيس لبلدية طهران، ومدير لصحيفة همشهري.

التوجه الفكري
يحسب أحمدي نجاد على تيار المحافظين ويصفه منتقدوه بأنه محافظ متشدد، ويؤكد هو في مدونته أنه أعجب منذ صغره بالفكر الخميني.

التجربة السياسية
كان أول دخول له إلى عالم السياسة من خلال الرابطة الإسلامية للطلبة، بالجامعة وكان أحد مؤسسيها، ولم يكن معروفا على نطاق واسع في الأوساط العامة قبل أن يصبح رئيسا لبلدية طهران في مايو/أيار 2003.

وقد اتهمته بعض الأوساط الإعلامية بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية بالضلوع في قضية احتجاز الرهائن بالسفارة الأميركية في طهران عام 1979  لكنها ظلت مجرد اتهامات غير معضدة بالأدلة.

وفي سنة 2005 شهد مساره السياسي منعطفا حاسما من خلال ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، مستفيدا من قاعدة جماهيرية وانتخابية من الطبقات الفقيرة المتدينة استطاع بناءها خلال رئاسته لبلدية طهران.  

وقد وظف هذه الفئات في حملته الرئاسية، مما مكنه من الفوز بانتخابات الرئاسة عام 2005 أمام هاشمي رفسنجاني، ثم أعاد الكرة وترشح لفترة رئاسية ثانية سنة 2009 مدعوما بتزكية المرشد، ففاز على منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي.

لكن فوزه واجه اتهامات واسعة له ولحكومته بالتزوير، وأدى إلى موجة احتجاجات ومظاهرات في طهران ومدن إيرانية أخرى، كما شككت معظم الدول الغربية في نتيجة الانتخابات.

اتسمت رئاسته بتوتر العلاقات بين الغرب وطهران على خلفية البرنامج النووي الإيراني، ومواقفه المتشددة والمتناقضة مع السياسات الغربية، ولم تشهد العلاقات الإيرانية الأميركية المقطوعة منذ 1979 أي تطور في عهده.

وفي المقابل، سعى إلى توطيد العلاقات مع روسيا أمام السعي الغربي المحموم لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وتميزت مواقفه بالتشدد تجاه الغرب وإسرائيل، فقد قال في إحدى خطبه عام 2005 إنه "يجب إزالة إسرائيل التي تحتل القدس" وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات في الدول الغربية، وتضايقت منه بعض الدول العربية والإسلامية على غرار مصر وتركيا والسلطة الفلسطينية.

أكمل ولايته الرئاسية الثانية في 15 يونيو/حزيران 2013 وخلفه في المنصب حسن روحاني الفائز  بالانتخابات الرئاسية في نفس السنة بدعم من الإصلاحيين، وعين نجاد بعد فترة قصيرة من ذلك عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يعد أعلى هيئة للتحكيم السياسي في إيران.

المصدر : الجزيرة