تورغوت أوزال

A file photograph dated 30 January 1988 showing Turkish Prime Minister Turgut Ozal at the World Economic Forum in Davos, Switzerland. Media reports on 25 November 2012 state that four toxic agents have been revealed from the analysis of the samples taken during the exhumation of Turkey’s 8th president Turgut Ozal. According to forensic medical examination, DDT (poison), Cadmium (heavy metal), Americium and Polonium (radioactive substance) were revealed in the ex-president’s body. EPA/STRINGER BLACK AND WHITE ONLY Special Instructions

اقتصادي وسياسي تركي تولى رئاسة تركيا في فترة تميزت بمناخ إقليمي ودولي مضطرب، وكان عهده زمن هدنة في صراع الهوية بين الإسلاميين والعلمانيين.

المولد والنشأة
ولد تورغوت أوزال يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 1927 في مدينة ملطية القريبة من نهر الفرات.

الدراسة والتكوين
أنهى تعليمه في مراحله الأولى والوسطى بمدن سيلفكي وماردين وقيصرية, ثم التحق بجامعة إسطنبول التقنية حيث حصل على شهادة في الهندسة الكهربائية في 1950, ثم واصل دراساته بالولايات المتحدة في نفس التخصص.

التوجهات الفكرية
آمن بالمبادئ الإسلامية ولكنه التزم بالعلمانية الغربية، وبقدر ما كان مرتبطا شخصيا أو من خلال عائلته بالطريقة النقشبندية الصوفية، فإنه تعلم من الجامعات الأميركية التي درس فيها نمطا علمانيا يبقيه في خانة المخلصين لمبادئ مصطفى كمال أتاتورك.

الوظائف والمسؤوليات
تقلد عددا من المسؤوليات ضمن مشروعات في مجال الطاقة بالولايات المتحدة ثم بتركيا, كما عمل لدى البنك الدولي قبل أن يترأس عددا من الشركات التركية.

التجربة السياسية
أسس حزب الوطن الأم عام 1983، وقبل نهاية ذلك العام فاز الحزب في الانتخابات العامة، فتولى تشكيل الحكومة منفردا، في الوقت الذي كان فيه الجنرال كنعان إيفرين قائد الانقلاب رئيسا للجمهورية.

وخلال حكمه أظهر تعاطفا شديدا مع النشاطات الإسلامية، لكنه نفى وجود حركة إسلامية منظمة في تركيا ليقلل من مخاوف الجيش والأوساط العلمانية.

استقطب إلى جانب حزبه مريدي الطرق الصوفية الذين كان لهم دور مؤثر في فوزه للمرة الثانية في انتخابات عام 1987، ولم يكتف بإفساح المجال للحركات الإسلامية لتنتشر علنا، بل ضم في قيادات حزبه الحاكم وجوها إسلامية سياسية معروفة كان بعضها جزءا من حزب السلامة الوطني.

ولم تحم حوله شكوك الجنرالات الذين كانوا يتربصون الدوائر بأي حكومة تشتم منها رائحة الإسلام، كما حدث في انقلاب عام 1960 الدموي الذي انتهى بإعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس ووزرائه لاتهامه بالتراجع عن العلمانية رغم أنه لم يكن إسلاميا، ولم تصل الحريات التي منحها للإسلاميين إلى ما وصلت إليه في عهد أوزال.

قضى دورتين انتخابيتين في رئاسة الوزراء بينما كان الجيش يتولى موقع رئاسة الجمهورية من خلال قائده السابق كنعان إيفرين.

نجا سنة 1988 من محاولة اغتيال في مؤتمر حزبي, وفي عام 1989 أصبح الرئيس التاسع في تاريخ الجمهورية التركية وظل في هذا المنصب حتى العام 1993 وهو تاريخ وفاته.

الوفاة
توفي تورغوت أوزال يوم 17 أبريل/نيسان 1993 في إسطنبول إثر إصابته بأزمة قلبية، لكن عائلته
شككت  في الوفاة وقالت إنه مات مسموما وطالبت بتشريح جثته للوقوف على أسباب الوفاة.

وقالت زوجته: "ان انشغال أوزال قبل وفاته بإيجاد حل سلمي نهائي للمشكلة الكردية ورفضه القيام بعمليات غير قانونية لمواجهة المتمردين الأكراد قد أثار استياء المؤسسة العسكرية".

وذكرت صحيفة دير تاجسشبيغيل الألمانية (يوم 26 سبتمبر/أيلول 2012) أن النيابة العامة التركية فتحت تحقيقا وطلبت إجراء تشريح لجثة أوزال، بعد أن كشف تقرير لجنة تحقيق خاصة شكلها الرئيس عبد الله غل وجود شبهات عديدة تتعلق بوفاته.

وقررت الجهات القضائية المعنية فتح قبره بعد 19 سنة من وفاته، وتشكلت لجنة طبية لإجراء الفحوصات والتحقيقات اللازمة.

المصدر : الجزيرة