يوسف إسلام

الفنان العالمي يوسف إسلام(كات ستيفنز ) لدى حضوره ندوة الفن والأخلاق بالدوحة

مغنّ وكاتب أغانٍ بريطاني، حققت مبيعات ألبوماته قرابة 60 مليون نسخة. اعتنق الإسلام بعد رحلة طويلة في البحث عن الحقيقة، وغير اسمه من كات ستيفنز (Cat Stevens) إلى يوسف إسلام، وأصبح منشدا لأغان تهتم بالدين والأخلاق.

المولد والنشأ
ولد ستيفن ديمترى جورجيو -الذي عُرف أيضا بـ"كات ستيفنز"، واسمه الآن "يوسف إسلام"- يوم 21 يوليو/تموز 1947 في لندن ببريطانيا، لأسرة أمها سويدية وأبوها من أصل يوناني، وكانت عائلته تدير مطعما في لندن.

الدراسة والتكوين
أرسل ستيفنز إلى مدرسة كاثوليكية، وفي سن مبكرة قبل بلوغه العشرين درس الموسيقى مدة قصيرة حيث طغت موهبته المبكرة في الغناء على حياته، وقد أدخلته أمه مدرسة دينية تعلم فيها أن الإنسان يمكن أن يصير "إلهاً" إذا أتقن عمله، فشجعه هذا على إجادة الغناء.

المسيرة الفنية
بدأ حياته الفنية في سن صغيرة وحقق نجاحا لا بأس به حيث سجل ثمانية شرائط قبل أن يبلغ سن العشرين، وحلت إحدى أغنياته ضمن أفضل 10 أغنيات في بريطانيا آنذاك، فغيّر اسمه إلى "كات ستيفنز"، وهو الاسم الذي ذاعت شهرته وأصبح علما عليه في مرحلة من عمره.

عندما أتم عامه الثاني والعشرين حصل أمر كان له أثر في حياته، إذ أصيب بمرض السل الذي أقعده في الفراش معزولاً عن الناس في أحد المستشفيات لمدة عام تقريبا عكف فيه على القراءة في كتب الفلسفة والتصوف الشرقي، فقد كان يشعر بأن في حياته شيئا غير مكتمل على الرغم من النجاح الذي حققه، وفي النهاية قرر أن يعود إلى الغناء ولكن بمفاهيم جديدة تتسق مع ما قرأه أثناء المرض.

بعد رحلة المرض تلك، بدأت المرحلة الثانية من حياته الفنية التي حقق فيها نجاحات كبيرة وحققت أغان له مثل "عالم متوحش" ،"طلع الصباح"، "والد وولد" شهرة عالمية، وتميزت أغانيه في تلك الفترة من سبعينيات القرن العشرين بحسها الفلسفي العميق وبالتأمل في الحياة وتجلياتها وما بعدها من موت.

ترسخ فكره الجديد وزاده حيرة، فطرق باب البوذية في طريقه للبحث عن الحقيقة، وآمن بالنجوم وقراءة الطالع، ثم انتقل للشيوعية ظنا منه أن السعادة هي تقسيم ثروات العالم على الجميع، وقادته الحيرة إلى تعاطي الخمور والمخدرات، وقطع هذه السلسلة الصعبة من التفكير بعد أن أدرك أنه ليست هناك عقيدة توصل إلى اليقين.

حصل في عام 1976 تغير كبير في حياة كات ستيفنز بعد أن قدم أخوه من رحلة إلى مدينة القدس وأهداه نسخة مترجمة من القرآن الكريم، رأى أنها تصب في اهتماماته الفكرية والفلسفية، ويقول هو عن هذه الواقعة: "أخي لم يكن مسلما ولكنه شعر بشيء ما في هذا الدين وفكر في أنني ربما أجد فيه شيئا أيضا، وعندما تلقيت الكتاب الهادي الذي سيُشرح فيه كل شيء: من أنا؟ ما هي الغاية من الحياة؟ ما هي الحقيقة؟ وكيف تكون؟ من أين أتيت؟ أدركت أن هذا هو الدين الحق".

أعلن كات ستيفنز في عام 1977 إسلامه في أحد مساجد لندن، وغير اسمه إلى "يوسف إسلام" وأصبح منشداً، وبدأ رحة موسيقية جديدة تعتمد على الإنشاد الديني، وعمل العديد من الإصدارات كان آخرها ألبوم Roadsinger (مغني الطريق).

ينشط يوسف إسلام في المجتمع المسلم البريطاني وفي العالم، وله مؤسسة خيرية أطلق عليها اسم Small Kindness، وهي توفر المساعدات لليتامى والفقراء في البوسنة وكوسوفو والعراق وأفريقيا، كما أسس العديد من المدارس الإسلامية في لندن.

جوائز وأوسمة
نال يوسف إسلام جائزة "رجل السلام" من مجموعة "حملة جائزة نوبل" التي أسسها آخر رئيس للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف.

المصدر : الجزيرة