محمود ديكو

محمود ديكو - Mahmoud diko / الموسوعة

داعية إسلامي مالي، يعد من رموز التيار الإصلاحي بالبلاد، وهو إمام أحد أهم مساجد العاصمة باماكو. يرأس المجلس الإسلامي الأعلى بمالي الذي يُعنى بالبت في الشؤون الدينية.

المولد والنشأة
ولد محمود ديكو عام 1954 في قرية طنكا (محافظة تمبكتو) بجمهورية مالي، وينتمي أبواه لأسرتين من الأسر العلمية الشهيرة في المنطقة.

حفظ القرآن على يد جده الذي كان يدير أحد كتاتيب تحفيظ القرآن، وكان عمره آنذاك 15 سنة، ثم درس عليه بعض المتون الفقهية في المذهب المالكي ومبادئ اللغة العربية.

الدراسة والتكوين
التحق ديكو 1970 بمعهد العلوم الإسلامية في مدينة أبي تلميت بموريتانيا، وحصل منه 1973 على إجازة علمية. ثم ذهب إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية فتتلمذ على العلامة عمر الفلاتة مدة سنتين.

عينته حكومة بلاده مدرسا للغة العربية في المرحلة الثانية بعد عودته من السعودية، وعمل في مجال التعليم إلى غاية اختياره 1981 إماما في مسجد السلام (بدلابوغوا) الذي يعد من أهم مساجد العاصمة باماكو.

التوجه الفكري
يعتبر محمود ديكو أحد أتباع المدرسة السلفية العلمية، وقد تأثر بالفكر السلفي أثناء دراسته في السعودية، مما أهله لأن يؤدي دورا كبيرا في حركة الإصلاح والتجديد الفكري في بلاده.

كانت هذه الخلفية الفكرية سببا في علاقته بإياد آغ زعيم حركة أنصار الدين السلفية التي كانت تسيطر على أجزاء من شمال مالي قبل تدخل القوات الفرنسية والأفريقية مطلع 2013 لطرد الجماعات الإسلامية المسلحة من شمال البلاد.

الوظائف والمسؤوليات
شغل ديكو العديد من المناصب والمسؤوليات في بعض المؤسسات الدعوية والخيرية في البلاد. فقد تقلد منصب الأمين العام لـ"جمعية مالي للاتحاد وتقدم الإسلام"، وهي أول جمعية إسلامية بالبلاد أسست 1980، وتهدف إلى تعزيز وحدة المسلمين بالبلد، وتمويل بناء المساجد والمدارس القرآنية، كما تقوم بالوساطة والتهدئة أثناء الأزمات السياسية والاجتماعية.

عمل بعد ذلك مديرا لبرامج الإذاعة الإسلامية في مالي التابعة للجمعية نفسها، ثم مديرا عاما لبرامج الإذاعة، واختير مطلع 2000 رئيسا لتجمع الجمعيات الإسلامية في مالي، ثم صار رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى 2008.

التجربة السياسية
يمتلك ديكو تأثيرا قويا في توجيه بوصلة الشأن العام، فقد تزعم الحراك الاحتجاجي الذي قاده الأئمة والدعاة في البلاد 2009 لإسقاط مدونة الأحوال الشخصية التي اعتبروها مخالفة في الكثير من موادها لأحكام الشريعة الإسلامية.

يتحدث منتقدوه عن دوره الكبير في وصول الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا إلى السلطة، وذلك بتعبئة الفعاليات المسلمة في البلاد للتصويت لكيتا خلال الانتخابات الرئاسية المنظمة في يوليو/تموز 2013.

كانت ضغوط المجلس الإسلامي -الذي يرأسه منذ 2008- وراء اعتماد الحكومة المالية لوزارة مكلفة بالشؤون الدينية، وتُعنى هذه الوزارة بتنظيم الحقل الديني، وتوفير بيئة حاضنة لمئات الطلاب من حملة الشهادات العليا في مجال التعليم العربي.

تحمس ديكو في البداية للحوار مع الجماعات الإسلامية المسلحة التي سيطرت على شمالي البلاد، وكلفته الحكومة المالية بالقيام بوساطة بينها وبين هذه الجماعات، قبل أن يتحول إلى داعم للتدخل العسكري الأجنبي، معتبرا أن "فرنسا تدخلت لمساعدة الشعب المالي بعد أن تخلت عنه دول مسلمة".

المصدر : الجزيرة