محمد حسين فضل الله

صورة من فيديو من مقابلة محمد حسين فضل الله التي بثتها الجزيرة

رجل دين ومرجع شيعي لبناني بارز، اشتهر بالانفتاح والاعتدال، وعدّه مؤيدوه مجددا في الفكر والمذهب والدعوة إلى الوحدة الإسلامية. وقد أدرجته الولايات المتحدة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على قائمة الإرهاب عام 1995.

المولد والنشأة
ولد محمد حسين فضل الله يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في مدينة النجف بالعراق حيث كان والده عبد الرؤوف قد هاجر إليها من لبنان لتلقي العلوم الدينية.

الدراسة والتكوين
ترعرع فضل الله في النجف وأتم دراسته الدينية على أيدي مراجع دينية شيعية معروفة، ثم عاد إلى لبنان عام 1966 ليؤسس حوزة علمية عرفت بحوزة المجلس الشرعي الإسلامي.

التوجه الفكري
يطلق على السيد محمد حسين فضل الله آية الله العظمى، وهو لقب يطلقه الشيعة على كل من يحصل على درجة الاجتهاد في الفقه الشيعي، وقد جمع فتاواه في كتاب فقه الشريعة المكون من ثلاثة أجزاء. وهناك اختلاف في اجتهاده، وبعضُ المراجع الشيعية لا يقرون له بالمرجعية.

ارتبط اسم محمد حسين فضل الله بحزب الله اللبناني، حيث كان مرشدا روحيا للحزب في سنواته الأولى بعد تأسيسه عام 1982، وكان من المؤيدين للثورة الإسلامية في إيران.

التجربة الفكرية
ينظر إلى فضل الله على أنه امتلك الجرأة العلمية لطرح نظرياته الفقهية، ويعد من أكثر علماء الشيعة انفتاحا على التيارات الأخرى، وتتميز فتاواه وأفكاره بمناقشة المسلمات خصوصا في الفكر الشيعي مما أدى إلى معارضته بقوة من بعض المراجع التي اعتبرته "ضالا مضِلا".

ابتعد فضل الله عن حزب الله بعد سنوات من تأسيسه نتيجة تباين في وجهات النظر حول المرجعية الدينية، إذ سعى فضل الله إلى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي الذي تدخل "ولاية الفقيه" في صلب عقيدته، وهي النظرية التي تعتمدها إيران رسميا.

كان معروفا في الأوساط الدينية الشيعية بالاعتدال في وجهات نظره الاجتماعية خاصة بشأن النساء، وقد أصدر عدة فتاوى بارزة، من بينها تلك التي تحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بآلات حادة أثناء مراسم عاشوراء إحياء لمقتل الإمام الحسين رضي الله عنه.

كما أصدر عدة فتاوى ضد جرائم الشرف، وكان يقول إن النساء اللواتي يتعرضن لسوء معاملة على أيدي أزواجهنّ يمكنهنّ ضرب أزواجهنّ دفاعا عن النفس.

المسار السياسي
يعتبر العلامة الراحل من أشد المنتقدين للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط وتحالفها مع إسرائيل، لكنه أشاد بالرئيس الأميركي باراك أوباما في بادئ الأمر قائلا إنه "لا يعوزه الصدق"، عندما قال: إن إدارة الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع الإسلام.

ومع ذلك انتقد فضل الله في وقت لاحق الإدارة الأميركية قائلا إنها تخدع العرب والمسلمين عبر إيهامهم بأنها ترسم سياسات بعيدة عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش، ودعا دائما إلى المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان والأراضي الفلسطينية.

تعرض لعدة محاولات اغتيال من بينها تفجير سيارة ملغومة عام 1985 أدى إلى مقتل ثمانين شخصا في الضاحية الجنوبية في بيروت، وقد اتهم حينها الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء العملية ردا على تفجير مقر قوات البحرية الأميركية قرب مطار بيروت قبل محاولة الاغتيال بأشهر.

المؤلفات
له العديد من المؤلفات، من بينها ثمانية كتب فقهية، و16 كتابا في الإسلاميات، و16 محاضرة، وخمسة كتب في شرح القرآن الكريم، وخمسة كتب أدعية، وثمانية كتب تتناول سيرة أهل البيت، وأربعة كتب اجتماعية، وثلاثة دواوين شعر، وعشرة كتب جمع فيها فتاواه.

الوفاة
بعد مسيرة علمية وسياسية حافلة توفي فضل الله في 4 يوليو/تموز 2010 عن 75 عاما.

المصدر : الجزيرة