محمد خونا ولد هيدالة

الموسوعة - Leader of the main Islamic opposition party, Mohamed Khouna Ould Haidalla, casts his vote in the capital Nouakchott, Mauritania Friday 07 November 2003. This is the first ever civilian democratic election in Mauritania. Voting proceeded peacefully today after fears of unrest following yesterdays arrest and later release of Haidalla. EPA/NIC BOTHMA

رئيس موريتاني سابق، وضابط قديم في الجيش، صعد نجمه مع نهاية سبعينيات القرن الماضي حين كان أحد أبرز قادة الانقلاب العسكري على المختار ولد داداه (أول رئيس للبلاد)، أمسك بقوة مقاليد الحكم في موريتانيا عام 1980 فأثارت سياساته جدلا واسعا.

المولد والنشأة
ولد محمد خونا ولد هيدالة سنة 1940 بمدينة نواذيبو في موريتانيا لأسرة تنتمي إلى قبيلة العروسيين الموجودة في شمالي موريتانيا وفي الصحراء الغربية.

الدراسة والتكوين
انتسب إلى الجيش عام 1962، وكان من الضباط الموريتانيين القلائل الذين درسوا في الكلية العسكرية الفرنسية الشهيرة "سان سير" (Saint Cyr).

الوظائف والمسؤوليات
التحق ولد هيدالة بالجيش الموريتاني ضابطا بعد أن تخرج من فرنسا، وتسلم مهمات قيادية عديدة في الجيش خلال حرب الصحراء 1975-1978.

أسندت إليه مسؤوليات قيادة كتائب ومناطق عسكرية مختلفة، من أبرزها المنطقة العسكرية بالزويرات التي توجد في منطقة تماس مع مقاتلي جبهة البوليساريو الصحراويين، وكلف بالدفاع عن منطقة أطار كما استدعي للدفاع عن العاصمة نواكشوط حين تعرضت لهجوم من الجبهة المذكورة.

أصبح بعد الانقلاب العسكري الأول عام 1978 عضوا في اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني التي تولت الحكم، وعين في عدة مناصب قيادية داخل اللجنة، قبل إعادة هيكلتها في أبريل/نيسان 1979.

تولى في بداية عام 1980 رئاسة اللجنة العسكرية ورئاسة الدولة (في انقلاب عسكري) وظل في هذا المنصب حتى أطاح به العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في انقلاب عسكري يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 1984.

التجربة السياسية
كان ولد هيدالة أحد الأقطاب المؤثرة داخل أجنحة اللجنة العسكرية التي أفضت صراعاتها إلى توليه هو الرئاسة بعد وفاة أحمد ولد بوسيف جراء حادث تحطم طائرة في ظروف غامضة، واستقالة أول رئيس للجنة المصطفى ولد محمد السالك، ثم تخلي رئيسها الثاني محمد محمود ولد أحمد لولي عن الحكم.

جمع -بعد توليه الحكم في شهر يناير/كانون الثاني 1980- بين يديه في نفس الوقت رئاسة اللجنة العسكرية ورئاسة الحكومة ورئاسة الدولة ووزارة الدفاع، ومارس سيطرة مطلقة للسلطة.

عرف بتعاطفه مع جبهة البوليساريو حيث اعترف بالجمهورية الصحراوية، وبسبب ذلك تأثرت علاقة موريتانيا بالمغرب الذي آوى العناصر العسكرية والسياسية المعارضة لنظام ولد هيدالة، التي حاولت الإطاحة بنظامه في انقلاب فاشل في 16 مارس/آذار 1981.

اضطربت على إثر ذلك علاقات موريتانيا الإقليمية وتفاقمت الأزمة الاقتصادية، وكثرت الاعتقالات في صفوف السياسيين، وقام ولد هيدالة بتشكيل تنظيمات عرفت باسم "هياكل تهذيب الجماهير" شبيهة في تنظيمها وأدائها باللجان الشعبية الليبية.

حاول خلال رئاسته البلاد "تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية" لكن تجربته في هذا المجال نالت انتقادات كثيرة لتركيزه على جانب "الحدود الجنائية"، كما ألغى نظام الرق عام 1980، ورفض التعامل مع صندوق النقد الدولي.

وبينما كان ولد هيدالة في مؤتمر بإحدى الدول الأفريقية، قام معاوية ولد الطايع في 12 ديسمبر/كانون الأول 1984 بانقلاب عسكري أبيض أطاح به، ولما رجع إلى البلاد أدخل السجن وبقي فيه سنوات.

ظل ولد هيدالة بعيدا عن المعترك السياسي حتى تقدم مرشحا لرئاسيات نوفمبر/تشرين الثاني 2003 تدعمه حركات سياسية ضمت الإسلاميين والبعثيين واليساريين، وبعض المعارضة الموريتانية المقيمة في الخارج فحل ثانيا في نتائج الانتخابات التي طعنت المعارضة في نزاهتها، كما ترشح لرئاسيات 2007 التي نظمت بعد الإطاحة بولد الطائع، لكنه لم يحصل إلا على 1.73% من الأصوات.

المصدر : الجزيرة