زيغمار غابرييل

سياسي ألماني شغل منصب نائب المستشارة أنجيلا ميركل ووزير الاقتصاد بحكومتها، تولى عام 2009 منصب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أدان عام 2012 سياسة الاستيطان الإسرائيلية، ووصف أوضاع الفلسطينيين بأنها "لا إنسانية" في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

المولد والنشأة
ولد زيغمار غابرييل يوم 12 سبتمبر/أيلول 1959 في مدينة غوسلار (ولاية ساكسونيا السفلى) غربي ألمانيا.

الدراسة والتكوين
بعد حصوله على الشهادة الثانوية عام 1979 تجند غابرييل في القوات الجوية الألمانية، وتخرج عام 1987 من جامعة غوتنغن معلما للغة الألمانية والسياسة والعلوم الاجتماعية.

عمل -خلال المراحل الأخيرة من دراسته- بفندق وفي اتحاد نقابات العمال الألمانية، حيث بدأ احتكاكه بالعمل السياسي.

الوظائف والمسؤوليات
تولى غابرييل وظائف حزبية وتشريعية وتنفيذية، فقد نال 1990 عضوية البرلمان المحلي لولاية ساكسونيا السفلى ثم البرلمان الاتحادي 2005 وفيها أصبح وزيرا للبيئة، ثم انتخب لرئاسة حزبه 2009، وصار نائبا للمستشارة الألمانية ووزيرا للاقتصاد.

التوجه الفكري
ينتمي غابرييل إلى جناح يسار الوسط في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، غير أنه مال -خلال وجوده في حكومة ميركل الأولى والثالثة- لبعض مواقف المستشارة وحزبها، كتأييده لتخزين بيانات المواطنين لدواع أمنية ومكافحة ما يعرف بالإرهاب.

التجربة السياسية
دخل زيغمار غابرييل مبكرا عالم السياسة الألمانية من الباب المحلي في ولايته، وانضم 1976 إلى منظمة الشبيبة الاشتراكية فحصل في العام التالي على عضوية الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

نال 1990 لأول مرة عضوية البرلمان المحلي لولاية ساكسونيا السفلى، وخلال الفترة بين عامي 1997 و2005 ترقى من نائب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي ببرلمان ولايته، إلى رئيس الكتلة.

تولى -بموازاة مناصبه الحزبية- خلال 1999-2005 رئاسة حكومة ولاية ساكسونيا السفلى، وإثر فوزه بانتخابات 2005 دخل للمرة الأولى البرلمان الألماني (البوندستاغ)، وواصل حفاظه على مقعده فيه في الانتخابات الموالية.

أصبح وزيرا للبيئة في الحكومة الألمانية بعد تحالف حزبه الاشتراكي مع الحزب المسيحي عقب انتخابات 2005.

أدى فشل الحزب الاشتراكي في الفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية 2009، إلى انتخاب غابرييل رئيسا جديدا للحزب، ثم تولى في العام نفسه تمثيل الحزب الاشتراكي نائبا لرئيس كتلة الأحزاب الاشتراكية الدولية.

صار -إثر انتخابات 2013 وتحالف الحزبين الاشتراكي والمسيحي مجددا- نائبا للمستشارة ميركل ووزيرا للاقتصاد والطاقة في حكومتها.

واصل غابرييل خلال توليه وزارة البيئة سياسات سلفه يورغن تريتين المنتمي إلى حزب الخضر، فتبنى الدعوة لإنهاء استخدام المفاعلات النووية في توليد الطاقة وهو ما تحقق بعد ذلك.

بعد زيارته لمدينة الخليل الفلسطينية المحتلة في مارس/آذار 2012 كتب غابرييل على صفحته بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، أن "الأراضي الفلسطينية هي منطقة خارج إطار القوانين، وإسرائيل تمارس هناك سياسة تفرقة عنصرية لا يمكن تبريرها".

أدى تعرضه لهجوم عنيف بسبب ما كتبه لاستكماله تدوينته مضيفا: "سياسة الاستيطان الإسرائيلية خاطئة، وأوضاع الفلسطينيين بالخليل غير إنسانية، غير أني كصديق لإسرائيل لم أقصد مقارنتها بنظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا".

إبان الأزمة الخليجية أواسط 2017، كان  زيغمار غابرييل أول مسؤول دولي يبدي موقفا قويا رافضا لمقاطعة قطر وفرض حصار عليها. وأعلن تضامن بلاده مع الدوحة. وقال غابريال في مقابلة أجرتها معه صحيفة لهاندلز بلاتز الألمانية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحمل مسؤولية التوتر القائم بين دول الخليج وقطر.

ونبّه وزير الخارجية الألماني إلى أن ما جري في منطقة الخليج أثار قلقا شديدا لدى بلاده والمجتمع الدولي، واعتبر أن الأزمة الخليجية شيء لا يحتاجه العالم في مواجهة معاناة المنطقة من أزمات ضخمة في سوريا واليمن وليبيا.

المؤلفات
صدر لزيغمار غابرييل ثلاثة كتب هي: "مزيد من الجرأة السياسية" عام 2002، و"فكر جديد لليسار.. سياسة للأغلبية" 2008، و"قوة الأفكار الكبيرة.. الحداثة الأوروبية والديمقراطية الاجتماعية" 2012.

المصدر : الجزيرة