جوزيبي غريللو

كوميدي إيطالي دخل عالم السياسة من باب الفن الساخر، فأصبح سياسيا بـ"خمس نجوم" يدعو إلى التقشف ويعيش مترفا، ويحارب الفساد ويتهرب من دفع الضرائب. وصل عدد متابعيه الافتراضيين إلى أكثر من ثمانية ملايين إيطالي.

المولد والنشأة
ولد جوزيبي بييرو غريللو (الملقب بيبي غريللو) يوم 21 يوليو/تموز 1948 في جنوى بشمال إيطاليا.

الدراسة والتكوين
درس في كلية الاقتصاد والتجارة وتخرج في قسم المحاسبة.

المسار
بدأ حياته المهنية عارضا كوميديا بمسرح كاباريه في ميلان، وكانت بدايته مع مونولوج ارتجالي عام 1977 في هيئة الإذاعة والتلفزة الإيطالية، وعرف بالمونولوجات الكوميدية الناقدة وغير التقليدية، وبأسلوبه الساخر اللاذع.

وسطع نجمه في الثمانينيات في برنامجي "سأعطيك أمريكا" و"سأعطيك البرازيل"، روى من خلالهما تجربته الشخصية في زيارة الولايات المتحدة الأميركية والبرازيل.

وأصبح باستطاعته أن يجمع الجمهور الإيطالي أمام شاشة التلفزيون وفي المسرح، ووصل عدد مشاهديه في ليلة 2 ديسمبر/كانون الأول 1993 نحو 15 مليون مشاهد.

أما السياسة فقد اقتحمها من باب الكوميديا وانتقاد الفساد السياسي، ما عرّضه للمنع من العمل في هيئة الإذاعة والتلفزة الإيطالية، حين انتقد بسخرية -في عرض "فانتاستيكو 7"- الحزب الاشتراكي وزعيمه بتينو كراكسي، رئيس مجلس الوزراء  يومها.

وفي يوم 26 يونيو/حزيران 2007 ألقى كلمة أمام البرلمان الأوروبي تطرق فيها إلى التكنولوجيات الجديدة. ونظم في 8 سبتمبر/أيلول 2007 تظاهرة كبيرة عُرقت بـ"V-day" ضد الفساد السياسي في مبادرة لجمع توقيعات لتعديل المعايير القانونية التي يمكن بموجبها الترشح للبرلمان.

وقد جمع في التظاهرة 333 ألفا و144 توقيعا متجاوزا الرقم المطلوب للتقدم لتعديل مشروع القانون (50 ألف صوت) لكن القانون لم يغير.

وفي يناير/كانون الثاني 2008 أعلن غريللو على مدونته -التي أصبحت ملتقى افتراضيا للمطالبين بالتغيير-  بدأ مرحلة المشاركة السياسية المباشرة من خلال "قوائم خمس نجوم المدنية".

وفي 12 يوليو/تموز 2009 أعلن رغبته في الترشح للانتخابات التمهيدية لسكرتير الحزب الديمقراطي تمهيدا لخوض سباق رئاسة الوزراء.

لكن الحزب رفض مجرد عضويته فضلا عن ترشيحه، فأعلن في 2 أغسطس/آب 2009 عزمه تأسيس "حركة خمس نجوم"، وقدمها إلى الجمهور في 4 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه في برنامج "القائمة المدنية خمس نجوم"، وأعلن المشاركة في الانتخابات الإقليمية عام 2010.

ورغم خسارته في الانتخابات الأوروبية 2014، فإن ذلك لم يمنع الصحافة الدولية من مواصلة الاهتمام الكبير بحركته، حيث وصفته مجلة "تايم" الأميركية بأنه "الشخصية السياسية الأقوى -في إيطاليا- بعد رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني".

واعتبرته المجلة استثناء وبديلا عن الوجوه القديمة، لأنه واجه بجرأة مشاكل الفساد الحكومي وأعرب عن رغبته في التغيير من خلال الناخبين الأوروبيين والإيطاليين.

وصنّف العديد من الصحف والمجلات المحلية والعالمية مدونته بأنها من أكثر الصفحات مشاهدة في العالم.

وساهمت مدونته في التسويق السياسي لأفكاره، ورشحتها صحيفة "أوبزيرفر" كأكثر المواقع متابعة من بين 50 مدونة في العالم (المرتبة 28)، وقد فازت بالعديد من الجوائز من أهمها جائزة "أفضل مدونة" لعامي 2006-2008.

وقد جهت لغريللو انتقادات عديدة لتناقض أقواله وأفعاله، فهو يدعو إلى التقشف ويعيش مترفا، ويحارب الفساد ويتهرب من دفع الضرائب، إضافة إلى سخريته اللاذعة من كبار المسؤولين.

المؤلفات
ألف غريللو نحو ستة كتب منها "كل ما يهم غريللو"، وهو عبارة عن مونولوجات متنوعة، و"لنمسك بالمستقبل"، و"نحن في حرب"، و"لنطفئ النووي".

وفي عالم السينما، أنجز ثلاثة أفلام هي: "مطلوب يسوع" (1982)، و"الحرب الغبية" (1985) و"توبو غاليليو" (1987).

الجوائز
حصل بيبي غريللو على عدد من الجوائز منها جائزة الأسد الذهبي بمهرجان كان، وجائزة "ديفد دي دوناتيلو" بوصفه أفضل ممثل عن دوره في فيلم "مطلوب يسوع"، وجائزة "ناسترو دي أرجينتو" عن الفيلم نفسه.