محمد سيد طنطاوي

Sheikh Mohamed Sayed Tantawi, the head of Egypt's most prestigious seat of Islamic learning al Azhar, addresses a news conference in Cairo in this September 17, 2001 file photo. Tantawi died of a heart attack on Wednesday during a visit to Saudi Arabia, religious officials at al-Azhar said. He was 81.

رجل دين مصري تولى منصب "الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر"، وكان ترتيبه 45 في سلسلة شيوخ الأزهر منذ تأسيس منصب المشيخة الأزهرية في العهد العثماني. احتل الرتبة الخامسة عشرة ضمن تسلسل المفتين المصريين منذ إنشاء دار الإفتاء عام 1895، عندما كان مفتي الديار المصرية. أثارت بعض تصريحاته جدلا في الأوساط الدينية، مما جعل البعض يدعونه إلى الاستقالة من مشيخة الأزهر.

المولد والنشأة
ولد محمد سيد طنطاوي في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1928، في قرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج بمصر.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الأساسي في الإسكندرية حيث حفظ القرآن الكريم، ثم حصل على الإجازة العالية من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر عام 1958، وبعد ثماني سنوات حصل على دكتوراه في التفسير والحديث من الكلية نفسها بتقدير ممتاز.

الوظائف والمسؤوليات
عمل عام 1960 إماما وخطيبا ومدرسا في وزارة الأوقاف، قبل أن يتولى عام 1968 التدريس في قسم التفسير والحديث بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر.

خلال حياته، درّس الشيخ طنطاوي في ليبيا، وفي كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

في عام 1976 أصبح عميدا لكلية أصول الدين في أسيوط، ثم عميدا للدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة عام 1985. وفي العام التالي أصبح طنطاوي مفتيا لجمهورية مصر العربية، وظل في هذا المنصب عشر سنوات حتى عين عام 1996 شيخا للأزهر بموجب مرسوم رئاسي.

التجربة السياسية
رغم أنه حرص على الابتعاد عن الشأن السياسي، فإن مكانة مصر في المنطقة والأحداث المتوالية التي عرفها العالم الإسلامي ضمن ما يسمى الحرب على "الإرهاب"، وارتباط السياسي بالديني، كل ذلك دفعه لتبني مواقف أثارت جدلا واعتراضات مما جعل البعض يطالبونه بالاستقالة من منصبه.

صدرت عنه في ديسمبر/كانون الأول 2002 فتوى تجيز استثمار الأموال في البنوك التي تحدد قيمة الربح مقدما، واعتبرت الفتوى أن هذا النوع من الاستثمار حلال، ورغم أن مجلس مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر ناقش الفتوى ووافق عليها فإنها ظلت مثار جدل من طرف العديد من المتخصصين.

أثارت تعليقاته في ديسمبر/كانون الأول 2003 بعد لقائه بوزير الداخلية الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي من أن لفرنسا الحق في تبني قانون يمنع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، جدلا إعلاميا واسعا.

كما أثارت كلمته -أثناء خطبة جمعة في مسجد النور وسط القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2007- بمعاقبة من يقذف غيره بالتهم الباطلة وترويج الشائعات الكاذبة بالجلد ثمانين جلدة، زوبعة إعلامية.

ربطت الصحافة بين كلامه وبين حبس عدد من رؤساء تحرير الصحف المستقلة في مصر لنشرهم شائعات حول صحة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، بينما قال الشيخ طنطاوي إنه إنما يبين حكم الله في من يرتكب معصية القذف دون استهدافه الصحافة أو غيرها.

تعرض لنقد لاذع بعد مصافحته في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر حوار الأديان الذي نظمته الأمم المتحدة والسعودية في نيويورك، وتوّج هذا النقد بمُساءلة برلمانية في مصر، وطالبه نواب الإخوان بالاعتذار، فيما طالبته شخصيات مصرية بالاستقالة من منصبه.

لعب دورا بارزا في الحفاظ على الوئام بين المسلمين والأقلية المسيحية في مصر، وجمعته علاقة متميزة ببابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث.

المؤلفات
أثرى المكتبة الإسلامية بعدد من المؤلفات التي عالجت قضايا مختلفة، أهمهما كتاب "بنو إسرائيل في القرآن والسنة" (1969)، و"التفسير الوسيط للقرآن الكريم"، و"معاملات البنوك وأحكامها الشرعية"
(1991).

الوفاة
توفي محمد سيد طنطاوي يوم الأربعاء 10 مارس/آذار 2010 متأثرا بأزمة قلبية مفاجئة في العاصمة السعودية الرياض. فبينما كان يستقل الطائرة فجرا في الرياض، سقط على سلمها -وفق إفادة مسؤولين مصريين- ونقل إلى مستشفى الأمير سلطان حيث أعلن الأطباء وفاته.

المصدر : الجزيرة