تسفانغيراي.. السياسي المصارع الذي انهزم أمام السرطان

Morgan Tsvangirai

عامل مناجم سابق وزعيم نقابي، وهو الرئيس المؤسس للحركة من أجل التغيير الديمقراطي، والمرشح مرارا للرئاسيات في زيمبابوي ندا للرئيس السابق روبرت موغابي، توفي في فبراير/شباط 2018 بعد صراع مع مرض السرطان.

المولد والنشأة
ولد مورغان تسفانغيراي يوم 10 مارس/آذار 1952 في غوتو شرقي روديسيا الجنوبية
(زيمبابوي لاحقا)، لأب يعمل في البناء، وهو تاسع إخوته الثمانية. ينحدر من مجموعة "الشونا" العرقية التي ينتمي إليها الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي.

الدراسة والتكوين
درس مدة قصيرة، ثم التحق بمصنع للنسيج في مدينة سالسبوري (هراري لاحقا)، وبعدها عمل في منجم للنيكل ببلدة بندورا مدة عشر سنوات.

الوظائف والمسؤوليات
تقلد مناصب نقابية عديدة، من أبرزها رئاسة فرع نقابة اتحاد مساعدي عمال المناجم، ومسؤول الاتحاد الوطني لعمال المناجم، والأمين العام للمؤتمر النقابي الزيمبابوي عام 1988.

التجربة السياسية
لم يشارك تسفانغيراي في التنظيمات المسلحة المناهضة لنظام أيان سميث العنصري في بلاده خلال سبعينيات القرن الماضي، والتي كان الرئيس موغابي أحد زعمائها، لكنه نشط في معارضة حكومة الرئيس موغابي، فسجن شهرا ونصف الشهر عام 1989 بتهمة التجسس لصالح جنوب أفريقيا، ومع نهاية عام 1997 وبداية 1998 قاد إضرابات عمالية في البلاد.

وفي عام 1999 أسس "الحركة من أجل التغيير الديمقراطي" التي استقطبت العديد من الشباب والعاطلين عن العمل وبعض السكان ذوي الأصول الأوروبية المستائين من نظام موغابي، فضلا عن كبار الصناعيين ونخبة من مجموعة "إنديبيلي" العرقية المعروفة بمناهضتها لموغابي.

اتهم الرئيس موغابي الحركة بأنها "ألعوبة في يد بريطانيا"، وقد نجحت الحركة في إحباط الدستور الجديد الذي دعا موغابي للتصويت عليه في فبراير/شباط 2000، والذي ينص على الإصلاح الزراعي الذي لا يرضى عنه السكان ذوو الأصول الأوروبية في زيمبابوي.

وفي يونيو/حزيران 2000 نالت الحركة 57 مقعدا في الانتخابات التشريعية، في حين نال حزب "زانو" بزعامة موغابي 62 مقعدا، مما جعلها معارضة قوية داخل البرلمان لأول مرة منذ عشرين عاما من احتكار حزب "زانو" للمشهد السياسي.

وجهت حكومة موغابي لتسفانغيراي تهمة "الخيانة العظمى" عام 2003 ومحاولة الانقلاب على السلطة ثم برأت ساحته، لكنه تعرض للسجن في مارس/آذار 2007 بعدما قاد مظاهرة غير مرخص لها مع حلفاء سياسيين شكلوا ما عرفت باسم "حملة إنقاذ زيمبابوي".

ترشح تسفانغيراي لرئاسيات مارس/آذار 2002 ضد الرئيس موغابي الذي فاز بنسبة 57%، ووصف هذه الانتخابات بالمزورة. كما ترشح لرئاسيات مارس/آذار 2008 التي أدت إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي في البلاد، قبل أن يقبل موغابي تعيين تسفانغيراي رئيسا للحكومة.

وفي 14 فبراير/شباط 2018 أعلن عن وفاة تسفانغيراي عن 65 عاما بعد صراع طويل مع مرض سرطان القولون، حسبما أفادت الحركة من أجل التغيير الديمقراطي التي يقودها.

وقال أوبيرت غوتو المتحدث باسم الحركة "من المؤسف أننا فقدنا زعيمنا، هذا هو كل ما أستطيع أن أقوله".

وعلى الرغم من إصابة تسفانغيراي بالمرض منذ عام 2016، فإنه غرد على موقع التواصل الاجتماعي توتير قبل أسبوع من وفاته مقللا من شأن الشائعات التي تتحدث عن أن مرضه عضال.

وقال يوم 6 فبراير/شباط 2018 "إنني مصاب بالسرطان، لا أشعر أنني بصحة جيدة، لكنني في حالة مستقرة، إن الوضع تحت السيطرة.. إنني أتعافى".

المصدر : الجزيرة