سعيد سعدي

epa00169368 Said Sadi, leader of Algeria's Rally for Culture and Democracy party سعيد سعدي / Saïd Sadi - and a candidate in the country's third multi-party presidential election gives a press conference in Algiers 09 April 2004. Incumbent Abdelaziz Bouteflika became the first Algerian president to win a second term when he overwhelmed five opponents in Thursday's first round of presidential elections. EPA/Mohamed Messara

سياسي جزائري، ومؤسس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الأمازيغي. دعم قرار المؤسسة العسكرية وقف العملية الانتخابية عام 1991، بحجة "منع الجزائر أن تسقط في أيدي الإسلاميين"، بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

المولد والنشأة
ولد سعيد سعدي يوم 26 أغسطس/آب 1947 في أغريب بمنطقة القبائل، لأسرة متواضعة تعيش على الفلاحة.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه في المدرسة الثانوية في تيزي وزو، وطرد عام 1966 من المدرسة لثلاثة أيام لرفضه تعريب مسرحية كان يقوم بعرضها في المسرح المدرسي.

التحق بجامعة الجزائر حيث درس الطب العقلي وانخرط في النضال مع الحركة الثقافية الأمازيغية، فاعتقل وتابع دراسته في السجن وحصل على شهادة الدكتوراه في علم النفس، وأدى الخدمة العسكرية في سيدي بلعباس في الفترة 1975-1977.

التوجه الفكري
يعد سعدي من رموز السياسيين الأمازيغ إلى جانب حسين آيت أحمد، وقد تبنى التوجه العلماني في فصل الدين عن الدولة وحصر الدين في أماكن العبادة، وتشدد في موقفه من الإسلاميين عموما دون تمييز بين متطرف ومعتدل وبين عنيف ومسالم متسامح.

وبعد الربيع العربي تخلى عن كثير من أفكاره ومواقفه، وانتقد عام 2013 الأصوات الداعية لضرورة تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة ودعا لابتعاد الجيش عن اللعبة السياسية، وقال: "إن الطابع العسكري للنظام السياسي الجزائري هو من قاد الجزائر لتكون مثالا لأعظم كارثة للحياة الحديثة".

كما دعا لتقليص دور البوليس السياسي في الجزائر، وإلى أن تقوم الأجهزة الأمنية بمهمتها المتمثلة في الدفاع عن الوطن تحت مراقبة السلطة السياسية المنبثقة من الإرادة الشعبية.

وخفف من حدته تجاه الإسلاميين وشارك معهم في تجمع نظمته تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة لرئاسيات 17 أبريل/نيسان 2014، وقال إن التيار الإسلامي تطور بشكل لافت بخصوص الفهم الصحيح للنضال الديمقراطي.

التجربة السياسية
انضم عام 1978 إلى مجموعة من مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية وأصبح عضوا نافذا في جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت أحمد.

تولى إدارة الجبهة داخل الجزائر نهاية السبعينيات، وسجن عام 1980 لمشاركته في ما سمي بـ"الربيع البربري" عندما تظاهر بعض سكان منطقة القبائل من أجل الثقافة الأمازيغية يوم 20 أبريل/نيسان 1980 في تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل الكبرى.

أسس مع زعيمة حزب العمال لويزة حنون واحدة من أوائل روابط حقوق الإنسان في الجزائر، وسجن في أغسطس/آب 1985، وأطلق سراحه في أبريل/نيسان 1987.

انشق عن حزب جبهة القوى الاشتراكية وأسس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي دعا لحكم ذاتي في القبائل.

دعم قرار المؤسسة العسكرية وقف العملية الانتخابية عام 1991 وإلغاء الدورة الثانية من الاستحقاق التشريعي بحجة "عدم الإخلال بالمسار الديمقراطي" و"منع الجزائر أن تسقط في أيدي الإسلاميين" بعد الفوز الكبير للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الدور الأول.

فاز عام 1997 بمقعد في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان)، وشارك حزبه في حكومة علي بن فليس بعد فوز عبد العزيز بوتفليقة في رئاسيات أبريل/نيسان 1999، وأسندت للحزب حقيبتان وزاريتان هما: الأشغال العامة والنقل.

لكن سعدي سحب وزيريه في مايو/أيار 2001 احتجاجا على تعامل الشرطة مع الاضطرابات في منطقة القبائل، وعاد الحزب إلى المعارضة.

ترشح لانتخابات الرئاسة عام 1995، وعام 2004 حين حصل على 1.94% من أصوات الناخبين، وفي غمرة الربيع العربي دعا عام 2011 لتنظيم مظاهرات أسبوعية للمطالبة برحيل النظام.

انسحب في آذار/مارس 2012 من رئاسة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لـ"إفساح المجال للشباب"، وطالب بـ"مرحلة انتقالية" يشارك فيها جميع مكونات الشعب الجزائري، مشيرا للتجربة التونسية التي تمكنت من إنجاز دستور جديد.

واقترح أن تشرف على المرحلة الانتقالية المحدودة في الزمن شخصيات مستقلة لا يمكنها أن تترشح في المواعيد الانتخابية ما بعد المرحلة الانتقالية، وأن تعد دستورا يعرض على الاستفتاء، تليه انتخابات تشريعية ثم رئاسية، مع الالتزام بدفتر شروط يحدد الإرادة الشعبية مصدرا وحيدا للشرعية.

 ودعا الجزائريين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية يوم 17 أبريل/نيسان 2014 و"نزع الشرعية" عنها.

المؤلفات
صدرت لسعيد سعدي بعض الكتب، منها: "التجمع بقلب مفتوح"، و"ثقافة وديمقراطية"، و"الجزائر الفشل المتكرر"، و"الجزائر ساعة الحقيقة".

المصدر : الجزيرة