الطب الشخصي.. ما هو؟

الطب الشخصي (بيكسابي)
التغييرات الجينية المسببة للسرطان يمكن علاجها بعقاقير تتعامل بشكل خاص مع أماكن معينة في الجزيئات (بيكسابي)

الطب الشخصي هو ممارسة طبية تهدف للحصول على علاج يمتلك أفضل استجابة من قبل المريض ويكون أكثر سلامة. ويشمل تطوير علاجات تستهدف المرضى الذين لا يستجيبون للأدوية التقليدية.

كما يهدف الطب الشخصي إلى معرفة احتمال إصابة الشخص بمرض معين قبل حصوله، وسيوصف له دواء خاص به قد يكون مختلفاً عما يوصف لمريض آخر يعاني المرض نفسه.

ويعتمد الطب الشخصي على معرفة الطبيب أسباب المرض بدقة، فالتشخيص المناسب يساعد الأطباء على علاج المريض بشكل دقيق.

وينطلق الطب الشخصي من حقيقة أن صحة الشخص حصيلة عاملين أساسيين يعملان جنباً إلى جنب، الأول هو الاستعداد الوراثي المكتوب في الشفرة الوراثية أو "دي أن أي"، والآخر هو البيئة المحيطة التي تتضمن الغذاء وأسلوب الحياة والتلوث البيئي والضغوط النفسية وغيرها من العوامل التي تتفاعل مع المادة الوراثية.

وسمحت الثورة التقنية بفكّ الشفرة الوراثية الكاملة للأشخاص بزمن وتكلفة يسيرين، فإذا حمل أحدهم مجموعة طفرات وراثية تتفاعل مع الغذاء الغني بالدهون على سبيل المثال والذي قد يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين المبكرة، فإن معرفة هذه المعلومات وأخذ أدوية معينة ينسجمان مع تلك الطفرات (أو شخصنة العلاج) قبل الإصابة بتلك الأمراض، بالإضافة إلى الابتعاد عن تلك الأطعمة، مما يؤدي إلى وقاية الفرد من تلك الأمراض.

أما في حالة علاج الأمراض المستعصية فقد مكّن فك الشفرة الوراثية للورم الخبيث عند بعض مرضى السرطان ومقارنتها بالشفرة الوراثية للأنسجة السليمة من تحديد الطفرات المسببة للسرطان في كل مريض على حدة ليعطى دواءً خاصاً به دون غيره. وهناك بعض الحالات التي تم شفاؤها بتلك الطريقة بعدما وصلت مراحل ميؤوسا منها.

في هذا الإطار يقول كريستوف فون كاله -من المركز الدولي لعلاج أمراض السرطان في مدينة هايدلبرغ الألمانية- إن التغييرات الجينية المسببة للسرطان يمكن علاجها بواسطة عقاقير تتعامل بشكل خاص مع أماكن معينة في الجزيئات، إذ تستخدم هذه العقاقير في علاج أشكال معينة من سرطان الجلد الأسود وسرطان الثدي.

كما عمدت بعض الدول إلى فك الشفرة الوراثية لمواطنيها أو لجزء منهم بهدف معرفة ماهية الأمراض التي تهددهم، ثم تقديم النصائح التي ستخفف من انتشار تلك الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى إعطاء أدوية معينة كل حسب سجله الوراثي.

بالمقابل يخشى البعض أن تصبح تلك المعلومات الخاصة جداً في متناول شركات التأمين التي قد تستخدمها لرفض تغطية علاج البعض لمعرفتها بطبيعة مرضهم قبل إصابتهم، كما أن الخوف يكمن أيضا في حصول الأجهزة المخابراتية على تلك المعلومات بطرق شرعية أو غير شرعية.

المصدر : دويتشه فيله + منظمة المجتمع العلمي العربي + مواقع إلكترونية