هكذا بدأت قصة هجوم دوما وتطورت لتهديدات بالقوة

epa06655175 Bodies of victims of alleged chemical attack lie on the ground in rebels-held Douma, Syria, 08 April 2018. According to media and local reports, at least 70 people died after a helicopter dropped a barrel bomb allegedly containing Sarin gas, a nerve toxin that kills within minutes of direct inhalation unless treated quickly with an antidote. Locals claim that the helicopter allegedly belongs to forces loyal to the Syrian government, while both Syria and Russ
القصف بغازات سامة على دوما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين (الأوروبية)

تسارعت الأحداث بعد الهجوم الكيميائي الذي استهدف مدينة دوما بالغوطة الشرقية في أبريل/نيسان 2018، والذي خلّف قتلى وجرحى بين المدنيين، من قصف مطار التيفور إلى التلويح الأميركي بالخيار العسكري ضد سوريا، وصولا إلى السجال الأميركي الروسي بمجلس الأمن الدولي.  

كيف وقع هجوم دوما؟
استيقظ السوريون والعالم يوم 6 أبريل/نيسان 2018 على مجزرة مروعة في مدينة دوما، آخر جيب للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية، استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليا، وراح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

منظمة "الخوذ البيضاء" -التي تعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة- أكدت أن الهجوم وقع باستخدام "غاز الكلور السام"، وأسفر -حسب منظمات الإغاثة والرعاية الطبية السوري، وهي منظمة إنسانية مستقلة- عن مقتل 60 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين في أماكن عدة بمدينة دوما.

 
وأظهرت تسجيلات مصورة ضحايا المجزرة الكيميائية في دوما، ومعظمهم من الأطفال والنساء، مفتوحي الأعين والزبد الأبيض يخرج من أفواههم وأنوفهم.
 
من المسؤول عن الهجوم؟
وجهت أصابع الاتهام للنظام السوري بالوقوف وراء هجوم دوما الكيميائي، وقال الاتحاد الأوروبي إن الدلائل تشير إلى مسؤولية دمشق، ومن جهتها نقلت وكالة رويترز عن مصادر حكومية أميركية قولها إن التقييم الأولي للحكومة الأميركية يشير إلى استخدام غاز أعصاب في الهجوم، لكن المصادر نفسها قالت إن الأمر يتطلب المزيد من الأدلة لتحديد نوع الغاز، وإن واشنطن لم تحدد بشكل حاسم ما إذا كانت قوات النظام السوري هي من نفذت الهجوم.

أما مجلس الأمن الدولي فأشار على لسان سفير بيرو لدى الأمم المتحدة غوستافو ميزا كوادرا إلى أن أعضاء المجلس يتفقون على ضرورة إجراء تحقيق عاجل ومحايد فيما يخص استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.  

من جهتها عبّرت الصين عن دعمها لإجراء تحقيق شامل وموضوعي بشأن الهجوم الكيميائي في سوريا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يجب أن يستمرا في دورهما بصفتهما القناة الرئيسية للتعامل مع هذه الأزمة.

النظام السوري المدعوم بإيران وروسيا نفى أن تكون قواته نفذت الهجوم الكيميائي في دوما، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن اتهام القوات السورية باستخدام السلاح الكيميائي في دوما مجرد استفزازات.

إسرائيل تقصف التيفور
بعد يوم من هجوم دوما، تعرض مطار التيفور العسكري في حمص (وسط البلاد) لهجوم يوم 7 أبريل/نيسان 2018، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات إسرائيلية هي التي قصفته بثمانية صواريخ، وإنها استخدمت المجال الجوي اللبناني.

التلفزيون السوري نقل عن مصدر عسكري قوله إن وسائط الدفاع الجوي تصدت للهجوم بالصواريخ على مطار التيفور وأسقطت ثمانية صواريخ، بينما أكدت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن العديد من القتلى والجرحى سقطوا، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 14 شخصا في الغارة الإسرائيلية على التيفور، بينهم إيرانيون.

ومن جهتها، قالت وسائل إعلام إيرانية إن أربعة إيرانيين، بينهم عقيد بالحرس الثوري الإيراني، قتلوا في الغارة على مطار التيفور، وهو ما رأت فيه الخارجية الإيرانية تهديدا للأمن الإقليمي.

التلويح بالرد العسكري
أثار القصف الكيميائي في دوما تنديدات دولية واسعة، وجاء الرد الأقوى من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي لم يتردد في تغريدة على حسابه على تويتر يوم 8 أبريل/نيسان 2018 في وصف نظيره السوري بشار الأسد بـ"الحيوان". واجتمع ترمب بكبار القادة العسكريين، وأعلن بعده أنه سيتم اتخاذ "قرار قوي" للرد على الهجوم الكيميائي للنظام السوري على مدينة دوما، مؤكدا أن بلاده لديها خيارات عسكرية كثيرة.

ويتفق ترمب مع نظرائه الأوروبيين على ضرورة أن يكون هناك رد حازم من المجتمع الدولي لمواجهة الانتهاكات الجديدة لحظر الأسلحة الكيميائية، فقد دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى محاسبة نظام الأسد وداعميه وفي طليعتهم روسيا، إذا ثبت وقوع هجوم كيميائي في دوما.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر في السابق من أن باريس ستوجه ضربة لسوريا إذا انتهكت المعاهدات التي تحظر الأسلحة الكيميائية.

سجال بمجلس الأمن
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة يوم 9 أبريل/نيسان 2018 لبحث الهجوم على دوما، عرفت سجالا بين واشنطن وموسكو، ووزعت واشنطن على أعضاء المجلس مشروع قرار معدلا كان جرى طرحه سابقا بشأن فتح تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وينص مشروع القرار الأميركي على تشكيل "آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة" بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، يكون تفويضها صالحا لمدة عام وقابلا للتجديد. كما يتضمن إدانة للنظام السوري بعد هجوم دوما، وينص كذلك على "محاسبة المسؤولين عن أي استخدام للأسلحة الكيميائية".

مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نكي هيلي قالت خلال كلمتها في الجلسة الطارئة إن واشنطن سترد على الهجوم الكيميائي على دوما سواء تحرك مجلس الأمن أم لا.

أما المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا فاعتبر في تصريحه للصحفيين أن المقترح الأميركي الجديد "يتضمن بعض العناصر غير المقبولة مما يجعله أسوأ" من المقترح الأميركي الأول، وقال "أخشى أنهم يسعون أكثر إلى الخيار العسكري الذي هو خيار شديد الخطورة". 

كما دعا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في الهجوم الكيميائي على دوما، وقال إن السلطات السورية والقوات الروسية ستمكنهم من السفر إلى هذه المناطق لمعرفة الوضع هناك.

المصدر : الجزيرة + وكالات