اجتماع سيشل.. "قران" بين ترمب وروسيا برعاية إماراتية

هذا الصباح-سيشل تحيل شواطئها لمحميات طبيعية لسد ديونها

لقاء ثلاثي عقد في جزر سيشل بالمحيط الهندي بين مؤسس شركة "بلاك ووتر" الأمنية إريك برنس، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيرل ديمترييف، وجورج نادر ممثلا لولي عهد أبو ظبي، وكان يهدف -حسب تسريبات صحيفة متعددة- لبحث إقامة قناة اتصال سرية بين ترمب وروسيا.

المكان والزمان
انعقد الاجتماع المثير للجدل في 11 يناير/كانون الثاني 2017، أي قبل تسعة أيام من تنصيب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة في جزيرة سيشل الواقعة بالمحيط الهندي بعيدا عن الأضواء الإعلامية.

تفاصيل
يبدو من خلال التسريبات والمعلومات التي نشرتها صحف أميركية -وفي مقدمتها صحيفة الواشنطن بوست -أن الخيوط الأولى المنشورة حتى الآن لاجتماعات سيشل ظهرت مع زيارة غير معلنة قام بها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى نيويورك في ديسمبر/كانون الأول 2016، أي في الأيام الأخيرة لإدارة أوباما، حيث كان من اللافت أنه وخلافا للأعراف الدبلوماسية لم يتم إبلاغ إدارة أوباما أو التنسيق معها بشأن الزيارة خلافا للبروتوكولات المعمول بها، وهو ما جعل مساعدي أوباما يشعرون بأنهم تعرضوا للتضليل.

وأثناء تلك الزيارة التقى ابن زايد مساعدين لترمب الذي كان يستعد لحفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة بعد فوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وقالت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية إن مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما طلبت الكشف عن أسماء مساعدي ترمب الذين التقوا ولي عهد أبو ظبي بهدف الحصول على مزيد من المعلومات عن الزيارة التي تمت من دون إعلام إدارة أوباما، وأكدت أنها لم تعلن أو تسرب هذه الأسماء للإعلام.

وكانت صحيفة واشنطن بوست كشفت في أبريل/نيسان 2017 أن ابن زايد التقى سرا أثناء زيارته تلك بكل من مايكل فلين وستيف بانون وجاريد كوشنر في برج ترمب في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016 قبل تولي ترمب الرئاسة، وذلك بهدف فتح قناة اتصال سرية بين روسيا وترمب.

ويبدو أنه أثناء تلك الزيارة تم التحضير أيضا لاجتماع سري آخر ولكن خارج الولايات المتحدة وبحضور أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويتعلق الأمر باجتماع سري رتبته الإمارات وعقد في يناير/كانون الثاني 2017 بجزر سيشل بين مؤسس "بلاك ووتر" إريك برنس المقرب من ترمب ومسؤول روسي مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في إطار الجهود نفسها التي كانت تسعى لإقامة خط اتصال خلفي بين موسكو وترمب.

ورغم تأكيد مصدرين لشبكة "سي أن أن" أن لقاء بن زايد ومساعدي ترمب في نيويورك لم يناقش إقامة قناة اتصال سرية بين موسكو وواشنطن فإن توقيت ذلك اللقاء الذي سبق لقاء جزر سيشل وعدم إحاطة إدارة أوباما بزيارة ولي عهد أبو ظبي أثارت شكوكا لدى المحققين الذي يعملون على البحث عن أي علاقات بين حملة ترمب وروسيا.

ونقلت الواشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين وعرب أن ابن زايد وشقيقه مستشار الأمن الوطني الإماراتي قاما بتنسيق اجتماع سيشل مع مسؤولين من الحكومة الروسية بغية إنشاء قناة اتصال غير رسمية بين ترمب وبوتين، كما أن ابن زايد دعا إلى تعزيز العمل المشترك بين الرئيسين الأميركي والروسي.

وبينما أكدت الواشنطن بوست حدوث لقاء سيشل وتحدثت عن بعض التفاصيل والسياقات المحيطة به أعرب مسؤولون حكوميون في سيشل عدم علمهم بانعقاد أي لقاء من هذا القبيل دون نفي له، بل اعتبروا ان المنتجعات الفاخرة في الجزيرة تعتبر مكانا مثاليا لعقد لقاءات من هذا القبيل بعيدا عن وسائل الإعلام.

ولكن البيت الأبيض رفض تأكيد اللقاء، حيث نقلت الصحيفة عن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر قوله "ليس لدينا أي علم بمثل هذا الاجتماع، كما أن برنس ليس له أي دور في الإدارة الجديدة".

أطراف اللقاء
شارك في اللقاء ثلاثة ممثلين عن أطراف ثلاثة، هي ترمب وروسيا والإمارات، والثلاثة هم:
– رئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر كيرل ديمترييف.
– مؤسس شركة بلاك ووتر إريك برنس ممثلا للرئيس ترمب، وكان برنس قد أبلغ محققين من الكونغرس أنه حضر الاجتماع بصفة رجل أعمال. وحسب برنس، فإن الاجتماع ناقش تعاون بوتين وترمب لهزيمة ما سميت الفاشية الإسلامية.

واعتبرت صحيفة الواشنطن بوست أن اعترافه بالمشاركة في لقاء سيشل يمثل تحولا كبيرا، ولا سيما أن الرجل رفض في بادئ الأمر عبر المتحدث باسمه تحديد هوية هذا الرجل الذي التقاه، وقال لاحقا إنه لا يتذكر اسمه.

وحذر أحد الأعضاء في لجنة التحقيق من أخذ اعتراف برنس كمؤشر على أنه كان يلتقي روسا بشأن الكرملين أو أي شيء سياسي، مشيرا إلى أن أعمال برنس على مستوى العالم تبرر له الاجتماع بروس وإماراتيين.

لكن الواشنطن بوست تقول إن ديمترييف ليس رجل أعمال روسيا عاديا، ولا سيما أن الحكومة الروسية أكبر المساهمين في صندوق الاستثمار الروسي المباشر الذي يديره ديمترييف، وإن مجلس إدارة الصندوق ومديره يعينهما الرئيس الروسي.

ورغم أن برنس لم يعمل قط عضوا في حملة ترمب أو فريقه الانتقالي فإنه يملك علاقات وطيدة مع العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في دائرة الرئيس، كما أن برنس هو الرجل الثاني المقرب من ترمب الذي يلتقي رئيس بنك استثماري روسي أثناء الفترة بين فوز ترمب وتنصيبه في البيت الأبيض.

– جورج نادر وهو رجل أعمال أميركي لبناني، يقدم نفسه بأنه مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، تحول فجأة إلى محط أنظار وسائل الإعلام الأميركية والمحقق الخاص روبرت مولر الذي أجرى فريقه جلسات استجواب معه بعد أن تجاوز البحث الدور الروسي بالانتخابات الأميركية ليبدأ النظر في دور الإمارات العربية المتحدة المحتمل في شراء النفوذ السياسي بأميركا.

وكان محققون من مكتب التحقيقات الفدرالي أوقفوا نادر مؤخرا في مطار دالاس أثناء عودته من رحلة خارجية، حيث حققوا معه وفتشوه ثم سلموه استدعاء للمثول أمام المحقق مولر وهيئة محلفين معنية في الأصل بالتحقيقات المتصلة باحتمال التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة.

وكشفت أن مولر جمع أدلة على أن جورج نادر ممثل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد رتب وحضر اجتماع سيشل بهدف إقامة قناة اتصال مع الكرملين دون علم حكومة (الرئيس آنذاك) باراك أوباما.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + واشنطن بوست