الملف السوري بالأمم المتحدة.. سنوات من العجز

U.S. Ambassador to the United Nations Nikki Haley (L) speaks to China's ambassador to the U.N. Ma Zhaoxu before the United Nations Security Council vote for ceasefire to Syrian bombing in eastern Ghouta, at the United Nations headquarters in New York, U.S., February 24, 2018. REUTERS/Eduardo Munoz
المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هيلي تتحدث لنظيرها الصيني قبل التصويت على القرار الأممي بمجلس الأمن (رويترز)

منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، انخرطت الأمم المتحدة في الملف السوري، وطرحت عدة مبادرات بهدف التوصل إلى حلٍّ سلمي للأزمة، لكن جهودها كانت تتعثر في كل مرة لعوامل عدة، أبرزها الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار يدين نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي 24 فبراير/شباط 2018 نجحت الهيئة الأممية بعد نقاشات ومداولات في تمرير قرار بالإجماع، يطالب بوقف إطلاق النار ثلاثين يوما في سوريا، لكن روسيا فرضت استثناءات من شأنها -بحسب مراقبين- عرقلة تطبيق القرار.
 
وفي ما يأتي أبرز محطات الجهود الأممية في سوريا:

4 أكتوبر/تشرين الأول 2011: استخدمت روسيا والصين حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، وأحبطتا مشروع قرار غربي يدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية, ويهدده بعقوبات. وتقدمت بالمشروع فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال, وأيدته الولايات المتحدة.

وبالإجمال استخدمت روسيا الفيتو 11 مرة لتعطيل قرارات بهدف حماية حليفها السوري في وجه الضغوط الغربية.

وسيطان يتنحيان
أغسطس/آب 2012: استقال كوفي عنان كموفد خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية بعد خمسة أشهر من الجهود غير المثمرة التي بذلها، واشتكى عنان من غياب دعم الدول الكبرى لمهمته، وقال إن العسكرة المتزايدة على الأرض والغياب الواضح للإجماع في مجلس الأمن "أحدث تغييرا جذريا للظروف المؤاتية من أجل الممارسة الفعّالة" لدوره كوسيط.

واقترح عنان خطة من ستّ نقاط تدعو إلى وقف القتال والانتقال السياسي، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ.

وتسلم وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي المهمة التي تخلى عنها عنان. وفي بداية عام 2014 أشرف الإبراهيمي في جنيف على تنظيم المفاوضات الأولى المباشرة بين الحكومة والمعارضة برعاية الولايات المتحدة وروسيا، لكن هذه المفاوضات لم تحقق شيئا يذكر، واستقال الإبراهيمي كوسيط بعد عامين من الدبلوماسية غير المثمرة.

تسع جولات
في مطلع عام 2016، عقدت ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة في جنيف برعاية مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا دون إحراز تقدم ملموس، نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الأسد.

وفي 14 ديسمبر/كانون الأول، اتهم دي ميستورا دمشق بتقويض المحادثات في جنيف من خلال رفضها الحوار مع المعارضة، وقال في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات "تم تفويت فرصة من ذهب".

وفي 26 يناير/كانون الأول عقدت جولة تاسعة من مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة دون تحقيق أي نجاح في فيينا، التي نقلت المفاوضات إليها لأسباب لوجستية.

حلب
أكتوبر/ تشرين الأول 2016: حذّر دي ميستورا من أن معقل المعارضة في حلب سيسوى بالأرض بحلول عيد الميلاد في حال فشلت الأمم المتحدة في وقف الحرب المدمرة، بينما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون في مؤتمره الصحافي الأخير في 16 ديسمبر/كانون الأول 2016 أن "حلب الآن مرادف للجحيم".

راقبت الأمم المتحدة بعجز حصار الجيش السوري مناطق المعارضة في حلب بدعم من روسيا وإيران، وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول وصل بعض المراقبين للإشراف على إجلاء المدنيين، ووصف دبلوماسي الوضع بالقول إنه "القيام بما تيسر بعد فوات الأوان".

الغوطة الشرقية
9 فبراير/شباط 2018: تقدمت السويد والكويت بمشروع قرار جديد يدعو لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا، ورفع الحصار الذي يفرضه المتحاربون -وخاصة قوات النظام- في مناطق متعددة.

وبدأت مفاوضات شاقة وطويلة وسط غارات جوية كثيفة على الغوطة الشرقية، حيث يعيش أربعمئة ألف نسمة تحت الحصار منذ عام 2013، وكان القصف قد تسبب في مقتل خمسمئة في أسبوع بينهم ما لا يقل عن 127 طفلا.

24 فبراير/شباط 2018: صوّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى.

ولكسب تأييد روسيا لوقف إطلاق النار تم شطب العبارة التي تتحدث عن بدء وقف إطلاق النار بعد 72 ساعة من تبني القرار واستبدالها بعبارة "دون تأخير"، وتم أيضا إسقاط عبارة "بشكل فوري" فيما يتعلق بتسليم المواد الغذائية والإخلاءات.

وفي تنازل آخر لموسكو، يقول القرار إن وقف إطلاق النار لن يشمل العمليات ضد تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة و"مجموعات وكيانات ومتعاونين" مع التنظيمين السابقين، وهذا سيسمح للقوات السورية بمتابعة هجماتها على فصائل المعارضة المسلحة التي تعتبرها "إرهابية"، مما يهدد الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية