كاسيني.. 13 عاما من الدوران حول زحل

مركبة فضائية أطلقتها وكالة ناسا في العام 1997 في مهمة استمرت عشرين عاما لدراسة كوكب زحل، وبعد سبع سنوات على انطلاقتها وصلت إلى الموقع المحدد لها عام 2004 كأول بعثة تدور في مدار زحل وتستكشف محيطه بالتفصيل، وفي منتصف سبتمبر/أيلول 2017 أنهت المركبة مهمتها بالاحتراق في الغلاف الجوي لكوكب زحل.

الانطلاق
بدأت كاسيني مهمتها في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1997، حيث انطلقت إلى كوكب زحل تحمل معها مسبارا أوروبيا يسمى هويجنز صنعته وكالة الفضاء الأوروبية، وتم إنزاله في العام 2005 على قمر تيتان، وهو قمر آخر يتبع زحل.

تفاصيل الرحلة
استغرقت مهمة كاسيني عشرين عاما وكان يفترض أن تستغرق 11 عاما، سبع منها في الرحلة إلى زحل ثم أربعة أعوام في الدوران حوله، على أن تنهي رحلتها في العام 2008، ولكن تم تمديد مهمتها في نهاية المطاف لنحو تسع سنوات بعد زمن المهمة الأصلية المخطط له.

وضم فريق العمل بكاسيني أشخاصا من ثلاث وكالات فضائية و26 بلدا، وأمضى الكثيرون من علماء "ناسا" جزءا كبيرا من حياتهم المهنية في العمل بمهمة المركبة "كاسيني".

وكانت آخر إشارة تصل من مركبة "كاسيني" في الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش بعد 83 دقيقة من إرسالها عندما وصلت إلى الغلاف الجوي للكوكب الغازي العملاق.

اكتشافات ونتائج
استطاعت مركبة كاسيني الفضائية المحملة بمجموعة من الأدوات والكاميرات القوية أخذ قياسات دقيقة وصور مفصلة في ظل ظروف جوية مختلفة، وتوصلت إلى أن للمحيط الموجود تحت سطح قمر زحل قاعا صخريا مكونا من صخور الأملاح والسيليكا التي رصد المسبار وجودها من خلال الأبخرة المتصاعدة.

وخلال أكثر من 13 عاما من الدوران حول زحل اكتشفت مركبة كاسيني قمر إنسيلادوس الذي يدور حول زحل وقشرة سطحه الجليدية.

كما تمكنت من الكشف عن إمكانية الحياة على هذا القمر (إنسيلادوس) الذي يدور حول كوكب زحل، لاحتوائه على معظم الظروف الضرورية للحياة من ماء وكيمياء حيوية والتي تمكن الكائنات الحية من العيش عليه.

وأضافت أنها عثرت على غاز الهيدروجين يتصاعد من محيط تحت سطح قمر "إنسيلادوس"، وهذا يعني أن المياه والكيمياء ومصادر الطاقة اللازمة للحياة توجد على ظهر هذا القمر، وقد يحتوي بالفعل على حياة وفيرة تشبه الحياة على كوكب الأرض.

لكن العلماء قالوا إن اكتشاف مصادر المياه والكيمياء الحيوية والطاقة اللازمة لتطور الحياة على قمر إنسيلادوس ليس دليلا على أن الحياة قد تطورت بالفعل في عالم آخر، أو أننا سنجد هناك كائنات حية مثلما هو الحال في الأرض، ولكن كشف النقاب عن اكتشاف محيط تحت أرض قمر زحل يحتوي على هذه العناصر يجعله مرشحا رائدا لاستضافة الكائنات الحية كالحيوانات الدقيقة.

وشملت اكتشافات كاسيني تغيرات موسمية في زحل ونمطا سداسي الشكل في قطبه الشمالي وتشابه قمره "تيتان" مع الأرض في بداية تشكلها.

واكتشفت كاسيني أيضا محيطا كبيرا على ظهر القمر إنسيليدس عليه طبقة خفيفة من الجليد، وأصبح إنسيلادوس قضية رائدة في عمليات البحث عن أماكن قابلة للحياة خارج كوكب الأرض.

وجمعت المركبة 450 ألف صورة وبيانات حجمها 635 غيغابايتا منذ بداية دورانها حول زحل وأقماره المعروفة وعددها 62 في يوليو/تموز 2004.

ومن المتوقع أن تشتمل الرسائل الأخيرة من كاسيني على بيانات فريدة من الطبقة العليا للغلاف الجوي للكوكب على ارتفاع نحو 1915 كيلومترا فوق سحب زحل.

وفي المجمل، فقد تمكنت كاسيني من الكشف عن فجوات إضافية في حلقات زحل، وأقمار إضافية، وبحيرات ومجموعات متنوعة من الجزيئيات وغيرها من الاكتشافات والنتائج والتفاصيل المهمة حول زحل التي كشفت عنها المركبة.

نهاية المهمة
في 15 سبتمبر/أيلول 2017 تلقت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) آخر إشارة من مركبتها الفضائية كاسيني لتنتهي بذلك مهمة رائدة لكوكب زحل استمرت 13 عاما باندفاع أشبه بالنيزك في المجال الجوي للكوكب بعد أن ظلت ترسل بيانات حتى اللحظة الأخيرة.

وقالت ناسا إن كاسيني -وهي أول مركبة فضاء تدور في فلك زحل- أنهت مهمتها في الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش بعد قليل من فقد الاتصال بالأرض مع انغماسها في المجال الجوي للكوكب بسرعة 113 ألف كيلومتر في الساعة.

واستقبل مسؤولو ناسا بالهتاف والعناق والدموع نهاية ملحمة كاسيني التي انطلقت عام 1997 واستغرقت سبع سنين في رحلتها إلى زحل.

وذكرت ناسا في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "لقد أظهرت لنا كاسيني جمال زحل، وكشفت عن أفضل ما فينا، والآن الأمر متروك لنا لمواصلة عملية الاستكشاف".

وقد تسببت كثافة الغلاف الجوي في اضطراب سير المركبة الفضائية وقطع الاتصال اللاسلكي، وبعد فترة وجيزة تسبب الاحتكاك مع الغلاف الجوي في احتراق المركبة كاسيني وتفتتها مثلما يحدث غالبا في حالة نيزك.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات