بأي ذنب قتل ريجيني؟ توتر لعامين بين القاهرة وروما

A woman holds a placard reading in Arabic 'Why did you kill foreigners ? Did he do something to you ?' during a rally in memory of Italian student Giulio Regeni on February 6, 2016, outside of the Italian embassy in the Egyptian capital Cairo.The 28-year-old student who disappeared in Cairo last week has been found dead and appears to have been tortured, officials said on February 4, prompting furious demands from Rome for the speedy arrest of his killers. / AFP / MOHAMED EL-SHAHED (Photo credit should read MOHAMED EL-SHAHED/AFP/Getty Images)
متضامنة أمام السفارة الإيطالية في القاهرة تحمل لافتة تنتقد قتل الأجانب في مصر (غيتي)

واعترضت الأخيرة على مقتل مواطنها وسط اتهامات من وسائل إعلام إيطالية للأمن المصري بالتورط في قتله، ونفي رسمي من جانب القاهرة لهذه الاتهامات.

و منذ ذلك الحين، دخلت العلاقة بين البلدين في أزمة دبلوماسية كان عنوانها الأبرز التوتر والفتور، قبل أن تعلن إيطاليا في 14 أغسطس/آب 2017 عودة سفيرها إلى القاهرة.

وريجيني هو باحث إيطالي جاء إلى مصر لجمع معلومات تتعلق ببحثه لشهادة الدكتوراه، فاختطف وعُذب حتى الموت، مما أثار غضبا كبيرا على مستوى العالم.

وفي 14 أغسطس/آب 2018، قررت إيطاليا عودة سفيرها إلى مصر بعد أكثر من عام على استدعائه، رغم أن قضية ريجيني لا تزال قيد التحقيقات. وبدت تلك الانفراجة في العلاقات "حذرة" من وجه نظر بعض المراقبين، على خلفية تشديد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو يوم الإعلان عن قرار إعادة السفير إلى مصر، على أن "الحكومة ملتزمة بكشف الحقيقة حول مأساة وفاة ريجيني".

كما انتقدت عائلة ريجيني قرار الحكومة الإيطالية إعادة سفيرها إلى القاهرة، واعتبرته بمثابة "استسلام"، وقالت إن الخطوة "تتسم بطابع الاستسلام الذي تم الإعداد له بعناية".

وأضافت "اليوم، وبعد 18 شهرا من الصمت الطويل والخداع الدموي، لم يتحقق الانفراج الحقيقي في قضية اختطاف جوليو وتعذيبه وقتله".

وترصد المادة التالية أبرز المحطات التي مرت بها العلاقات بين القاهرة وروما، والتي شهدت توترا دبلوماسيا منذ أبريل/نيسان 2016.

أبريل/نيسان 2016: إيطاليا تستدعي موريتسيو ماساري سفيرها لدى مصر لإجراء مشاورات إثر قضية مقتل ريجيني.

مايو/أيار 2016: إيطاليا تعين جيامباولو كانتيني سفيرا جديدا لها لدى مصر، لكنه لم يتوجه إلى القاهرة حتى أغسطس/آب 2017.

مايو/أيار 2016: النيابة العامة في روما تتسلم سجلات هاتفية لـ13 مصريا (لم تُذكر أسماؤهم أو أي معلومات عنهم)، في إطار التعاون المصري الإيطالي في تحقيقات قضية ريجيني.

يونيو/حزيران 2016: مجلس الشيوخ الإيطالي يعلن إلغاء توريد صفقة قطع غيار طائرات أف 16 المقاتلة إلى مصر.

يوليو/تموز 2016: النائب العام المصري نبيل صادق، يسلم الجانب الإيطالي تقريرا مفصلا عن نتائج تحليل المكالمات الهاتفية التي رصدتها شركات الهاتف في منطقتي اختفاء ريجيني والعثور عليه بمصر.

سبتمبر/أيلول 2016: النيابة الإيطالية تكشف نتائج تشريح جثة ريجيني لدى الطب الشرعي في روما، وتقول إنه "لم يتوف نتيجة حادث، بل إثر تعذيب استمر عدة أيام".

نوفمبر/تشرين الثاني 2016: السلطات المصرية تسلم نظيرتها الإيطالية الوثائق الشخصية الخاصة بريجيني، والتي عثرت عليها الشرطة المصرية في مارس/آذار 2016، وتتضمن جواز السفر، وبطاقتين جامعيتين، وبطاقات بنكية خاصة به.

ديسمبر/كانون الأول 2016: النائب العام المصري يلتقي نظيره الإيطالي جيوسيب بيغناتوني، ويقول الأخير إن بلاده "لن تغلق التحقيق في مقتل ريجيني، إلا بعد القبض على الجناة".

يناير/كانون الثاني 2017: النيابة المصرية توافق على طلب إيطالي باسترجاع وتحليل بيانات كاميرات مراقبة محطة مترو الدقي (غرب القاهرة)، التي تردد أن ريجيني ظهر فيها قبل اختفائه مباشرة.

يناير/كانون الثاني 2017: التلفزيون المصري يبث مقطعا مصورا يظهر فيه ريجيني في مشهد ليلي وهو يتكلم بعربية فصحى غير سليمة، فيما يرد محدثه بعامية مصرية، مطالبا إياه بأموال لإجراء عملية جراحية لزوجته.

وريجيني -الذي كان يجري أحد أبحاثه على الباعة الجائلين في مصر- رفض منحه المال، وقال إن النقود التي معه لا تخصه شخصيا ولكنها لمؤسسة بريطانية (لم يسمها) يعمل معها.

يناير/كانون الثاني 2017: النيابة الإيطالية تقول إن محققين إيطاليين يعتقدون أن الشرطة المصرية ضالعة في المقطع المصور الذي يظهر فيه ريجيني.

فبراير/شباط 2017: وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، يقول إن بلاده تقيم جميع التطورات القانونية المتعلقة بقضية ريجيني، وبصورة خاصة التعاون القضائي المصري.

مارس/آذار 2017: النيابة الإيطالية تطالب السلطات المصرية بالحصول على محاضر استجواب بعض من ضباط جهاز الأمن الوطني المصري وإدارة المباحث في القاهرة بشأن قضية ريجيني.

مارس/آذار 2017: السلطات المصرية تطالب نظيرتها الإيطالية بالتحقيق في واقعة وفاة مواطن مصري في أحد سجون جزيرة صقلية.

– وفي الشهر نفسه من عام السابق عليه، استدعت مصر واقعة اختفاء أحد مواطنيها في إيطاليا، بعد خمسة أشهر من وقوعها، وطالبت السلطات الإيطالية بالكشف عن غموض الحادث.

مايو/أيار 2017: النائب العام المساعد الإيطالي سيرغيو كولا يوك، يصل إلى القاهرة لبحث قضية مقتل ريجيني.

مايو/أيار 2017: النيابة المصرية تسلم نظيرتها الإيطالية جزءا من مستندات التحقيق في قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.

يوليو/تموز 2017: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي وفدا برلمانيا من إيطاليا برئاسة رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الإيطالي نيكولا لاتوري، ويؤكد التزام بلاده الكامل بالوصول إلى قتلة ريجيني واستمرار التعاون بين المحققين المصريين والإيطاليين في القضية.

أغسطس/آب 2017: النائب العام المصري يجري اتصالا مع نظيره الإيطالي لإطلاعه على آخر مستجدات التحقيقات التي يتولاها فريق التحقيق من النيابة العامة المصرية.

– وكالة الأنباء الرسمية الإيطالية تعلن تسلم روما أوراقا تخص القضية كانت القاهرة ترفض في البداية تسليمها، ونقلت عن مصادر قضائية إيطالية القول إن "الأوراق تخص تحقيقات مع مسؤولين أمنيين مصريين أجروا تحريات عن ريجيني قبل مقتله".

– النائب العام المصري يقول إن دفعة جديدة من أوراق القضية وصلت إلى الجانب الإيطالي، وأشاد بـ"التعاون المبذول من الطرفين".

– مصر تقول إن أحد مواطنيها -ويدعى عبده عقل- اختفى في إيطاليا، وتطالب روما ببذل كافة الجهود واتخاذ الإجراءات اللازمة للتوصل إلى حقيقة اختفائه.

– وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو يقول إنه سيعيد سفير بلاده إلى القاهرة، ويؤكد أن حكومة بلاده لا تزال ملتزمة باستجلاء كل الملابسات وراء مقتل ريجيني.

– عقب ساعات من الإعلان عن عودة السفير الإيطالي إلى القاهرة، أسرة ريجيني تعرب عن استيائها من قرار الحكومة الإيطالية، مطالبة سلطات بلادها بمراجعة قرارها.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول