كيف نفذت عملية حلميش؟

Medics evacuate an Israeli woman who was injured during a knife attack in the Jewish settlement of Neve Tsuf at the West Bank, at a hospital in Jerusalem July 21, 2017. REUTERS/Emil Salman ISRAEL OUT TPX IMAGES OF THE DAY
الشاب الفلسطيني عمر العبد قتل ثلاثة مستوطنين طعنا (رويترز)

عملية طعن نفذها الشاب الفلسطيني عمر العبد البالغ من العمر 19 عاما في 21 يوليو/تموز 2017 وأدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع، أراد منفذها الانتقام للمسجد الأقصى بعد "تدنيسه من الاحتلال الإسرائيلي" كما جاء في وصيته التي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

التنفيذ
بعدما اغتسل وقرأ القرآن وارتدى ملابس جديدة خرج عمر العبد مساء يوم 21 يوليو/تموز2017 من منزل عائلته وأبلغ والدته بتوجهه لحضور عرس أحد الأقارب قبل الصلاة في المسجد.

وقبل ذلك اليوم زار الشاب الفلسطيني معظم أقاربه، وبعث سلامه برسائل عبر الهاتف لمن لم يتمكن من زيارتهم، وتقول شقيقته هبة إنه مر لزيارتها مساء وسألها إن كان مظهره أنيقا لأنه ذاهب لجلسة تصوير بعد قليل، ثم أوصاها بزوجها وأطفالها قبل خروجه.

غير أن عمر لم يذهب إلى الوجهة التي أخبر بها والدته إنما تسلل إلى مستعمرة حلميش المقامة على أراضي قرية النبي صالح الواقعة غرب رام الله بوسط الضفة الغربية المحتلة، وهناك قام بطعن ثلاثة مستوطنين وأصاب رابعا.

وبحسب الإسرائيليين، فإن عمر حمل حقيبة كتف فيها مصحف وعبوة مياه وسكين، ومشى مسافة 2.5 كيلومتر من بلدته إلى مستعمرة حلميش، وقبل دقائق من تجاوز السلك الشائك نشر وصيته على موقع فيسبوك، ثم اختار منزل المستوطنين المستهدف وقام بطعنهم، و"كانت طعناته قاتلة لا يمكن عمل شيء معها سوى إعلان الوفاة". 

العملية التي يقول الإسرائيليون إنها استغرقت 14 دقيقة أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع، في حين أصيب الشاب عمر برصاص قوات الاحتلال قبل اعتقاله ونقله إلى مستشفى "بيلنسون" في بيتاح تكفا، حيث خضع للتحقيق من قبل سلطات الاحتلال.

وعلى الرغم من إصابته تم نقله من المستشفى للتحقيق لدى المخابرات الإسرائيلية، في حين ارتفعت الأصوات المطالبة بإعدامه كما جاء على لسان الوزير في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس.

الوصية
وبحسب عائلته، لم يكن عمر ناشطا سياسيا، وكان يعمل نهارا في كسارة لقلع الحجارة، وفي المساء ينشغل بدراسته، وانضم في الأسبوعين الأخيرين لنادٍ رياضي.

لكن اللافت في قصة هذا الشاب تعرضه للاعتقال خمس مرات لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال العام الأخير حسب عائلته، منها مرتان جرى فيهما "اختطافه" أثناء توجهه إلى الجامعة في رام الله، وآخرها قبل شهرين حيث اعتقل لمدة 11 يوما وأفرج عنه بكفالة مالية.

ويقول والده إن الأمن الوقائي الفلسطيني اتهمه بالتخطيط لعملية فدائية بسبب منشوراته التي تتوعد الاحتلال على موقع فيسبوك، لكنه أنكر ذلك خلال التحقيق معه.

وبحسب العائلة، فقد تعرض للتعذيب خلال فترات اعتقاله الأولى، وعبر والده عن استغرابه مما حدث، لكنه قال إن عمر تابع أحداث قمع المصلين في القدس بتأثر واضح.

نشر عمر قبل تنفيذ عملية حلميش في حسابه على فيسبوك وصية كشفت أنه توقع أن يستشهد، وقال فيها إنه شاب لديه أحلامه وطموحه التي قال إن الاحتلال يقضي عليها، لكنه حسم أمره وانطلق في عمليته نصرة للمسجد الأقصى واحتجاجا على ما يتعرض له على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وأوصى منفذ العملية بلف جثمانه برايات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجبينه بقصبة كتائب عز الدين القسام، وصدره بعصبة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وقامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق صفحة الشاب على فيسبوك، وكذلك فعلت شركة فيسبوك.

الانتقام
لم تكتف سلطات الاحتلال بمعاقبة عمر فقط، بل قامت بعد ساعات من تنفيذه العملية باقتحام منزل العائلة في قرية كوبر شمال رام الله، وقالت الأم إن جنود الاحتلال قيدوا أبناءها وزوجها وضربوهم واعتقلوا نجلها منير (20 عاما) وهو طالب جامعي، وخربوا محتويات منزلها كاملة. وقال أحد الجنود لها "ابنك حول حلميش إلى بحر من الدماء".

وأخذت قوات الاحتلال قياسات منزل العائلة وأحدثت ثقوبا في جدرانه، وتوعدت بهدمه قريبا على خلفية العملية التي نفذها نجلها، وبعد الاقتحام ساهم العشرات من أهالي القرية في مساعدة العائلة على تفريغ منزلها بعد تهديدها من جيش الاحتلال بهدمه.

المصدر : الجزيرة