الاتفاق القطري الأميركي لمكافحة تمويل الإرهاب

Qatar's foreign minister Sheikh Mohammed bin Abdulrahman al-Thani (R) and U.S. Secretary of State Rex Tillerson exchange a memorandum of understanding in Doha, Qatar, July 11, 2017. REUTERS/Naseem Zeitoon
"مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب" وقعت بالدوحة في 11 يوليو/تموز 2017 (رويترز)

اتفاقية وقعتها قطر والولايات المتحدة في 11 يوليو/تموز 2017 في الدوحة، وهي عبارة عن "مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب"، تشمل التعاون بين الجانبين في المجالات الأساسية لمكافحة الإرهاب كالأمن والاستخبارات والمالية.

السياق
جاء توقيع المذكرة بحسب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، "في إطار التعاون الثنائي المستمر (…) ونتيجة للعمل المشترك لتطوير آليات مكافحة تمويل الإرهاب بين البلدين وتبادل الخبرات وتطوير هذه الآلية".

وأضاف المسؤول القطري خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في الدوحة، "لطالما اتهمت دولة قطر من قبل دول الحصار بمسألة تمويل الإرهاب، واليوم دولة قطر أول من يوقع على برنامج تنفيذي مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب، وندعو باقي دول الحصار للانضمام لنا في المستقبل".
 
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، أفادت -في تصريحات للصحفيين- بأن مذكرة التفاهم كانت منفصلة عن المفاوضات المتعلقة بالأزمة الخليجية، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين على قطر؛ لكنها لم تستبعد احتمال أن تطلب الولايات المتحدة من الدول التي تفرض حصارا على دولة قطر أن توقع على اتفاقية مشابهة.
 

أهم البنود
وتحدد الاتفاقية "الجهود المستقبلية التي يمكن لقطر أن تقوم بها لتعزيز حربها على الإرهاب ومعالجة مسائل تمويل الإرهاب بطريقة عملية"، بحسب بيان صادر عن فريق الوزير الأميركي.

و"مذكرة التفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب" -وهي الأولى من نوعها بين دولة في مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية– تستند بحسب وزير الخارجية القطري "إلى التاريخ الطويل والتعاون الوثيق والشراكة القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة قطر".

وبحسب المسؤول القطري، تشمل الاتفاقية -التي خضعت للنقاش بين الجانبين على مدى أربعة أسابيع- مشاركة جميع الجهات المعنية بين الحكومتين لضمان التعاون في المجالات الأساسية لمكافحة الإرهاب، كالأمن والاستخبارات والمالية.

وتدعم الاتفاقية الثنائية المنفصلة بين الولايات المتحدة وقطر، التعاون المستمر بين قطر وأميركا وتبادل الخبرات والمعلومات.

أول دولة
وأوضح الوزير الأميركي أن الاتفاقية تحدد الخطوات التي ستتخذها كل دولة من أجل منع تمويل الإرهاب على مستوى العالم، وتضع مواعيد زمنية محددة من أجل تحقيق ذلك.

ولفت ريكس تيلرسون إلى أن دولة قطر اتخذت عدة خطوات في هذا الشأن وهي تنفذها بالفعل، وأن المذكرة "تعكس العمل الجاد والمناقشات المكثفة التي تمت بين الطرفين"، وهي  تنص على أن تكثف الدولتان الفعاليات والأنشطة لمكافحة الإرهاب عالميا، وأن البلدين يتحملان المسؤولية والالتزامات بتبادل المعلومات للمساهمة في وقف تمويل الإرهاب.

وأضاف أن الاتفاق الموقع جاء بعد أسابيع من المناقشات المكثفة على مستوى الخبراء، وهو يرسي معالم سلسلة من الخطوات التي سيتخذها البلدان طيلة الأشهر والسنوات المقبلة لوقف تدفق تمويل الإرهاب وتكثيف عمليات مكافحة الإرهاب عبر العالم.

وأشاد المسؤول الأميركي بمواقف دولة قطر في مجال مكافحة الإرهاب، وقال إنها أول دولة تجاوبت مع مخرجات قمة الرياض التي عقدت في مايو/أيار 2017 وبحثت مكافحة الإرهاب ووقف تمويله.

يشار إلى أن التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب يشمل عدة مجالات، ومن مظاهره: قاعدة العديد في قطر التي يجري انطلاقا منها تنظيم وتنسيق العمليات الجوية للتحالف الدولي في العراق وسوريا، وتتمركز فيها أكثر من مئة طائرة.

وفي عام 2016 استخدمت القاعدة نقطة انطلاق لضربات القصف الجوي التي نفذتها طائرات "بي52" (B-52) ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات