كيف احترق برج غرينفيل بلندن؟

حصيلة الضحايا
وأسفر الحريق الذي أتى على برج غرينفل عن 79 قتيلا على الأقل، بحسب مصادر الشرطة البريطانية، ورجح المسؤول في شرطة لندن ستيوارت كوندي ارتفاع عدد ضحايا الحريق الذي خلف أيضا عشرات المفقودين.  

وكشفت السلطات البريطانية عن أول هوية لأحد ضحايا الحريق الذي شب في برج غرينفي، وهو لاجئ سوري يدعى محمد الحاج علي (23 عاما)، ذهب إلى بريطانيا عام 2014 وكان يدرس الهندسة المدنية.

وقالت جمعية حملة التضامن مع سوريا "لقد فرّ محمد  من أمام الموت والحرب في سوريا، ليلقى حتفه في بريطانيا، داخل بيته".

وكان محمد يقيم مع شقيقه عمر في الدور الرابع عشر، وحاولا الهروب سويا لكنهما افترقا على السلم، وقد أنقذ رجال المطافئ عمر بينما لقى محمد حتفه.

وقالت الجمعية إن محمد كان يتحدث هاتفيا مع أصدقاء له في سوريا أثناء انتظاره الإنقاذ، وقد حاول الوصول إلى عائلته التي لم يرها لمدة سنوات عبر الهاتف ولكنه لم يتمكن من ذلك، وحين وصلت النار إليه ودع صديقه على الهاتف وطلب منه أن يبلغ الرسالة إلى عائلته.

ورجحت السلطات المغربية من جهتها أن سبعة مغاربة كانوا من بين ضحايا حريق لندن.

سخط واحتجاجات
تسبب الحريق في موجة احتجاجات وانتقادات ضد السلطات البريطانية التي اتهمت بالإهمال والتقصير في التعاطي معه، وتظاهر عشرات من سكان البناية المنكوبة وأهالي الضحايا المتضررين منددين بإهمال السلطات أوضاع الفقراء وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم.

وواجهت الشرطة انتقادات لأنها تأخرت في الكشف عن هويات المفقودين الذين تصل أعدادهم إلى العشرات، كما تعرضت الشرطة لانتقادات لأنها لم تسمح لعدد كبير من الشبان -الذين كان أغلبهم من المسلمين- بدخول البرج الذي كان يحترق لمساعدة سكانه.

بدورها تلقت حكومة تيريزا ماي انتقادات رغم أنها أقرت اعتماد صندوق دعم لعائلات الضحايا بقيمة خمسة ملايين جنيه إسترليني، وبالتعهد بإجراء تحقيق شامل وإعادة الثقة بين الحكومة والمتضررين.

وقال السكان إن البرج لم يكن آمنا، واتهموا السلطات بالإخفاق في تقديم معلومات كافية ودعم لمن فقدوا أقاربهم ومنازلهم في الحريق.

وكان سكان البرج قد حذروا قبل عام من الحادث من خطر اندلاع حريق بسبب تراكم النفايات أثناء أعمال ترميم. وكتبت جمعية "غرينفيل آكشون غروب" على مدونة تقول إن "المسألة مثيرة للقلق، إذ ليس هناك سوى مدخل ومخرج واحد لبرج غرينفيل خلال أعمال الترميم".

وشهد برج غرينفيل تحديثا لواجهته بكلفة 8.7 ملايين جنيه إسترليني (11.1 مليون دولار).

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية