مليونية "الديمقراطية والشهداء" بتركيا

"الديمقراطية والشهداء" تجمع خطابي كبير نظم في السابع من أغسطس/آب 2016 بإسطنبول حضره نحو خمسة ملايين شخص، أشادت فيه المعارضة والحكومة إلى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان بالشعب التركي الذي أفشل مخططات الانقلابيين.
 
مليونية تاريخية
لأول مرة اجتمعت المعارضة والحكومة على منصة واحدة لإلقاء خطابات حماسية في تجمع خطابي في السابع من أغسطس/آب 2016 بميدان "يني كابي" في إسطنبول ضم حشودا هائلة من الأتراك أطلق عليه "الديمقراطية والشهداء"، وكان يفترض أن يكون هذا التجمع مسك ختام المظاهرات الشعبية التي خرجت إلى الشوارع لحماية الديمقراطية -منذ المحاولة الانقلابيةالفاشلة في الـ15 من يوليو/تموز 2016- قبل أن يتم تمديدها لثلاثة أيام.
 
ووفقا لوكالة الأناضول، أجرت الشرطة التركية تحليلا ميدانيا عبر احتساب عدد الأشخاص في المتر المربع الواحد بميدان "يني كابي" في إسطنبول الذي شهد الفعالية، إضافة إلى المتظاهرين في الشوارع المؤدية للميدان، حيث قدرت إجمالي العدد بنحو خمسة ملايين شخص، كما تحدثت وسائل إعلام عن توزيع نحو 2.5 مليون علم على المتظاهرين.
 
المظاهرة شارك فيها أيضا الآلاف من المتظاهرين الذين جاؤوا من مدن بعيدة، بينهم سياح ومقيمون عرب حرصوا على المشاركة في الفعالية للإعراب عن تضامنهم مع حكومة البلاد.
 
وشهدت مدن تركية أخرى فعاليات مشابهة دعما لمظاهرة إسطنبول، حيث تجمع المئات في ميدان كزلاي وسط العاصمة أنقرة، كما تجمع المئات في مدن غازي عنتاب وريزة ويوزغات ووان ومرسين وجناق قلعة وموغلا وغيرها.

وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم افتتح رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز الفعالية بالدعاء إلى الله من أجل تعزيز وحدة الشعب التركي في مواجهة المؤامرات، ولكيلا تشهد تركيا أحداثا دموية أخرى، مترحما على أرواح "الشهداء"، داعيا بأشد العقاب على من قام بمحاولة الانقلاب.

وخلال كلمته، اتهم غورماز جماعة الكيان الموازي باستغلال الدين الإسلامي "لتحقيق مآربها داخل الدولة التركية".

أما رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار فأكد في كلمته أن الجيش تحت إمرة رئيس الجمهورية والشعب، وأنه لن يتساهل مع جماعة فتح الله غولن الإرهابية "التي اخترقت الجيش بشكل لا شبيه له". وعلى وقع التصفيق توعد أكار الضالعين في الانقلاب بعقوبات قاسية، واتهمهم بخيانة الشعب بشكل رذيل، ومحاولة تدنيس الجيش التركي "الذي هو جيش النبوة المحمدي".

المعارضة تشيد
رئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت بهجلي خاطب الحشود المجتمعة بقوله إن محاولات زرع الفتنة بين فئات الشعب التركي لن تنجح، متهما جماعة غولن بقتل الشعب بالطائرات والقنابل أثناء المحاولة الانقلابية، مضيفا "لن نرضخ لزمرة إرهابيين يريدون جعلنا رهائن لدى قوى الإمبريالية العالمية".

أما رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو فقال في كلمته إن المحاولة الانقلابية كانت الأكثر دموية في تاريخ تركيا، وطالب بإبعاد السياسة عن الجيش والجامعات والمساجد، وبالتمسك بالعلمانية والديمقراطية والنظام البرلماني

وقال رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان للحشود "أنتم أحفاد دولة عظيمة وأحفاد صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح"، معتبرا أن الشعب التركي أعطى الانقلابيين درسا قويا في الصمود والتحدي، وفق قوله.

وأضاف قهرمان "أعلن من مكاني هذا أن الانقلابات العسكرية انتهت في تركيا"، وأن الشعب تصدى للانقلاب الفاشل جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية "الوطنية".

"تركيا قوية"
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -الذي انتظرت الحشود كلمته- أثنى على تصدي الشعب التركي للمحاولة الانقلابية التي خلفت مقتل 171 مدنيا من بين 240 شخصا، وتوعد بمواصلة اجتثاث جماعة فتح الله غولن، معتبرا أنه يحق للشعب التركي أن يفتخر بما أنجزه أثناء إحباط انقلاب الـ15 من يوليو/تموز 2016، لافتا إلى أن الشعب قد أثبت بذلك قوة تركيا وقدرتها على "دحر كل المؤامرات الداخلية والخارجية".

وتطرق أردوغان إلى احتمال إعادة العمل بعقوبة الإعدام "إذا أراد الشعب ذلك"، مضيفا أن "أغلبية البلدان تطبق عقوبة الإعدام"، واعتبر أنه في حال نجاح الانقلاب فإن منفذيه كانوا سيقدمون تركيا "على طبق من ذهب" لأعدائها، وشكر رؤساء أحزاب المعارضة الذين استجابوا لدعوته وشاركوا في المظاهرة، كما شكر الشرطة التركية والقوات المسلحة في التصدي للانقلاب، وطالب الصحافة بدعم جهود الحكومة في مواجهة "المنظمات الإرهابية والانقلابيين".

رئيس الوزراء بن علي يلدرم قال في كلمته "نعيش الآن يوما كيوم فتح إسطنبول على يد السلطان محمد الفاتح"، مضيفا "تحية إلى إسطنبول التي حاربت الانقلاب والإرهابيين". ورأى يلدرم أن الشعب التركي اتحد بعد محاولة الانقلاب، وأن العالم الإسلامي كله اتحد معه، مؤكدا أن الرسالة التي تقدمها المظاهرة هي أن "تركيا واحدة".

المصدر : الجزيرة + وكالات