حملة الاستفتاء البريطاني.. المحطات البارزة

مر الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والذي ينظم يوم 23 يونيو/حزيران 2016 بمحطات عدة، وشهد مواقف متباينة وشدا وجذبا بين المؤيدين والمعارضين، وشابها حادث اغتيال، وامتد القلق إلى بقية الدول الأوروبية وحتى الولايات المتحدة نفسها.
وفيما يلي أبرز محطات الاستفتاء البريطاني:

تحديد الموعد
في 20 فبراير/شباط 2016 أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن الاستفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي سينظم يوم 23 يونيو/حزيران من العام نفسه، وذلك بعد أن انتزع من نظرائه الأوروبيين اتفاقا يعزز الوضع الخاص لبلاده.

دافع كاميرون عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وحصل على دعم وزيرة داخليته تيريزا ماي المشككة في الاتحاد.

في المقابل، انضم خمسة وزراء بريطانيين إلى المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي بينهم وزير العدل مايكل غوف ووزير العمل أيان دانكن سميث ورئيس بلدية لندن آنذاك بوريس جونسون، الذي أعلن أنه سينظم حملة تؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ"فرصة فريدة من نوعها في الحياة" للتوصل إلى "تغيير حقيقي". 

كوربن يؤيد
بعد التزامه فترة طويلة، خرج زعيم المعارضة في بريطانيا جيريمي كوربن عن صمته، ودعا مواطنيه إلى التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي الذي اعتبره "غير كامل لكن يؤمن الحماية".

أوباما على الخط
وفي 22 أبريل/نيسان 2016 دخل الرئيس الأميركي باراك أوباما المعركة، معلنا خلال زيارة للندن دامت أربعة أيام تأييده بقاء بريطانيا في الاتحاد، وحذر أوباما المملكة المتحدة من أنها "ستتراجع إلى آخر المراتب" في علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة إذا ما اختارت الخروج من الاتحاد.

توتر وتحذيرات 
قبل شهر من الاستفتاء، تصاعد التوتر في نهاية مايو/أيار بين المعسكرين المؤيد والرافض للانضمام للاتحاد. وقارن جونسون، الذي بات زعيم المعسكر المؤيد لخروج بريطانيا، مشاريع الاتحاد الأوروبي بمشاريع الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر.

من جهته، لوّح كاميرون بخطر نشوب حرب عالمية ثالثة، مؤكدا أن خروج بريطانيا من الاتحاد قد يخدم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وأطلق رئيس الوزراء دعوة مشتركة مع رئيس بلدية لندن العمالي الجديد صادق خان دفاعا عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، رغم تصريحات قاسية تبادلاها خلال حملة الانتخابات البلدية.

 

استطلاعات
قبل أسبوعين من الاستفتاء تصدر معسكر خروج بريطانيا استطلاعات الرأي العام، وأظهرت نتائج استطلاعات رأي متتالية فوز معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد، كما عبرت صحيفة "صن" البريطانية الأكثر مبيعا في المملكة المتحدة عن تأييدها للخروج من الاتحاد.

التلويح بالتقشف
وحذر كاميرون البلاد من أنه سيتخذ إجراءات تقشفية، مما أثار حفيظة المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي والذي اتهم كاميرون بالتخطيط لاعتماد موازنة "عقابية"، وبعد أن وجدت نفسها تحت الضغط، اتجهت الأسواق المالية إلى الملاذات الآمنة، في وقت أكدت المؤسسات المالية العالمية استعدادها "لمواجهة أي احتمال".

وحذرت ألمانيا وفرنسا من خطر "تفكك الاتحاد الأوروبي"، في حين تحدثت إسبانيا عن "كارثة". وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "من الصعب أن نكون متفائلين" بالنظر إلى استطلاعات الرأي.

اغتيال جو كوكس
قبل ثمانية أيام من الاستفتاء، تم تعليق الحملة موقتا بعد اغتيال النائبة العمالية المؤيدة للاتحاد الأوروبي جو كوكس يوم 16 يونيو/حزيران 2016 في وسط الشارع بيد رجل قالت وسائل الإعلام إنه يدعى توماس مير (52 عاما) الذي هتف قائلا "المملكة المتحدة أولا".

وعثرت الشرطة على رموز نازية داخل منزله وكذلك على مؤلفات تحوي فكر اليمين المتطرف، وذكرت مجموعة أميركية مدافعة عن الحقوق المدنية أن مير من "الأنصار الأوفياء" للتحالف الوطني الذي كان أكبر منظمة للنازيين الجدد في الولايات المتحدة لعشرات السنين.

يشار إلى أن الحكومة البريطانية قدمت رسميا يوم 27 مايو/أيار 2015 إلى البرلمان مشروع القانون الذي يفصل آليات الاستفتاء على بقاء البلاد عضوا في الاتحاد.

وبعد إقراره في البرلمان يوم 10 يونيو/حزيران الموالي بأغلبية ساحقة (544 نائبا وبمعارضة 53 نائبا) حدد يوم 23 يونيو/حزيران 2016 موعدا لتنظيمه. وهي المرة الأولى منذ 41 عاما التي يتاح فيها للشعب البريطاني أن يقول كلمته في هذا الشأن، إذ نُظم الاستفتاء الأول على انتماء بريطانيا إلى الكتلة الأوروبية عام 1975.

وسيُطلب من البريطانيين الإجابة في الاستفتاء عن سؤال يقول "هل يجب على المملكة المتحدة أن تبقى عضوا في الاتحاد الأوروبي؟".

المصدر : الجزيرة + وكالات