القمم الأميركية الروسية.. لقاء القطبين العالميين

epa04129211 (FILE) A file picture dated 18 June 2012 shows US President Barack Obama (R) talking with Russian President Vladimir Putin (L) during their meeting at Esperansa hotel prior G20 summit in Los Cabos, Mexico. More than 95 per cent of Crimeans voted for the Ukrainian region's accession to Russia in a controversial referendum on 16 March, according to preliminary results. The White House on 16 March 2014 said that President Obama told his Russian counterpart that the US would not recognize the Crimean vote as it violated the Ukrainian constitution. Furthermore, the US were 'prepared to impose additional costs on Russia for its actions.' EPA/ALEXEI NIKOLSKY/RIA NOVOSTI/KREMLIN POOL
الرئيس الأميركي باراك أوباما (يمين) رفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الأوروبية)

لقاءات رسمية بين رئيسيْ الولايات المتحدة وروسيا تحظى باهتمام عالمي بدءا من فترة الحرب الباردة خلال عصر الاتحاد السوفياتي سابقا وإلى عهد روسيا الاتحادية حاليا، نظرا لوزن البلدين السياسي والعسكري دوليا، وأبعاد وتأثيرات القضايا المثارة بينهما على الاستقرار العالمي.

لمحة تاريخية
تم أول تبادل للسفراء بين واشنطن وموسكو عام 1809، وتركزت علاقاتهما آنذاك على معالجة القضايا المتعلقة بمنطقة آلاسكا وأراض روسية تم بيعها لاحقا للولايات المتحدة عام 1867.

بعد الحرب العالمية الأولى كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لم تعترف في بداية ثلاثينيات القرن العشرين بقيام الاتحاد السوفياتي، واشترطت لذلك تسديد موسكو ديونا أميركية وتعويض رجال أعمال أميركيين عما اعتبرتها أضرارا لحقتهم جراء مصادرة ممتلكاتهم بعد الثورة البلشفية 1917، لكن البلدين أقاما علاقات دبلوماسية بعد ذلك عام 1933.

وبدأت المجابهة بين البلدين في منتصف أربعينيات القرن العشرين بُعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واتسمت بنشوب الحرب الباردة والسباق نحو التسلح الذي كان يهدد باندلاع حرب عالمية ثالثة، وانتهت هذه المرحلة من العلاقات بين الدولتين بتفكك الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن العشرين وظهور روسيا الاتحادية.

قمم ثنائية
بدأت القمم بين واشنطن وموسكو خلال اجتماعات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ثم انتقلت إلى لقاءات قادة البلدين خلال الحرب الباردة، وأهمها كان قيام الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف في سبتمبر/أيلول 1957 بأول زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة في تاريخ علاقات البلدين، تلاها لقاء خروتشوف مع الرئيس الأميركي جون كينيدي في يونيو/حزيران 1961.

زار الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون الاتحاد السوفياتي في مايو/أيار 1972 ووقع مع الرئيس السوفياتي حينها ليونيد بريجنيف معاهدة الحد من نشر منظومة الدرع الصاروخية، والاتفاقية المؤقتة الخاصة ببعض الإجراءات في مجال الحد من الأسلحة الإستراتيجية الهجومية، وكذا أسس لعلاقات اقتصادية بين البلدين.

وفي 9 يوليو/تموز 1973 زار بريجنيف واشنطن ووقع فيها اتفاقيات جديدة مع الولايات المتحدة، وفي عام 1975 قام البلدان بتحقيق البرنامج الفضائي المشترك "سيوز، أبولو"، ووقعا في واشنطن في مايو/أيار 1976 "اتفاقية التجارب النووية تحت الأرضية المنجزة لأغراض سلمية".

وبعد الانفتاح في السياسة الخارجية الذي أعلنه الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف وانتهاجه سياسة "البيروسترويكا"؛ التقى بـجنيف في نوفمبر/تشرين الثاني 1985 الرئيس الأميركي رونالد ريغان لمناقشة القضايا الرئيسية في علاقات البلدين.

والتقى غورباتشوف -بعد انتخابه أول رئيس للاتحاد السوفياتي في مارس/آذار 1990- الرئيس الأميركي جورج بوش الأب في زيارته لواشنطن يونيو/حزيران 1990، وتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات، من بينها اتفاقية تدمير السلاح الكيميائي وعدم تصنيعه، واتفاقية العلاقات التجارية، واتفاقية التعاون العلمي والتقني في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي التقى بوريس يلتسين -وهو أول رئيس لروسيا الاتحادية- مع الرئيس الأميركي جورج بوش الأب في فبراير/شباط 1992 بكامب ديفد في الولايات المتحدة، حيث أعلن رسميا انتهاء الحرب الباردة.

وفي يونيو/حزيران 2000 عقد بموسكو أول لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي بيل كلينتون وقعا خلاله بيانا مشتركا حول مبادئ الاستقرار الإستراتيجي، ومذكرة لإنشاء مركز مشترك خاص بتبادل المعلومات الواردة من منظومات الإنذار المبكر والإبلاغ بإطلاق الصواريخ.

وفي أبريل/نيسان 2008 عقد الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف في مدينة سوتشي الروسية لقاء مع نظيره الأميركي جورج بوش الابن، كما التقى الرئيسان في يوليو/تموز من نفس العام في إطار قمة الثماني الكبار بجزيرة هوكايدو باليابان، وفي أبريل/نيسان 2009 التقى نظيره الأميركي باراك أوباما.

وفي يونيو/حزيران 2013 عقد لقاء قمة بين الرئيسين أوباما وبوتين خلال قمة مجموعة الثماني بإيرلندا الشمالية تناول الأزمة السورية، وتلته قمة بينهما في نيويورك يوم 29 سبتمبر/أيلول 2015 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة للقاء عقداه في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 على هامش قمة مجموعة العشرين في أنطاليا بتركيا تناول "محاربة الإرهاب" والأزمة السورية. 

وتركزت المباحثات خلال لقاءات القمة تلك على قضايا الاستقرار الإستراتيجي والأمن الدولي، ومناقشة القضايا السياسية والعسكرية، سواء بشكل ثنائي أو خلال اللقاءات الخاصة بمناقشة نزع السلاح التقليدي، والهيئات المختصة التي تشكلت في إطار المعاهدات الثنائية والدولية.

في 5 سبتمبر/أيلول 2016، عقد الرئيسان الروسي والأميركي اجتماعا استغرق تسعين دقيقة ضمن أعمال قمة مجموعة العشرين في خوانجو بالصين. وقد أكد أوباما أن هناك أزمة ثقة كبيرة بين بلاده وروسيا في ما يتعلق بإدارة الأزمة السورية.

علاقات اقتصادية
يولي البلدان اهتماما خاصا لعلاقاتهما الاقتصادية التي ترتكز على اتفاقية العلاقات التجارية الموقعة بين الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة عام 1990 وبدأ تنفيذها مع روسيا عام 1992، وفي عام 1993 بدأ سريان المعاهدة الموقعة في 17 يونيو/حزيران 1992 بينهما بشأن تجنب الازدواج الضريبي والتهرب الضريبي في ما يخص ضريبة الدخل ورأس المال.

ووقع البلدان في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 بروتوكول مباحثات ثنائية حول شروط انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، إضافة إلى توقيعهما ست اتفاقيات حول التكنولوجيا الحيوية الزراعية، وتجارة لحوم البقر، وتفتيش المؤسسات، وتجارة لحوم الخنزير، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتدابير منح رخص استيراد السلع الحاوية لوسائل التشفير.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية