أهم الإجراءات الأمنية ببلجيكا منذ هجمات باريس

Passengers and airport staff are evacuated from the terminal building after explosions at Brussels Airport in Zaventem near Brussels, Belgium, 22 March 2016. A double explosion in the departure hall of Zaventem Airport in Brussels has left at least 13 dead and 35 wounded, sources at the General Attorney's Office of Belgium said. Hours later, blasts also rocked Shuman and Maelbeek metro stations near European Union buildings, the number of victims which remains unknown, prompting a shutdown of the metro system as authorities raised the city terror alert to the maximum level.
تفجيرات 22 مارس 2016 التي استهدفت مطار بروكسل ومحطات للمترو نشرت ذعرا كبيرا في البلاد (الأوروبية)
 

شهدت بلجيكا منذ هجمات باريس -التي وقعت يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وأدت إلى مقتل 130 شخصا وإصابة العشرات- حوادث أمنية متعددة راح ضحيتها قتلى وجرحى ومعتقلون، رغم اتخاذ حكومة البلاد إجراءات احترازية صارمة لتجنب وقوعها.

وقد تراوحت التدابير التي اتخذتها بروكسل بين عمليات دهم واعتقال للمشتبه فيهم وإعلان حالات تهب أمني أوقعت البلاد -وخاصة العاصمة بروكسل- أحيانا في وضعية شلل للحياة العامة.

و في ما يلي استعراض زمني لأبرز التدابير الأمنية المتخذة في بلجيكا منذ هجمات باريس:

– 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: السلطات البلجيكية تنفذ "العديد من عمليات البحث والاعتقال"، وتوقف عددا من الأشخاص على خلفية هجمات باريس، وتفرض قيودا أمنية على عبور الحدود مع فرنسا .

– 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: محققون فرنسيون يصلون إلى بلجيكا بعد التعرف على ثلاثة فرنسيين بين منفذي هجمات باريس سبق لاثنين منهم أن أقاما في بروكسل، وهو ما أكدته النيابة العامة البلجيكية قائلة إن سبعة أشخاص اعتقلوا في بلجيكا في إطار الشق البلجيكي من التحقيقات، وإن هناك "مضبوطات هي قيد التحليل حاليا".

وأوضحت النيابة أن "السلطات القضائية البلجيكية والفرنسية تتعاونان بشكل كثيف منذ الساعة الأولى. ولتسريع تبادل المعلومات قرر الطرفان تشكيل فريق تحقيق مشترك، وهناك محققون فرنسيون في بروكسل حاليا".

– 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: الشرطة البلجيكية تنفذ عملية أمنية واسعة في حي مولنبيك الشعبي بالعاصمة بروكسل الاثنين، حيث داهمت منزل أسرة صلاح عبد السلام الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجمات باريس، كما أوقفت شخصين ووجهت لهما تهمة القيام باعتداءات "إرهابية".

وعاش سكان حي مولنبيك لحظات عصيبة عندما قامت السلطات بتطويق الحي لمدة أربع ساعات واستعملت القنابل الصوتية، مما خلق نوعا من الفزع والاستياء خشية استغلال هذا الظرف لاستهداف هذه المنطقة المهمشة. وقال محققون بلجيكيون إنهم لم يحصلوا على أي أدلة بعد عمليات التفتيش.

– 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: المتحدث باسم رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال يقول إن بلجيكا فرضت قيودا على الوصول إلى البلاد برا وبحرا من فرنسا في أعقاب هجمات باريس. وشدد المتحدث على عدم إغلاق بلجيكا حدودها، ولكنه أشار إلى أنها ستصعّد عمليات المراجعة الفورية للمسافرين القادمين من فرنسا.

– 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال يعلن نشر مئات الجنود تحسبا لأعمال "إرهابية"، إثر عثور الشرطة على مادة "نترات الأمونيوم" التي يمكن استخدامها في تصنيع قنبلة داخل منزل في بروكسل لرجلين اعتقلا للاشتباه في ارتكابهما جرائم "إرهابية" ذات صلة بهجمات باريس الأخيرة.

– 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: بلجيكا تستنكر اتهامات وجهها لها القائد السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي ألان شوات بوجود تقصير أمني من جانبها في منع وجود "خلايا إرهابية" على أراضيها، ويأتي ذلك بعد المعلومات التي أفادت بأن بعض منفذي هجمات باريس عناصر انطلقوا من العاصمة بروكسل.

غير أن الحكومة البلجيكية أقرت بوجود "مشاكل مؤقتة سببها النقص في المحققين الناطقين باللغة العربية والتشتت في مركزية القرار"، إلا أنها تصر على أنها تتخذ "إجراءات حازمة تجاه الإرهاب".

– 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال يعلن -في كلمة أمام البرلمان- اتخاذ حزمة تدابير تتكوّن من 18 بندا لمكافحة "الإرهاب" بعد هجمات باريس، وتخصيص أربعمئة مليون يورو لتعزيز قدرة الأجهزة الأمنية على "مكافحة الإرهاب".

وأكد ميشال أنه يريد "التحرك على الجبهات الأربع الكبرى: الأولى القضاء على رسائل الكراهية ودعوات العنف، والثانية تركيز جهودنا وأدواتنا على الأفراد الذين جرى تحديدهم كمصدر خطر محتمل، والثالثة تعزيز الإجراءات الأمنية، وأخيرا التحرك على مستوى دولي".

وتهدف حزمة الإجراءات هذه إلى الحد مما سمته الحكومة "التطرف" في بعض مدنها، ومنع بعض العائدين من سوريا من مغادرة الأراضي البلجيكية. كما تتضمن مشروعا أطلقت عليه الحكومة "الوقاية والقمع" يهدف إلى إغلاق العديد من المساجد التي لا تملك رخصة، وطرد الأئمة الذين تتهمهم الحكومة بنشر "خطاب الكراهية".

– 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: الشرطة البلجيكية تنفذ عمليات دهم بالعاصمة في "الأوساط المقربة من بلال حدفي" الذي قتل أثناء مشاركته في هجمات باريس. وشمل الدهم أحياء مولنبيك وجيتي المجاور له وسان جان وجيت وأوكلي ولاكن. وأثارت هذه الإجراءات سخط عدد من البلجيكيين الذين يؤكدون أهمية الالتزام بمبادئ الديمقراطية في مثل هذه الأوقات العصيبة.

– 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: الحكومة البلجيكية تقول إنها قررت رفع مستوى التأهب الأمني إلى المستوى الرابع -وهو أعلى مستوى أمني من سلم يتضمن أربعة مستويات- بالنسبة للعاصمة التي أصبحت شبه مشلولة، بينما رُفع التأهب في باقي البلاد إلى المستوى الثالث.

وبررت الحكومة هذه الخطوة -التي تُتخذ للمرة الثانية في تاريخ البلاد- بأنها وصلتها معلومات تفيد بحصول "تهديدات جدية وعاجلة" من أشخاص يخططون لتنفيذ "هجمات إرهابية" في أماكن من العاصمة، وخاصة المراكز التجارية ومحطات النقل العمومي. وأكدت أن "التهديد كافٍ للانتقال إلى مستوى الإنذار الرابع، وعلينا الآن اتخاذ إجراءات".

وعلى إثر إعلان هذا القرار؛ انتشرت قوات من الجيش والشرطة بكثافة في العاصمة لحراسة المنشآت والمؤسسات، ودعت "هيئة التنسيق لتحليل التهديدات" التابعة لوزارة الداخلية سكان العاصمة إلى تجنب "الأماكن المكتظة"، مثل محطات الحافلات والمطارات ووسائل النقل المشترك والمتاجر الكبرى. كما ناشدت الهيئة السكان التعاون لتسهيل إجراءات المراقبة والتفتيش.

– 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: رئيس الوزراء البلجيكي يعلن تمديد حالة الطوارئ القصوى في بروكسل وغلق المدارس ومترو الأنفاق وتكثيف انتشار الجيش والشرطة، قائلا إن السلطات تخشى وقوع هجمات قد تستهدف المراكز التجارية ووسائل النقل العامة على غرار ما حدث في باريس. وجاء الإعلان عقب قرار اتخذه مجلس الأمن القومي البلجيكي رغم عدم إصدار معلومات حول هجمات محددة أو خيوط توجه عمليات البحث الجارية عن المشتبه فيهم.

– 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: الحكومة البلجيكية تطلق عمليات أمنية في عدة مناطق من بروكسل، شوهد فيها انتشار كبير لعناصر الشرطة والجيش في مختلف الشوارع. والنائب العام البلجيكي يؤكد اعتقال 16 شخصا خلال 19 مداهمة في عدة مناطق من العاصمة ومدينتيْ شارل لوروا ولييج.

– 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2015: رئيس الوزراء البلجيكي يعلن خفض حالة التأهب في العاصمة بروكسل من المستوى الأعلى (المستوى الرابع = "تهديد وشيك") إلى الذي يليه (= "تهديد محتمل")، مؤكدا أن التهديد بشن هجوم في المدينة "ما زال خطيرا لكنه لم يعد وشيكا"، وأن محطات قطارات الأنفاق ستفتح بشكل كامل.

– 21 ديسمبر/كانون الأول 2015: الشرطة البلجيكية تعتقل خمسة أشخاص خلال تفتيش منازل في حي دانسير بين منطقة مولنبيك سان جان ببروكسل للاشتباه في علاقتهم بمنفذي هجمات باريس. وقال المدعون الاتحاديون في بيان إنه "جرت عمليات تفتيش المنازل بناء على تحليل شامل لسجلات الاتصالات".

– 25 ديسمبر/كانون الأول 2015: مدعون بلجيكيون يقولون إن شرطة بروكسل اعتقلت مواطنا بلجيكياً من أصل عربي يشتبه في صلته بهجمات باريس، ليصل عدد المعتقلين في البلاد إلى تسعة.

وذكر متحدث باسم مكتب الادعاء البلجيكي أن المعتقل "يشتبه في أنه اتصل عدة مرات بحسناء آيت بولحسن قريبة عبد الحميد أبا عود في الفترة بين الهجمات الإرهابية وأحداث سان دوني".

– 31 ديسمبر/كانون الأول 2015: السلطات البلجيكية تعتقل ستة أشخاص يشتبه في تخطيطهم لشن هجمات على مواقع لها بعد رمزي في بروكسل خلال الاحتفالات برأس السنة الجديدة. وبلدية المدينة تلغي الاحتفالات العامة بهذه المناسبة تحسبا لهجمات محتملة، قائلة إنها لا يمكنها ضمان تفتيش كل القادمين إلى أماكن الاحتفالات.

– 16 يناير/كانون الثاني 2016: النيابة العامة الاتحادية البلجيكية تقول إن ما سمتها عملية مكافحة "الإرهاب" الواسعة النطاق -التي جرت في اليوم السابق بالبلاد- أسفرت عن توقيف 15 شخصا خلال 12 عملية دهم استهدفت ما سمتها "جماعة إسلامية" تنتشر في أنحاء البلاد، وتستعد لاعتداءات تهدف إلى "قتل عناصر الشرطة".

وبحسب النيابة البلجيكية فقد تم احتجاز اثنين لهما صلة بالتحقيقات في فرنسا، وعُثر في منطقة فيرفيي على "أربع بنادق كلاشنيكوف ومسدسات وذخائر وملابس شرطة، وهواتف محمولة ومعدات اتصال ووثائق مزورة ومبالغ كبيرة من المال، كما صودرت أسلحة وذخائر في حي مولنبيك".

– 16 يناير/كانون الثاني 2016: بلجيكا تضع قواتها الأمنية في حالة تأهب قصوى بعدما قتلت الشرطة مسلحيْن عادا من سوريا وفق النيابة البلجيكية، في إطار عدة مداهمات استهدفت شبكة من وُصفوا بأنهم "متشددون إسلاميون" يشتبه في أنهم يدبرون لـ"هجمات وشيكة".

وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي أن حكومته تبنت نحو 12 إجراء لتحسين مكافحة "الإرهاب"، وأنها على استعداد لدعوة الجيش لتعزيز الأمن في البلاد، في إجراء لم يحصل منذ ثمانينيات القرن العشرين.

– 15 مارس/آذار 2016: النيابة العامة تقول إن الشرطة تعرضت لإطلاق نار خلال عملية دهم استهدفت مشتبها بهم في هجمات باريس يسكنون في ضاحية فورست القريبة من حي مولنبيك ببروكسل وشاركت فيها الشرطة الفرنسية، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة من الشرطة البلجيكية.

وأضافت النيابة العامة البلجيكية أن القتيل جزائري يدعى محمد بلقايد (35 عاما) وكان مسلحا ببندقية كلاشينكوف، بينما استطاع اثنان من المشتبه فيهم الهرب. وأفادت بالعثور على راية تنظيم الدولة الإسلامية وكتاب عن "السلفية" قرب جثة القتيل.

– 18 مارس/آذار 2016: بلجيكا وفرنسا تؤكدان اعتقال المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس صلاح عبد السلام خلال عملية أمنية مشتركة بين أجهزة أمن البلدين في حي مولنبيك ببروكسل، بعد ورود معلومات عن وجوده في الحي. وأفاد مصدر في الشرطة الفرنسية بأن عبد السلام أصيب في ساقه قبل القبض عليه، وأنه تم اعتقال شخص آخر كان معه دون أن يكشف عن هويته.

– 22 مارس/آذار 2016: السلطات البلجيكية تقرر رفع مستوى "الإنذار من خطر إرهابي" إلى أقصى مستوياته (من الدرجة الثالثة إلى الرابعة) في جميع أنحاء البلاد وتفعيل مخطط الطوارئ، بعد تفجيرات استهدفت مطار بروكسل ومحطات للمترو، وخلفت عشرات القتلى والجرحى.

المصدر : الجزيرة