تفاصيل قطع السعودية علاقاتها مع إيران

Flames rise from Saudi Arabia's embassy during a demonstration in Tehran January 2, 2016. Iranian protesters stormed the Saudi Embassy in Tehran early on Sunday morning as Shi'ite Muslim Iran reacted with fury to Saudi Arabia's execution of a prominent Shi'ite cleric. REUTERS/TIMA/Mehdi Ghasemi/ISNA ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS IMAGE. FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. NO THIRD PARTY SALES. NOT FOR USE BY REUTERS THIRD PARTY DISTRIBUTORS. THIS PICTURE IS DISTRIBUTED EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS TPX IMAGES OF THE DAY
الرياض نددت بالاعتداء على مقرات بعثاتها الدبلوماسية في طهران ومشهد (رويترز)
بادرت المملكة العربية السعودية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران يوم 3 يناير/كانون الثاني 2016 بعد إقدام مجموعات على اقتحام مقر سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، واتهمت الرياض طهران بخرق الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

قطع العلاقات
إعلان قطع العلاقات بين الرياض وطهران جاء على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال ندوة صحفية يوم الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2016، حيث كشف عن القرار وطالب أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة المملكة خلال 48 ساعة.

حدث ذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد، السبت يوم الثاني من الشهر نفسه.

الجبير حرص على التوضيح بأن سجل إيران طويل في انتهاك البعثات الدبلوماسية الأجنبية، مشيرا إلى الاعتداء على السفارة الأميركية عام 1979، والسفارة البريطانية عام 2011، موضحا أن تلك الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومتهما إيران بتهريب الأسلحة والمتفجرات والخلايا "الإرهابية" إلى دول المنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية.

تفاصيل الاعتداءات
رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية أسامة نقلي ألقى بيانا فصل فيه ملابسات ما وقع من اعتداءات على السفارة السعودية في طهران، والقنصلية في مدينة مشهد.

ووفق نقلي فإنه قرابة الساعة 2:30 فجرا بتوقيت طهران (من يوم السبت 2 يناير/كانون الثاني 2016) اقتحم محتشدون مبنى السفارة السعودية، وتواصل القائم بأعمال السفارة مع الخارجية الإيرانية إلا أنه لم يجد منها أي تجاوب.

وتابع "حاول القائم بالأعمال بالنيابة الحصول على حماية لزيارة مقر السفارة لتفقده إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد عصر الأحد، حيث وجد أن المبنى طاله الخراب والدمار وتم تكسير محتوياته ونهب وسرقة ما به من أجهزة وعتاد".

وأضاف المتحدث أنه حوالي الساعة 3:30 من فجر الأحد تم قطع التيار الكهربائي عن الحي الذي تقع به مساكن موظفي السفارة السعودية لمدة ساعة.

وفي ما يتعلق بالاعتداءات على القنصلية العامة في مشهد، ذكر البيان نفسه أنه في الساعة 11:00 صباح السبت اقتحمت سيارة أجرة وبشكل مباشر بوابة الحاجز الأمني للقنصلية في محاولة لاقتحام بوابتها الداخلية، دون أن تمنعها السلطات الإيرانية من ذلك.

وفي الساعة 4:30 عصرا تجمعت حشود أمام مبنى القنصلية تقدر بأكثر من ألفي شخص، وقامت برشق المبنى بالحجارة والعبوات النارية الحارقة، مما أدى لتكسير بعض النوافذ الزجاجية الخارجية للمبنى، وحاولت مجموعة منهم اقتحام المبنى إلا أنها لم تتمكن من ذلك، ولم تقم السلطات الإيرانية بأي جهد لمنع مثل هذه الأعمال الإجرامية أو اعتقال المتسببين فيها.

واعتبر المتحدث أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها بعثة المملكة في طهران ومشهد مثل هذه الاعتداءات، بل سبقتها اعتداءات مماثلة تحت مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية دون اتخاذ أي تدابير للحفاظ على أمن وسلامة بعثة المملكة ومنسوبيها أو تقديم الجناة للعدالة. 

وأعلن مدعي عام محكمة الثورة في إيران عباس جعفر أبادي فيما بعد (الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2016) أن قوات الأمن اعتقلت أربعين شخصا ممن اقتحموا السفارة السعودية في طهران وعبثوا بمحتوياتها وأضرموا النيران في بعض مكاتبها، بينما طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بتحديد هوية مقتحمي السفارة السعودية ومحاسبتهم، وأصدرت الخارجية الإيرانية بيانا دعت فيه إلى الهدوء واحترام المباني الدبلوماسية.

إجراءات دبلوماسية
السعودية قامت باتخاذ إجراءات شملت استدعاء السفير الإيراني لدى المملكة وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حملت فيها النظام الإيراني مسؤولية هذه الاعتداءات بكاملها، وذلك انطلاقا من مسؤولية الدولة المضيفة في توفير الحماية للبعثات الأجنبية وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات والقوانين الدولية المشددة بهذا الشأن.

كما قامت الرياض بإحاطة مجلس الأمن الدولي بتلك الاعتداءات، وكل من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وطالبت مجلس الأمن الدولي بضمان حماية البعثات الدبلوماسية ومنسوبيها وفقا للاتفاقيات والقوانين الدولية.

وتواصلت المملكة مع جميع الدول التي لها علاقات معها لتوضيح التصريحات العدوانية الصادرة عن الحكومة الإيرانية، والتي أدت إلى التحريض على انتهاك حرمة السفارة السعودية والقنصلية.

إعدامات
وقد بدأت هذه التفاعلات بعدما أعلنت وزارة الداخلية السعودية السبت 2 يناير/كانون الثاني 2016 تنفيذ أحكام الإعدام ضد 47 شخصا، اتهمتهم باعتناق الفكر التكفيري، وتنفيذ أعمال قتل وتفجير وتحريض.

ومن أبرز الأسماء التي أُعلن عن تنفيذ حكم الإعدام فيها بالسعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، إضافة إلى المنظر الشرعي لـ تنظيم القاعدة بالمملكة فارس الشويل الزهراني.

ويحمل 45 شخصا من الذين أعدموا الجنسية السعودية، إضافة إلى تشادي ومصري، وجهت لهم تهمة اعتناق ما وصفه بيان الداخلية السعودية بالفكر التكفيري وتنفيذ هجمات على مجمعات سكنية.

وقال المتحدث باسم وزارة العدل منصور القفاري إن أحكام القصاص صدرت عن محكمة متخصصة، ولا يتم الفصل في الحكم إلا بعد استنفاد كل درجات التقاضي، مشيرا إلى التزام الوزارة بتوكيل محام لمن لم يستطع أن يوكل من يدافع عنه.

وسارعت الخارجية الإيرانية من جهتها لإدانة إعدام النمر، ووصف المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان حسين نقوي عملية الإعدام بأنها "جريمة نكراء" بينما طالب شقيق النمر بالسلمية في أي ردود أفعال محتملة.

واستدعت طهران القائم بالأعمال السعودي في العاصمة للاحتجاج، كما صدرت إدانات عن حزب الله اللبناني وساسة عراقيين شيعة وجماعة الحوثي في اليمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات